مقالات

القشّة بين ايران وتركيا

د.فاتح عبدالسلام

لولا تلاقي المصالح الايرانية التركية في أكثر من مجال في الشرق الأوسط فضلاً عن العلاقة المباشرة النفعية المتبادلة بين البلدين، لشهدنا منذ أمد بعيد مصادمات كثيرة بين الجانبين داخل العراق، ساحة حركة الجميع بلا حساب ولا كتاب. السياسيون الموالون لتركيا وايران في البلد لم يصلوا الى حالة التصادم المتوقعة في أتعس أيام العراق الكثيرة، لأنّهم يعرفون أنَّ طهران وأنقرة ليستا على خط الاشتباك، برغم الخلافات العميقة في ملف سوريا مثلاً. سمعنا مواقف تركيّة واضحة في رفض العقوبات الامريكية المفروضة على ايران، كما لم تتدخل تركيا في شأن الملف النووي الايراني ودعمت من مكانها الاتفاق النووي مع الاوربيين وامريكا منذ العام ٢٠١٥ . وايران كانت عبر الحزمة السياسية الولائية لها في بغداد تدعم مقربين من تركيا لشغل مناصب مهمة وسيادية، لأنها تريد أن يسير المركب العراقي ولا يتعثر بما يلحق الضرر بمصالحها.لكن هذا لا ينفي أنّ أجهزة البلدين تعمل، ولا يُستبعد أن نجد الضرب تحت الحزام هنا أو هناك، في مواقف وخطوات تمر عبر العراق.الاجواء صافية من حيث المواقف المشتركة الكبيرة، فإيران تعي أهمية تركيا وقوتها وليس من مصالحتها إلاّ توثيق العلاقة بها، وليس هناك عوامل انقسام وتصادم شديدة الضرورة. في الوقت ذاته تنظر تركيا الى ايران كموقع بحري مهم على امتداد ساحل النفط والتجارة، الى جانب تقاربهما المشترك من روسيا، كل على حسب أهدافه المرسومة في ترسيخ الصلات مع موسكو. ولا يخفى على أحد التشارك النسبي بالخصومة المزمنة مع السعودية وبعض دول الخليج غالباً.اليوم، تأتي المناوشات التغريدية والتصريحية بين سفيري ايران وتركيا في بغداد، كقشة من الممكن نفضها بيُسر، ولن تكون بأي حال من الاحوال القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يتوهم بعضهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى