السياسية

الحكيم: يجب تعميم تجربة حكومة السوداني في الحكومات المحلیة المقبلة

دعا رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، اليوم الجمعة، مجلس النواب إلى إصدار تشريعات صارمة بشأن المروجين للانحراف والانحلال، فيما أكد أنه يجب تعميم تجربة حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الحكومات المحلیة المقبلة.

وقال الحكيم في كلمة له بمناسبة حلول شهر محرم الحرام تابعتها (الاولى نيوز ):” نقف اليوم ونحن أمام مرحلة مفصلیة ومهمة في ترسیخ الاستقرار ومفاھیم الخدمة والإعمار، لذا أُشير إلى عدد من الأولویات التي یجب أن تكون حاضرة في المرحلة المقبلة”.

وأضاف:” أولا/ الأولویة السیاسیة، فیجب أن تكون أولویتنا السیاسیة متجھة نحو ترسیخ الاستقرار السیاسي والمجتمعي في البلاد، فلا أمان ولا بناء ولا إعمار من دون استقرار وثبات ودیمومة لذلك الاستقرار، ومـن أبـرز مـقومـات الاسـتقرار ھـو تكویـن تحالفات سیاسـیة قویة رصـینة في رؤیتھا السیاسیة وحازمة في تنفیذ مشروعھا الخدمي”.

وبين، أن” التحالفات السیاسیة القویـة المتماسكة ھي أساس العمل السیاسـي الناجح، وھي أھم ركائز مراكمة النجاح ومعالجة الأخطاء والتجارب السیئة، ولقد قطعنا شوطا كبیرا في استعادة الریادة السیاسیة للمكون الأكـبر ولأبناء شعبنا كافة مـن خـلال (تحالف إدارة الدولة) وتـشكیل حكومة قویـة خدمیة تعمل على تثبیت أسس الاستقرار السیاسي واستعادة ثـقة الـمواطـن بـنظامـه السـیاسـي مـن جدید”.

وشدد الحكيم،” لا بـد مـن الـعمل الجاد والمضاعف نـحو تقویـة أواصر المعادلـة التي ساھـمت فـي تـشكیل حكومة الأخ السوداني، وتعمیم تجربتھا في الحكومات المحلیة المقبلة، ویجب أن لا نسمح بالعودة إلى مربع الاختلاف والتناحر السیاسي، ویجب أن لا ننظر إلى عین الفوز السیاسي بحجم المقاعد الانتخابیة فقط، فنظرتنا یجب أن تكون أكبر وأكثر حكمة وبصیرة، فمشروعنا أكبر وقضیتنا العادلة تجاه خدمة أھلنا وشعبنا تستحق الأكثر ولن يكون ذلك مـن دون إیثار وتكامل في أدوار حمل رایة الخدمة والإعمار والتوجـه نحو تثبیت استقرارنا السیاسي عبر تماسكنا ووحدتنا في القول والفعل والمواقف، فمصیرنا واحد وھدفنا واحد وشعبنا واحد ولا بد أن نكون یدا واحدة في بناء بلدنا وتعزيز سيادته”.

وأضاف،” حذار من التھاون في وحدة الصف والموقف، فكل موضع نُشتت فیه الكلمة، فإننا نعرض شبابنا إلى الضیاع والفوضى، ویجب أن لا نسمح باختطاف شبابنا مرة أخرى، ویجب أن لا نُخیب ظنھم بحكومتھم وقواھم السیاسیة مرة أخرى واستقرارنا السیاسي سبیلنا نحو الأمان والطمأنینة وإعادة البناء”.

ولفت إلى، أن” العراق بعد أشهر قليلة مقبل على جولة انتخابية جديدة لمجالس المحافظات، وهي تتطلب منا جميعا التحضير لها والمشاركة الواسعة والفاعلة والواعية فيها من حيث اختيار المرشحين وانتخابهم والإسراع في استحصال البطاقة البايومترية كشرط أساسي للمشاركة في الانتخابات خلال الأيام القليلة المتبقية على منحها”.

وأعرب عن أمله” بأن تكون هذه الانتخابات هي الأكثر التزاما من جميع الأطراف في التعريف ببرامجهم وخططهم ومرشحيهم من دون اللجوء إلى الأساليب التسقيطية التي تعكر أجواء الانتخابات، ونأمل أن تبذل المفوضية قصارى جهودها في الحفاظ على نزاهة الانتخابات ونتائجها لنكون أمام معادلة مرضية لجميع الناخبين والمرشحين والقوى المشاركة”.

وأعلن الحكيم” الالتزام التام تجاه الجماهير وحقوقهم ومطالبهم الحقة، من خلال تقديم أفضل البرامج وأفضل المرشحين القادرين على تلبية تلك التطلعات في محافظاتنا الكريمة، ودعا الجماهير إلى ترصين الصفوف والجهوزية التامة للمشاركة وتحقيق الانتصار المأمول، كما أكد الالتزام بوحدة الصف الوطني ووحدة المكون الأكبر في سياق التنافس الشريف مع القوائم الوطنية الأخرى”.

وأشار إلى الأولویة الاقتصادیة، حيث جدد” دعوته بأن یكون المسار الاقتصادي الأساس والركیزة في مرحلتنا المقبلة، فتحدیاتنا اقتصادیة وحلولنا یجب أن تكون اقتصادیة في المقام الأول، ویـجب أن تكون لدیـنا برامـج عملیة واضحة نحو توفـیر فرص عمل تـلیق بطموح شـبابـنا وتمكن لھم العیش الكریم، ویجب أن تـكون لـدیـنا تشـریـعات وقـوانـین تـمكن أصحاب الـمشاریـع الـصغیرة مـن المنافـسة في الـسوق المحلیة”.

وشدد، أنه” یجب أن تعمل الحكومة على تـمكین أصحاب رؤوس الأموال والمسـتثمریـن الـعراقـیین لمـنافـسة الـبضائـع الأجنبیة التي غزت السوق العراقیة” منوها إلى، أن” شبابنا بـأمـس الـحاجـة إلـى فـرص عـمل كـریـمة تـؤمـن مسـتقبلھم وتستثمر طاقاتھم الـكبیرة في بناء بـلدھـم ومجتمعھم وعـلینا الـعمل عـلى تـحقیق ذلك وأن لا نسمح بتحريض شبابـنا مجـددا نحو الفوضى والتشـتت والضیاع”.

وأوضح ، أن” الحلول لا تكون عبر القروض المصرفية فقط، ولا تكون عبر الاتكال على القطاع الحكومي فحسب، والحلول یجب أن تتجه نحو صيغ جديدة لمعالجة التحدیات بشكل بنیوي من خلال الآتي: 

1- إطلاق الاستراتیجیة الاقتصادیة الكبرى الشامـلة لجمیع القطاعات، من خلال مصارحة الشعب بالتوقـیتات والمراحل العملیة وسبل المعالجة المطلوبة للمعوقـات.

2- المباشـرة بإطـلاق اسـتراتـیجیة زراعـیة شاملة لجمیع موارد العراق ضـمن أسـقف زمـنیة واقـعیة وطـموحـة تـساعـد عـلى استعادة الـعراق لموقـعه الـزراعـي وتـأمـین جـمیع مـتطلباتـه الـغذائـیة مـن أجـل إعـادة ثـقة الشاب العراقـي وتوجھه نحو المشاریع الزراعیة الواعدة. 

3- تحديد سـقف زمني نھائي للتخـلص من مشكلة الكھـربـاء الـتي تـمثل أكـبر مـعوق أمـام إعـادة بـناء الاقـتصاد الـعراقـي، فـليس هناك اقـتصاد محـلي مـن دون إنـھاء مـشكلة الكھـربـاء والتخـلص مـن ھـذه الـمعانـاة الـتي تحـملھا شـعبنا لـسنین طـویـلة. 

4- تضييق الخناق على مافيات الفساد ومضاعفة عمليات مكافحة الفساد، وهنا أوجه خطابي للإخوة في هيئة النزاهة والمؤسسات الرقابية الأخرى وأقول لهم اضربوا المفسدين الحقيقيين ورؤوس الفساد الكبيرة بلا تردد، وستجدون الإسناد والدعم الكامل من أبناء شعبنا ومن القوى الوطنية الخيرة”.

ولفت الحكيم إلى” الأولویة المجتمعیة”، مشيرا إلى” أنـنا مسـلمون، ولأنـنا حسـینیون، ولأنـنا عراقـیون فـي الانـتماء وفي الـقیم والـثوابـت المجتمعیة الأصیلة، لا بـد أن نـنتصر لـقیمنا ومـبادئـنا وأن لا نـسمح للدخـلاء بالـمساس بتلك الـقیم الـتي تمثل أسـاس تماسـكنا المجتمعي ووحدته، وانطلاقاً من ذلك لا بـد أن تـكون مـواجـھة ظـواھـر الانحلال الخلقي مـن أولـى الأولـیات فـي جـمیع المجالات”.

ودعا إلى، أن” نـتشارك جـمیعاً فـي مـواجـھة ذلـك الانحـراف والابـتذال الـذي یستھدف أسرنا في المقام الأول، وھنا أخاطب شبابنا الأعزاء وأنبھھم، أیھا الشباب.. أنتم حُماة ھذا الوطن.. وبكم نصون مبادءنا وقیمنا الأصیلة، إنھم یریدون النیل من أسُركم.. وأعراضـكم.. ویریدون تحویلكم إلـى سـلع استھلاكیة متعطشة إلى الملذات والرغبات بلا عقل أو وعي وتحت ذرائع واھية لا أساس لھا من الصحة والبرھان”.

كما دعا الشباب إلى عدم السماح” لـلدخـلاء بـأن یتسـللوا بـین أسُركـم، من خلال الـتشویـش عـلیكم وعلى إخوتكم وأھـلیكم بـمفاھـیم منحرفة تحت غطاء الحریة المغلوطة.. ولا تسمحوا لھم بأن یُغیبوا عقولكم ویسلبوا إرادتكم من خلال إشاعة المخدرات والسموم، وإنـھم یـسعون نـحو نشـر الـمثلیة.. وإشـاعـة الانحـراف والمخدرات.. وبـث الـفوضـى فـي بـلدانـنا الإسـلامـیة والـعربـیة من خلال الحث على التمرد والعصیان، وتزییف الحقائق وفبركة الأكاذیب، وإشاعة الفرقة والتناحر، فھم لا یریدون بكم وبأسركم ومجتمعكم وبلدكم خیراً، إنھم أبواق الشیطان وخناجره المسمومة”.

واستطرد بالقول مخاطباً الشباب:” كونوا حسينيين في مواجھة الباطل بجمیع أشكاله وصوره، إن تنصروا الله ینصركم ویثبت أقدامكم، وإیاكم والركون إلى الظالمین والمفسدین، كونوا سداً منيعاً أمام الباطل وجیشه، كما كان إمامكم الحسین أمام جیش الباطل وجنوده، لم ترعبه كثرة المفسدین ولا قلة المناصرین، كونوا ناصرین وناصحین بفعلكم قبل قولكم، فنصرة الحق شجاعة والخنوع أمام الباطل جبن وخیانة”.

ودعا الحكيم،” مجلس النواب من خلال لجانه الـثقافـیة والاجـتماعـیة وعـبر مؤسسـتنا القضائیة إلى إصدار تشـریعات صارمة وحاسمة بشأن المروجین لعناوين الابتذال والانحراف وتجار الرذیلة والسموم وأن لا تأخذھ في ذلك لومة لائم”.

ولفت إلى، إن” كـان البعض یـسعى إلى تـغییب الرجولـة فھـذا شأنه، لكن علیه أن لا یقترب من مساحات و مواطن الرجال والكرامة وإن كـان البعض یـسعى لسلب المرأة عـفتھا وكرامتھا فـمجتمعنا یـقدس كـرامـة الـمرأة ویـصون حـقوقـھا، ولـن نـسمح بالتھاون في ذلك مطلقا”.

وفي السياق الإسلامي والعربي أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية” على قضية المسلمين الأولى (القدس الشريف والقضية الفلسطينية الحقة)، كما نبدي اعتزازنا الكبير بمرجعيتنا العليا وبشعبنا العراقي الأبي وأمتنا الإسلامية الواحدة وحكومتنا العراقية وموقفهم الصريح والحازم تجاه الأفعال الشنيعة والإجرامية التي استهدفت وتستهدف عقيدة وهوية المسلمين وفي مقدمتها القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وشريعتنا الغراء”.

وجدد” استنكاره الشديد لتكرر انتهاك حرمة المسلمين بحرق المصحف الشريف والعلم العراقي على يد البعض من مرضى النفوس والأنكى هو الترخيص الرسمي من الجهات الحكومية السويدية لهذا الفعل الشنيع وتجاهل ردود الأفعال الدولية الرافضة لازدراء المعتقدات والإساءة لمقدسات جميع الأديان والمذاهب وإيجاد أرضية لإشاعة روح الكراهية بين شعوب العالم”.

كما دعا الحكيم” المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة هذا الفهم المعوج للحريات ونشدد على الاحتجاجات السلمية التي تتسق مع منهج القرآن الكريم”، مبينا، إن” دلت هذه الحوادث على شيء فإنما تدل على أهمية وحدة الصف وفي مقارعة الأجندات الشيطانية التي تستهدفنا جميعا، فإسلامنا وقرآننا ونبينا وأئمتنا ومراجعنا ومقدساتنا وهويتنا الراسخة هي خطوط حمراء، لا نقبل ولا نسمح لأحد بتجاوزها”.

وأكد، أن” اعتدالنا و وسطيتنا لا تعني أبداً القبول بالتجاوز على معتقداتنا وهويتنا وقرآننا العظيم، وسنبقى أول المدافعين عنها ولن نتهاون فيها ما دام فينا عرق ينبض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى