مقالات

حرائق تموزية

نوزاد حسن

من المؤسف ان طبيعة تموز شهر الانقلابات قد تغيرت.لم يعد هذا الشهر كما كان شهرا ساخنا تلتهب فيه الدنيا فينزوي البغدادي في مكان بارد ان وجد ليغفو غفوته المقدسة التي جربها قبله كلكامش ثم صحا فوجد عشبة خلوده قد سرقت.في السابق كان تموز يخفي تحت امواج سخونته التي لا تطاق انقلابات متكررة.وفي الوقت الذي كان فيه البغداديون ينامون كان هناك من يخطط لانقلاب يصل به الى السلطة. يبدو انني اتحدث عن ماض لم يعد موجودا.فشهر تموزنا اليوم تغير وفقد طبيعته القديمة.هو اليوم شهر الحرائق والفرن الكبير الذي يحمصنا بهوائه الجاف الساخن.عملية دبغ للجلد المسكين الذي يفقد نضارته في سرعة قياسية.هناك عملية دباغة طبيعية تحدث في الشوارع والبيوت لان الكهرباء تنقطع كالعادة في هذا الشهر وفي شهر اب ايضا.اضف الى هذا الحر الذي لا يحتمله بعير طرفة بن العبد يعلو دخان الحرائق في البنايات الرسمية,وكان اخرها حريق وزارة الصحة يوم الاثنين الماضي,وحريق مستشفى ذي قار في قسم المصابين بكورونا.هل هذا واقعي؟هل ما نعيشه هو حقيقة نستطيع تحملها والى اي حد؟ يبدو ان السياسيين اعتادوا على هذه القصص وصار الذهن جزء من عملية البؤس اليومي.يصطدم الذهن بحالة اغتيال ناشط او حريق.يصرخ الجميع ثم ينتهي كل شيء.ولا اعرف هل من مصلحة المسؤول ان يبقى في منصبه دون ان تكون هناك حلول حقيقية لهذا الوضع.اظن اننا نسينا فاجعة ابن الخطيب,لتطل علينا فاجعة اخرى تسقط حكومة بكاملها.واقصى ما سنسمعه تعويضات للمتضررين ولجنة تحقق في سبب الحريق.انني اتحدث بقلق كبير من كل ما يحدث.ومع ضعف القطاع الصحي تحصد الحرائق الامكانيات البسيطة مع ارواح الابرياء الغالية.ولا اظن ان هناك شخصا يطيق ان يبقى في منصبه والموت يتجلى في اشكال عديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى