مقالات

التفكيك النافع!

كتب / د. محمد فلحي

عندما يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون: أن تقسيم العراق قادم بعد الانتخابات الأميركية،فلا ينبغي أن نمر على تصريحه مرور الكرام،فرجل في مثل مكانته وتجربته السياسية والدبلوماسية والمخابراتية لا ينطق عن الهوى،ولا شك أن وراء كلماته الكثير من المعاني والإشارات التي يجب على العراقيين التعامل معها،بجدية وعمق وحذر!بولتون، دعا الكورد،في حديث تلفزيوني،قبل أيام قليلة، إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد إجراء الانتخابات الأميركية، عاداً “تفكيك العراق نافعاً جداً”.يُعد بولتون صندوق أسرار البيت الأبيض، وقد كان واحداً من أقوى وأهم الشخصيات في أميركا قبل أن تسوء علاقاته بدونالد ترمب، وقام بتأليف كتاب يكشف فيه أسرار البيت الأبيض،أثار ضجة واسعة.مَن المستفيد من(التفكيك النافع) وهو المصطلح الجديد الذي أطلقه بولتون، ويتناغم مع مصطلح( التقسيم السهل للعراق) الذي تبناه نائب الرئيس الأسبق جو بايدن قبل أكثر من عشر سنوات،وما زال المشروع مطروحاً في ملفات السياسة الأميركية؟!!بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة وصاحب فكرة التقسيم يسير بثبات في طريقه نحو البيت الابيض من خلال الانتخابات الاميركية، بعد ثلاثة اشهر، فهل وضع السياسيون العراقيون في اعتبارهم احتمال تطبيق خطة تقسيم بايدن ومقترح تفكيك بولتون!؟.. وماذا سيفعلون في مواجهتها!؟لا شك ان هناك سيناريوهات عدة للتقسيم أو التفكيك، وهناك أطراف داخلية وخارجية تعمل على تطبيق المشروع وفق مصالحها وتوجهاتها!إذا تفاقمت الأزمات السياسية في العراق،فإن المستقبل القريب سوف يشهد تنفيذ المشروع الأميركي الخطير،وتقسيم العراق الى دويلات متصارعة،وسنشهد خارطة جديدة للمنطقة تجعلنا نترحم على خارطة سايكس- بيكو..لكن قبل التقسيم هناك خطوات فاشلة سوف تؤدي الى الحل النهائي وهو( التقسيم) الذي رسمه بايدن قبل سنوات وفق المخطط الصهيوني!!الخطوة الأولى:فشل الانتخابات المقبلة،وتزوير نتائجها كما حصل في الدورات السابقة،حيث تزداد الاحتجاجات ويتصاعد القتل وتسود الفوضى،لا قدر الله!الخطوة الثانية:اعلان حالة الطواريء وحل البرلمان وتطبيق الأحكام العرفية والعسكرية..حيث يستمر الصراع ويزداد سفك الدماء!الخطوة الثالثة:انهيار أمني في العاصمة، وأغلب المحافظات، وسيطرة الجماعات المسلحة على مناطق واسعة من البلاد!الخطوة الرابعة:حملات تهجير وتطهير طائفي وعرقي في بغداد والمحافظات والمناطق المتنازع عليها يشبه السيناريو اليوغسلافي!!الخطوة الخامسة والأخيرة:اعلان التقسيم الى ثلاث دويلات(كردية) و(سنية) و(شيعية) لا احد يعرف اسمائها وحدودها حتى الان!المؤسف ان التقسيم الصعب لن يكون حلاً للصراع السياسي بل بداية لصراع أكثر دموية يستمر عدة عقود..ستكون هناك حروب حول الحدود والمياه والنفط والمناطق المختلطة!السياسيون الحاليون سوف يختفون،ويهاجر الاغنياء بثرواتهم المنهوبة، ويموت الفقراء في بيوتهم..ويصبح رغيف الخبز وقنينة الماء أغلى من روح الانسان!!ادعو الله تعالى ان لا نشهد هذه الوقائع المرعبة،وأن يجعل كيد الكائدين في نحورهم،وإن يهدي الباري عز وجل من لديهم عقل وضمير من السياسيين الى الجلوس على طاولة الحوار الوطني ومراعاة مصالح الشعب، وإنقاذ البلاد من الكارثة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى