تطهير الانتخابات
د. فاتح عبدالسلام
عندما تعلو الاصوات اليوم من جميع المستويات السياسية من أجل ضمان انتخابات عراقية نزيهة في حزيران المقبل كما حددها رئيس الحكومة، فإنّ هذا إقرار موثق بتزوير جميع ما مرّ به العراق من انتخابات، بالرغم من انَّ العراقيين ليسوا بحاجة لهذا الاقرار الخجول المتأخر، فقد رأى الناس كل شيء وشاهدوا العجب.الان كيف سيضمنون نزاهة الانتخابات؟المعروض الاول هو دعم الامم المتحدة لمراقبة الانتخابات، وهي درجة اقل من الاشراف وأقل كثيراً من تبني الانتخابات عداً وفرزاً وتصويتاً.هناك اصوات بدأت تظهرلوضع حدود لدور الامم المتحدة الذي لم يقر بعد، بحجة الحفاظ على سيادة البلد وان الحكومة وهيئاتها لها القدرة على تصريف شؤون الاقتراع لأنه من امور الوضع الداخلي.كما انّ تاريخ الامم المتحدة في الاشراف على الانتخابات بالعالم لم يتعد ممارسات شكلية.مادمنا نقرّ في البلد أنّ الانتخابات السابقة بدوراتها جميعا لم تكن نزيهة، فإنَّ الطعن بها مشروع مجدداً وقبل أن تبدأ، اذا تكرّر اسم واحد في المفوضية الجديدة سبق ان شغل عضوية هيئة الانتخابات القيادية لأنّ الجميع من المفاصل ذات السلطة على الانتخابات كانوا متورطين في ذلك الوضع الفاسد المدان، قولاً أو فعلاً أو اذعاناً أو سكوتاً عن الحق أو تدليساً أو تسريباً أو ضعفاً أو ميلاً وانحرافاً وتعاطفاً أو تورطاً سياسياً مباشراً .العراق لم يعد يحتمل تخرصات وتأويلات الذين تسببوا في هذا الحصاد الهائل من الانهيارات أمّا إذا يريدونها إعادة تدوير بعجلات نصف مستعملة وتحويلها من ناقل سرعة عادي الى اوتوماتيكي فقط، فهنيئاً لهم ما سيواجهونه بعد أيام أو شهور حين تنفض طقوس هذه الممارسة المقنّنة حقاً.إنّ المصيبة ستكون عظيمة على الشعب كثيراً، اذا جرت الانتخابات بنفس الاليات، ولعل العراقيين سيتمنون لو لم تجر بدل أن تكون قد كررت الاخطاء الجسيمة.
