مقالات

التنافس الدرامي..!

علي الحمداني

رمضان على الابواب، والقنوات الفضائية، بدأت حملاتها الدعائية للاعمال الدرامية والمسلسلات والبرامج التي ستقدمها لمشاهديها خلال ايام وليالي هذا الشهر، الذي يُعد اضخم موسم للدراما، اذ يشهد تنافسا ساخنا، بين الشاشات، للاستحواذ على المساحة الاكبر من المشاهدين، فكلما اتسعت تلك المساحة، كلما زادت الايرادات المالية المتأتية من الإعلانات.ويبدو واضحا، ان الدراما الخليجية، حجزت لها مقعدا متقدما في الشاشات، الى جانب الدراما المصرية طبعا،.. اما كيف استطاعت هذه الدراما ، تحقيق هذا التقدم السريع، فان الامر يعود الى وجود منتجين اقوياء، لديهم القدرة والاستعداد للاستثمار في هذا المجال، ولهذا بتنا نشاهد اعمالا خليجية، مؤثرة على المشاهد، من خلال التقنيات العالية، ومستوى الاخراج، ويتم استثمارها ايضا في الترويج للبلد بمجالات مختلفة، كما تفعل الدراما التركية.اما اذا اردنا الحديث عن الدراما العراقية، فهي ما زالت بعيدة عن المنافسة، وهذا يظهر بوضوح من خلال عدم وجود اعمال عراقية يمكنها التنافس مع الاعمال العربية، وبالتالي يمكن مشاهدتها عبر الشاشات العربية.مشكلتنا، لاتكمن في غياب الاعمال التي يمكن تحويلها الى دراما، فلدينا من الكتّاب الكبار الذين انجزوا اعمالا عملاقة، عن الواقع العراقي، المليء بالقضايا والقصص والاحداث الصالحة لان تكون أفلاما ومسلسلات تُحدث تغييرا في ترتيب المقاعد على خشبة مسرح الفن العربي،فالبطولات الفريدة لابطال جهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي وقواتنا الأمنية، في القضاء على داعش وتحرير الأرض، وما رافق تلك البطولات من مواقف انسانية قل نظيرها، فضلا عن القضايا الاجتماعية، تمثل معينا لا ينضب من السيناريوهات المتكاملة لمشاريع فنية عملاقة، ربما تواجهنا مشكلة في المستويات الاخراجية، وافتقارنا إلى “الممثل النجم”، ولكن هذه لاتشكل عائقا، اذ يمكن التعامل مع مخرجين كبار، وان تكون الاعمال مشتركة مع نجوم وممثلين عرب، مع وجود ممثلين عراقيين شباب لديهم امكانات جيدة يمكن استثمارها في انتاج اعمال قوية.ولكن اعتقد ان المشكلة الحقيقية التي تكمن وراء تواضع مستوى الدراما في العراق، هي عدم وجود مستثمرين كبار، يمكنهم ان يمولوا الاعمال الدرامية القادرة على المنافسة، فمتى ما كان لدينا مثل هؤلاء المستثمرين، فاننا نستطيع الحديث عن دراما، تنافس غيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى