مقالات

التجربة المصرية ونتائج الإنتخابات العراقية

التجربة المصرية ونتائج الإنتخابات العراقية – مازن صاحب

يتفق جمهور كبير من اهل الراي ان نتائج الانتخابات الاخيرة لم تغير في معادلة السلطة داخل عملية سياسية فاشلة حسب معايير الحوكمة والحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة ..فيما تطرح وقائع التجربة المصرية مقاربة حقيقية بين قدرات بناء الدولة من خلال المؤسسات لاسيما مؤسستي القضاء والقوات المسلحة وكلاهما قاد عملية التغيير بعد الانتخابات المصرية المبكرة التي كانت مطالبا لساحة التحرير في القاهرة ..وظهر الرئيس السيسي ببرامج عمل اقتصادية كبرى جعلت من عديد القوات المسلحة المصرية احد ابرز اعمدة اعادة صناعة الاقتصاد المصري المنهار ليتحول الى اقتصاد واعد ضمن العشرة اقتصاديات الأولى في الشرق الأوسط مطلع 2020…السؤال ما الفارق في نتائج الانتخابات المبكرة العراقية ..وهل عقمت العملية السياسية من ظهور ( سيسي) عراقي ؟؟مثل هذا الجدل السياسي يغادر نقطة مهمة جدا ان كل مصر باقباطها ومسلميها لهم هوية واحدة فقط هي هوية الدستور المصري ومن خرج عن هذه الهوية الوطنية الجامعة تمت احالته للقضاء بتهمة الخيانة العظمى..فيما في عراق اليوم الاغلب الاعم من الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد يقفز على الهوية الوطنية الدستورية الجامعة الى ما يعرف بهوية التكليف الشرعي التي تعتبر وفق القانون العراقي النافذ ايضا خيانة عظمى لكن من دون ان يكون للقضاء لاسيما الادعاء العام اي وقفة جادة لتقديم الهوية الوطنية العراقية بموجب الدستور على هوية التكليف الشرعي!!الامر الاخر في عراق اليوم ان الاغلبية الصامتة عكس الاغلبية الفاعلة في مصر .. فواقع الصحافة والاعلام والطبقة الوسطى بشكل عام لها قوة مجتمعية عبر مئات منظمات المجتمع المدني الناشطة في برامج عمل تطبيقية وليس مجرد واجهات حزبية وهي نتيجة أكيدة لوجود عدد محدود من الاحزاب المصرية المتصدية للشان العام عكس الانشطار الاميبي للاحزاب العراقية .الفارق الثالث والأهم ان القوات المسلحة المصرية لها ولاء واحد وقيادة واحدة ونظام معركة وسيطرة واحد فجميع صنوف القوات المسلحة المصرية تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية عكس عراق اليوم الذي جعل من رئيس الوزراء قائدا للقوات المسلحة فيما لا تأتمر باوامره قوات البيشمركة او تشكيلات مسلحة لها رجل داخل الدولة وارجل خارجها..ناهيك عن سلاح العشائر المنفلت .. ففي التجربة المصرية تحولت العشائر لاسيما في الصعيد المصري الى برامج التنمية الاجتماعية المستدامة .. واستطاعت الدولة احتواء حتى سلاحها فيما ما زالت ثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية توظف سلاح العشائر لأغراض المساومات وتصفية الحسابات فيما بين امراء غرناطة عراق اليوم!! ما بين هذا وذاك من أشكال المقارنة بين التجربة المصرية ونتائج الانتخابات العراقية…المبكرة ..الاخيرة … ان واقع التنازع على كرسي السلطة لاسيما رئاسة الوزراء بلا معايير الحكم الرشيد ومغادرة نظام الادارة بالأهداف الذكية القابلة للقياس امام المواطن/ الناخب … تجعل مراكب مفاسد المحاصصة تمر عبر مضائق صغيرة للمساومات في تغانم السلطة وليس بناء دولة …السؤال المقابل ..ما هو الرد المتوقع ؟؟شخصيا اعتقد ان كرسي رئاسة الوزراء محرقة لمن يجلس عليه .. من دون ان يبدا هذا المكلف برفع سيف المحاصصة من فوق رقبته واللجوء الى الشعب في برنامج حكومي قد لا يرضي امراء الطوائف السياسية ..لكنه يحظى بتفهم الشعب وفي حالة مواجهة قوى اللادولة ..التي ستعمل على اخضاعه بكل تأكيد..عليه ان يتوجه للشعب بإعلان استقالته …هذا ما سبق وان نصحت به السيد عادل عبد المهدي فور تصاعد فورة التظاهرات 2019 .. لكنه استقال بعد سفك دماء أولادنا المتظاهرين… فهل ستكرر ذات التجربة ام هناك من يتعظ ؟؟ ..ويبقى من القول لله في خلقه شؤون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى