مقالات

الثلاثي‭ ‬الذهبي

فاتح عبدالسلامت

صدّر‭ ‬مجدداً‭ ‬ذلك‭ ‬الثلاثي‭ ‬الذهبي‭ ‬المزمن،‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والامن‭ ‬والسيادة،‭ ‬شعارات‭ ‬المرحلة‭ ‬للحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكيل،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬خلت‭ ‬وتخلّت‭ ‬وأخلّت‭. ‬وهذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬السفيرة‭ ‬الامريكية‭ ‬ببغداد‭ ‬في‭ ‬تغريدتها‭ ‬وأكدت‭ ‬دعمها‭ ‬له،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭.‬ولأنّ‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تمضي‭ ‬الى‭ ‬حال‭ ‬سبيلها‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬فترتها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬أنجزت‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬الا‭ ‬بالقدر‭ ‬الدعائي‭ ‬المعلن‭ ‬مع‭ ‬تصريحات‭ ‬وبيانات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ثلاثاء،‭ ‬فإنَّ‭ ‬الضرورة‭ ‬تقتضي‭ ‬اليوم‭ ‬ان‭ ‬يعلم‭ ‬العراقيون‭ ‬البرنامج‭ ‬التنفيذي‭ ‬العملي‭ ‬والقانوني‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬مفردات‭ ‬النزاهة‭ ‬والامن‭ ‬والسيادة‭ ‬من‭ ‬الشعار‭ ‬الى‭ ‬السياق‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬نتائجه‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬أدمن‭ ‬سماع‭ ‬الوعود‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬مكترثا‭ ‬بها،‭ ‬لاسيما‭ ‬انها‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المحيط‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬أفرز‭ ‬أوضاع‭ ‬الفساد‭ ‬والتغاضي‭ ‬الأمني‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الدولة‭.‬‭ ‬العراقيون‭ ‬يريدون‭ ‬معرفة‭ ‬الخطوات‭ ‬الجديدة،‭ ‬المدعومة‭ ‬بسياق‭ ‬تشريعي‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬ووضع‭ ‬ملفات‭ ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬يشمل‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬مع‭ ‬تحريم‭ ‬استخدام‭ ‬ملفات‭ ‬الفساد‭ ‬للتصفيات‭ ‬السياسية‭ ‬والكيدية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬دائماً‭.‬أمّا‭ ‬موضوع‭ ‬السيادة‭ ‬فيجب‭ ‬ان‭ ‬يخضع‭ ‬لنسق‭ ‬واضح‭ ‬يمنع‭ ‬التعامل‭ ‬بانتقائية‭ ‬سمحت‭ ‬بالتفريط‭ ‬بالمصالح‭ ‬الوطنية‭. ‬فيما‭ ‬يبقى‭ ‬أمر‭ ‬الأمن‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالسلاح‭ ‬المنفلت‭ ‬والتشكيلات‭ ‬المليشياوية‭ ‬التي‭ ‬تولد‭ ‬وتنمو‭ ‬خارج‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وحاجتها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاختلال‭ ‬التركيبي‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭.‬إنّ‭ ‬الملفات‭ ‬متشابكة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬حلّها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توافق‭ ‬وطني‭ ‬يُعلي‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬اسم‭ ‬العراق‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الطائفية‭ ‬المقيتة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬أفكار‭ ‬سياسيين‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬قبل‭ ‬أيديهم‭ ‬وثيابهم‭. ‬والمسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬حكومة‭ ‬ان‭ ‬تتصدى‭ ‬لها‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أطراف‭ ‬القوى‭ ‬السياسية،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ان‭ ‬يتوقع‭ ‬أي‭ ‬عراقي‭ ‬تغييراً‭ ‬جدياً‭ ‬في‭ ‬المسارات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬المترنحة‭ ‬والواهنة،‭ ‬لأنّ‭ ‬عناصر‭ ‬بناء‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يعتقدون‭ ‬ان‭ ‬مساراتهم‭ ‬هي‭ ‬الاصح‭ ‬وانّ‭ ‬الاخرين،‭ ‬إمّا‭ ‬يجهلون،‭ ‬أو‭ ‬يجحدون،‭ ‬أو‭ ‬يتآمرون‭.‬إنَّ‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬طور‭ ‬التشكيل‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يمتد‭ ‬أسابيع‭ ‬او‭ ‬شهورا،‭ ‬وهذا‭ ‬عادي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬خرق‭ ‬المُدد‭ ‬الدستورية،‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مواصفاتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬سبقتها‭. ‬إذ‭ ‬الحكومتان‭ ‬مكلفتان‭ ‬الاعداد‭ ‬لانتخابات‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬او‭ ‬سنة‭ ‬ونصف،‭ ‬وهي‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬إصلاحات،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬توافرت‭ ‬الإرادة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الافتراض‭ ‬العقيم‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى