مقالات

اليوم الوطني لدولة الإسلام الكبرى

اليوم الوطني لدولة الإسلام الكبرى – خالد السلامي

في زماننا الحديث الذين نعاصره والذي سبق نجد كل دول العالم صغيرها وكبيرها قد خصصت لها يوم في السنة تحتفل به كل عام أطلقت عليه اليوم الوطني أو العيد الوطني وهو عبارة عن مناسبة بارزة حدثت في تاريخ تلك الدولة وكانت ذا اثر كبير في مسيرتها كأن يكون الاستقلال أو التحرير أو التأسيس لتلك الدولة لتصبح تلك المناسبة العظيمة في نظر أبناءها عيدا وطنيا سنويا تقام فيه الاحتفالات والأفراح وترفع الأعلام ومعالم الزينة في كل أحياء وأزقة وشوارع تلك الدولة تعبيرا عن سعادة مواطنيها بذلك العيد السعيد .وفي يوم مر عليه أكثر من ألف وأربعمائة واربعون عاما حدثت واقعة كبيرة وعظيمة غيرت مجرى التاريخ للمنطقة العربية بل وحتى العالم بأجمعه إذا انطلق نبي الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وصحابته الكرام من أوائل المسلمين برسالتهم السماوية ناقلين إياها من قريش حيث بطش المشركين إلى يثرب , تلك المدينة العظيمة التي تنورت بقدوم الرسول الكريم وأصحابه ورسالتهم السماوية السمحاء , والتي احتضنتهم وحمتهم من ظلم وجور وبطش أولئك المشركين الكفرة المجرمين فكان وصول تلك الكوكبة العظيمة من الصحابة بقيادة نبي الله ورسوله العظيم محمد ( عليه وعلى اله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ) بداية انبثاق الدولة الإسلامية العظمى التي غطت فيما بعد بسيادتها وعدلها مناطق شاسعة جدا من قارات العالم الثلاث آنذاك (آسيا وأفريقيا وأوروبا) لتكون أقوى وأوسع دولة في العالم .. حيث وضع الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) دستور تلك الدولة وقوانينها وأنظمتها وشكل جيشها ووزارتها ومسؤولياتها فكانت حقا نواة لتلك الدولة العظيمة التي كانت لم تحصل لولا ذلك اليوم العظيم الذي كان في الأول من محرم الحرام حيث تم فيه إنقاذ الرسالة الإسلامية العظيمة التي لولا نجاح الهجرة الإسلامية من مكة إلى المدينة لَوِئِدَتْ في مهدها كوأد البنات بفعل بطش جبابرة الشرك في مكة وقريش الذين نكَّلوا بالرسول وصحابته اشد تنكيل ومحاصرتهم وحرمانهم حتى من شربة ماء .ألا يستحق ديننا الإسلامي العظيم أن نجعل له يوما عالميا نحتفل به كل عام كعيد سنوي لانبثاق الدولة الإسلامية الكبرى ؟ أليس الأول من محرم الحرام هو ذلك اليوم الذي انتصر فيه الإسلام والتوحيد على الشرك والكفر ؟ الم يكن هذا اليوم بداية لبناء دولة غيرت مجرى التاريخ وتسيدت الكرة الأرضية بفعل عظمة رسالتها الإسلامية لتصبح هي الأقوى في العالم آنذاك وعلى مدى ما يقارب التسعة قرون ولهذا فليكن الأول من محرم الحرام هو العيد الوطني العالمي لأمة الإسلام الموحدة بغض النظر عن دولها ومذاهبها وتفرعاتها المتعددة والمتنوعة لنحتفل به كل عام ولنعيد أمجاد تلك الأمة العملاقة ونستذكر مآثرها الرائعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى