السياسية

بعد القمة الثلاثية.. ماذا حملت زيارة وزير الخارجية السعودي للعراق

يبدأ العراق شوطاً جديداً من التفاوض والانفتاح على الدول العربية، بعد قطيعة استمرت لسنوات على خلفية اتهامات طالت دول مجاورة بدعم الإرهاب بالعراق.

الانفتاح على المحيط العربي بدأ في عهد حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، بعد زيارات متكررة حدثت بين سياسيين عراقيين واخرين من دول عربية مختلفة.

ومع تسنم رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، منصب رئاسة الحكومة الجديدة، شهدت البلاد تحركا سياسيا نشطا على مستوى العلاقات الخارجية، كانت ستستهل بزيارة الكاظمي إلى الرياض لو لا تعرض ملك السعودية بن سلمان إلى وعكة صحية.

انفتاح سعودي على العراق

زار أمس الخميس وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، العاصمة بغداد والتقى وزير الخارجية، فؤاد حسين ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وذكر بن فرحان في تغريدة عبر منصته بـ”تويتر”، قائلا “سعدت بزيارة العراق هذا البلد الذي تجمعنا به روابط عميقة اخذت من التاريخ رسوخا ومن المستقبل طموحا”.

واضاف أن “الزيارة تناولت فيها مع دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي العلاقات الثنائية التي تنمو باضطراد والتحديات المشتركة، كما نقلت له تحيات قيادة المملكة وتمنياتها الطيبة للشعب العراقي الشقيقة”.

جولة جديدة لتفعيل الاتفاقات السابقة

واعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس الخميس، الاتفاق مع الجانب السعودي على تفعيل الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين والتي تخص اربع مجالات.

وذكر بيان للخارجية، تلقته (الاولى نيوز)، ان “وزير الخارجيّة فؤاد حسين، استقبل، الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجيّة السعوديّ الذي يُجري زيارة رسميّة إلى العراق لبحث العلاقات الثنائيّة بين بغداد والرياض”.

وجرى في اللقاء “بحث العلاقات الثنائيّة، والإشادة بما وصلت إليه من تطوّر إيجابيّ على الصُعُد كافة”.

 واتفق الجانبان على “تفعيل مُذكّرات التفاهم التي أبرمتها الحُكُومات السابقة، كما بحثا تعميق العلاقات الاقتصاديّة، والاستثماريّة بين البلدين، ولاسيّما في مجال الزراعة، والبتروكيمياويات، وتزويد العراق بالطاقة، ومناقشة موضوع ربط الطاقة مع دول مجلس التعاون”.

وتطرّق الجانبان إلى “نتائج زيارة رئيس الوزراء والوفد المُرافِق له إلى واشنطن، وما رشح عنها، وكذا ما تمخّض عن القمة الثلاثيّة بين العراق ومصر والأردن التي جرت أعمالها في العاصمة عمّان”.

وقد بحث الوزيران “مُستجدّات الأوضاع الإقليميّة ذات الاهتمام المُشترَك، وأكّدا أهمّية تعزيز الأمن، والاستقرار بالمنطقة”.

تعليق رسمي بشأن العلاقات العراقية السعودية

من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن المملكة العربية السعودية شريك حقيقي للعراق.

وقال مكتب الكاظمي في بيان، إن “الاخير استقبل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، والوفد المرافق له، وجرى خلال القاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة”.

ورحب الكاظمي، وفقا للبيان، بالوفد الضيف، وأكد أن “المملكة العربية السعودية شريك حقيقي للعراق، وأن العراق يتطلع الى بناء علاقات متميزة تستند الى الإرث العميق للروابط التأريخية التي تجمعهما، وبما يحقق مستقبلا أفضل للبلدين.

كما أكد على “أهمية تفعيل مقررات اللجنة التنسيقية بين العراق والسعودية، وبما يؤمّن مصالح شعبي البلدين الشقيقين”، بحسب البيان.

موقف برلماني من تحركات الكاظمي الخارجية

واوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، شيركو محمد، موقف اللجنة من تحركات رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مع الدول المجاورة والعالمية.

وقال محمد في حديث خص به (الاولى نيوز)، إن “الجولات التي يقوم بها الكاظمي، إلى الدول الاقليمية والدولية، هدفها دعم العراق في تجاوز أزماته المالية، وكذلك دعم استقرار البلاد، بعيدا عن الصراعات الخارجية، وبحث المصالح المشتركة”، مبينا أن “الحكومة الحالية تعمل على اعادة بناء علاقات البلاد مع الدول الاقليمية والدولية على اساس مصلحة العراق وسيادته أولا”.

وأضاف ان “الحكومة الحالية لديها رؤية واضحة لإعادة بناء العلاقات الخارجية بشكل جيد”.

من جهته رأى النائب عن ائتلاف النصر، فالح الزيادي، أن الحكومة الجديدة ماضية في رسم مسار جديد لطبيعة العلاقات الخارجية للبلاد مع دول المنطقة والعالم.

وقال الزيادي في حديث خص به (الاولى نيوز)، إن “الدبلوماسية العراقية تكرس لثلاث نقاط اولها اعتماد خطاب متوازن يركز على تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة وثانيها العمل عبر دبلوماسية تحترام سيادة البلدان وثالثاً بناء مصادر ثقة مشتركة مع الدول الاقليمية والعالمية”.

وأضاف أن “العراق ليس مجبرا على ان ينضم لمحور على حساب الأخر وانما القرار العراقي هو مع التوازن في العلاقات دون أن يكون البلد طرفا في الصراع القائم في المنطقة”.

وبين أن “حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق حيدر العبادي، عملت على تأسيس أرضية مناسبة للتوازن في العلاقات الدولية، وهذا ما ستستفيد منه الحكومة الحالية”، لافتا إلى أن “الدخول في سياسة المحاور والوقوف مع طرف دون أخر سيكون خطره على البلاد كبيراً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى