مقالات

الشعب يتتبع نقاط الضوء

د. فاتح عبدالسلام

‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬العراقي‭ ‬لابدّ‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬صورة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬الانهيار‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬البلد‭. ‬امّا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الماضي،‭ ‬وكل‭ ‬العلامات‭ ‬تؤكد‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬انجاز‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنَّ‭ ‬أقطاب‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الذين‭ ‬يتصدرون‭ ‬المشهد‭ ‬منذ‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬سوف‭ ‬يلتفون‭ ‬على‭ ‬فسحة‭ ‬الامل‭ ‬البسيطة‭ ‬ويستطيعون‭ ‬خنقها‭ ‬مجددا‭. ‬ليس‭ ‬لأحد‭ ‬ان‭ ‬يفرح‭ ‬كونه‭ ‬فائزا‭ ‬بمنصب‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬العراق،‭ ‬فالشعب‭ ‬ينتظر‭ ‬المنجزات‭ ‬الحقيقية،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬اللعب‭ ‬بالكلمات‭ ‬متحدثا‭ ‬عن‭ ‬محاربة‭ ‬المليشيات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬وهو‭ ‬متماه‭ ‬معهم‭ ‬وسائر‭ ‬في‭ ‬ركابهم‭ ‬او‭ ‬متحدثا‭ ‬عن‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انه‭ ‬يحيط‭ ‬نفسه‭ ‬ومنصبه‭ ‬بمجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬ملفات‭ ‬الفساد‭ ‬المعروفين‭. ‬الازدواجية‭ ‬التي‭ ‬تلبست‭ ‬السياسيين‭ ‬العراقيين‭ ‬كانت‭ ‬تنبع‭ ‬دوما‭ ‬من‭ ‬تكويناتهم‭ ‬الحزبية‭ ‬الملتبسة‭ ‬بين‭ ‬العقد‭ ‬السياسية‭ ‬والشخصية‭ ‬والطائفية،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬اليوم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأقنعة‭ ‬لامعة‭ ‬ومزركشة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ضمانات‭ ‬اكيدة‭ ‬بإمكانية‭ ‬تجاوز‭ ‬تلك‭ ‬الازدواجية‭ ‬والاصطفاف‭ ‬بوجه‭ ‬واحد‭ ‬واضح‭ ‬المعالم‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬ومطالبه‭. ‬وسط‭ ‬الظلام‭ ‬دائما،‭ ‬تبحث‭ ‬العيون‭ ‬عن‭ ‬نقاط‭ ‬ضوء‭ ‬وتسعى‭ ‬لتتبعها،‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬مخرج‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬غرقنا‭ ‬فيه،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬غموض‭ ‬وخلاف‭ ‬حول‭ ‬فهم‭ ‬الأغلبية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهل‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬سفينة‭ ‬النجاة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تكن،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬البديل،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬جرى‭ ‬تجريب‭ ‬حكومات‭ ‬توافقية‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة‭ ‬وانتجت‭ ‬خليطا‭ ‬هجينا‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬معقد،‭ ‬بات‭ ‬صفة‭ ‬تلتصق‭ ‬بوجه‭ ‬البلد‭. ‬البداية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عناوين‭ ‬الحدث‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬غداً،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬جديدة‭ ‬فعلا،‭ ‬ليس‭ ‬بالشكل‭ ‬والتصريحات،‭ ‬وإلا‭ ‬فإنّ‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬بحر‭ ‬هائج‭ ‬محتبس‭ ‬وراء‭ ‬السد‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى