slideالأمنية

حشود عسكرية عراقية حول إقليم كردستان وعيْن بغداد على المعابر الحدودية

الاولى نيوز/بغداد

فيما تتصاعد المعارضة الداخلية الكردية لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والتي وصلت إلى حد المطالبة باستقالته، أعلن مجلس أمن الإقليم، أمس، أن القوات العراقية وعناصر «الحشد الشعبي» لا تزال تواصل التحشيد بالأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة حول حدود الإقليم الواقع شمال البلاد.

وذكر المجلس، في بيان، أنه خلال الساعات الـ48 الماضية حشد العراق قواته بأعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات وبأسلحة وذخائر أميركية حول الإقليم، مشيراً إلى أنه لا توجد أية مؤشرات على إنهاء العراق عملياته العسكرية التي استعاد خلالها السيطرة على المناطق المتنازع عليها، التي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة في محافظة كركوك وبعض المناطق في محافظتي ديالى ونينوى.

وطالب المجلس الحكومة العراقية بإنهاء تلك «التهديدات العسكرية» وسحب القطعات من تلك المناطق والالتزام بإجراء محادثات غير مشروطة.

وتزامناً، أكدت مصادر أمنية أن القوات العراقية تنشر دبابات ومدفعية قرب منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق، ويقع فيها قطاع من خط أنابيب كردي لتصدير النفط، ومعابر برية إلى تركيا وسورية.

وقال مسؤول في المجلس الأمني لحكومة كردستان إن القوات يتم حشدها شمال غربي الموصل، فيما أكد مستشار أمني بالحكومة العراقية أن السيطرة على المعابر البرية ضمن الإجراءات التي تخطط لها بغداد.

وفي ظل هذه التطورات، أعرب رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني عن رغبة الإقليم بإجراء «حوار جاد» مع بغداد «وفق الدستور» العراقي لحل المشاكل العالقة، لافتاً إلى «انهم بانتظار رد بغداد لإرسال وفد الاقليم لهذا الغرض وفتح صفحة جديدة».

لكنه لفت إلى أن الحكومة العراقية مستمرة بتحشيد وتحريك القوات حول الاقليم، معتبراً أن «هذه التحركات قد تشكل عقبة أمام الحوار».

وفي وقت سابق، أصدرت حكومة إقليم كردستان مذكرة اعتقال بحق 11 مسؤولاً عراقياً، بينهم برلمانيون وقادة في فصائل «الحشد الشعبي»، رداً على مذكرات مماثلة من جهات قضائية في بغداد بحق مسؤولين أكراد.

ومن بين هؤلاء قيس الخزعلي مؤسس وقائد «عصائب أهل الحق»، أحد أبرز الفصائل في قوات «الحشد»، والنائبة حنان الفتلاوي عضو مجلس النواب عن كتلة «دولة القانون»، وريان الكلداني قائد قوات «بابليون» التي تضم مقاتلين مسيحيين وتنتشر في محافظة نينوى بشمال العراق.

وجاء صدور مذكرات الاعتقال من أربيل، بعيد مذكرات مماثلة من بغداد بحق مسؤولين أكراد بينهم كوسرت رسول نائب بارزاني وأحد قياديي حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، ورئيس أركان الجيش العراقي السابق بابكر زيباري. كما أصدرت جهات قضائية في بغداد مذكرة اعتقال بحق منظمي استفتاء الانفصال.

في سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الانتخابية في إقليم كردستان هندرين محمد، مجدداً أمس، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لن تُجرى في موعدها المقرر في الأول من نوفمبر المقبل، لأن الأحزاب السياسية لم تُقدم مرشحين، موضحاً أن اللجنة الانتخابية سترفع الأمر إلى البرلمان لتحديد موعد جديد.

وبعد فشل خياراته التي وضعته في عزلة بحيث بات عاجزاً عن المبادرة، يصطدم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بتنامي المعارضة الداخلية في الإقليم، التي وصلت إلى حد المطالبة باستقالته وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتولى الحوار مع بغداد وتنظيم انتخابات.

جاءت هذه الدعوة من قبل حركة «التغيير»، وهي فصيل المعارضة الرئيسي في اقليم كردستان، عقب اجتماع للمجلس الوطني للحركة، ليل أول من أمس، جرى خلاله «بحث الأوضاع الحالية في اقليم كردستان، وخسارة ما يعادل نصف أراضي الاقليم».

ودعا عضو الهيئة التنفيذية لحركة «التغيير» (غوران) شورش حاجي كلاً من بارزاني ونائبه كوسرت رسول علي إلى الاستقالة، مشدداً على ضرورة «تشكيل حكومة إنقاذ وطني، لتقوم بالاعداد للحوار مع بغداد، وتنظيم الانتخابات».

وأعلن حاجي أن «(حركة التغيير) و(الجماعة الاسلامية)، تعملان في الوقت الراهن لحل الحكومة الحالية»، ملوّحاً بأنه «في حال عدم تحقيق هذه النقاط، فإن لدى الشارع الكردي خيارات أخرى».

وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده متمسكة بوحدة الأراضي العراقية، داعياً إلى حل كل القضايا في إطار حوار شامل تشارك فيه كل مكونات الشعب العراقي الاثنية والدينية.

وفي مؤتمر صحافي عقب محادثات مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، أكد لافروف أن بلاده لا تسعى لفرض أي حلول على بغداد وأربيل لتسوية الخلافات القائمة بينهما، وتؤيد التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف في البلاد.

وأشار إلى أن موسكو تفهم تطلعات الشعب الكردي إلى توطيد هويته الوطنية، بيد أنه شدد على ضرورة أن تتحقق هذه التطلعات عبر الحوار مع بغداد حصراً، مع الأخذ في عين الاعتبار الأهمية البالغة التي تحظى بها المسألة الكردية في المنطقة، وذلك تفادياً لظهور بؤرة توتر جديدة في الشرق الأوسط.

من جهته، ثمن وزير الخارجية العراقي الدعم الروسي لبلاده في محاربة الإرهاب، قائلا إنه «يحق لروسيا أن تفخر بما حققه الجيش العراقي لأنها ساهمت فيه». كما كرر تأييد بلاده عودة سورية إلى جامعة الدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى