المحلية

دار المسنين بالنجف الأشرف تحدد شروط القبول وتكشف عن دعم العتبة العلوية

تمثل دار المسنين في النجف الأشرف، مأوى كباقي الدور لكبار السن الذين أنهكهم الزمن ومروا بظروف مختلفة، فبعضهم من فقد ذويه وأصبح وحيداً، وآخر تخلى عنه من كرَّس حياته لإعالته ورعايته، وهناك من اختار طواعية اللجوء إلى الدار.

تقدم الدار، العديد من الخدمات الإنسانية، ولعل أهم مايميزها نظامها الشبيه بالفندقي، إضافة إلى تنظيمها جولات سياحية ودينية للمسنين وتقديم منحة شهرية لمساعدتهم على التأقلم في حياتهم داخل الدار. 

سعة الدار وشروط القبول

يقول مدير دار المسنين في النجف الأشرف، حيدر محمد جواد، للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز )، إن “الدار تتسع لـ48 مسناً فقط بواقع 33 من الرجال و12 من النساء”، مبيناً أن “شرط القبول في الدار يتمثل في بلوغ المسن عمر الـ60 عاماً فما فوق للرجال، و55 عاماً فما فوق للنساء، مع استثناءات لمدة 5 سنوات لبعض الحالات الإنسانية”.

وأضاف جواد، أن “من بين الشروط: توفر مستمسكاته الرسمية وخلوه من الأمراض النفسية والعقلية والأمراض الانتقالية، ويخضع المسن للفحص الطبي مجاناً في دائرة صحة النجف الأشرف قبل دخوله الدار للتأكد من سلامته، وأن لايكون عاجزاً ويمكنه خدمة نفسه بنفسه كون الدار مخصصة للمسنين فقط”.

خدمات فندقية

وأشار إلى أنه “بعد إجراء الفحوصات وملاءمة المسن الشروط المطلوبة، يتم تحديد سرير للمسن في غرفة تضم شخصين فقط تتوفر فيها أغلب المستلزمات الرئيسة، كالانترنت والتلفاز وسواهما، ونظامها شبيه بالنظام الفندقي، إضافة إلى تقديم منحة 60 ألف دينار كمنحة شهرية للمسن، مع توفير الملابس ووجبات الطعام”.

وأكد، “وجود مفرزة طبية ثابتة داخل الدار لمعالجة الحالات البسيطة، أما الحالات المستعصية فيتم تحويلها إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف”.

ولفت مدير الدار، إلى أنه “من ضمن الخدمات التي يتم توفيرها للمسنين، جولات سياحية ودينية داخل وخارج محافظة النجف الأشرف، وتسيير رحلات للحج والعمرة، ونقلهم إلى سوريا لزيارة العتبات المقدسة هناك”.

ونوَّه بأن “وجبة طعام غداء المسنين تكفلت بها العتبة العلوية المقدسة، أما وجبات الفطور والعشاء، فتتكفل بها الدار مما لديها من مواد غذائية وما يتم الحصول عليه من التبرعات”. 

وأشار جواد، إلى “تواصل أغلب المسنين مع ذويهم، مع وجود حالات نادرة من المسنين الذين تركوهم ذويهم وقطعوا التواصل معهم تماماً”، مبيناً أن “دار المسنين في النجف الأشرف لا تقتصر على استقبال المسنين من داخل المحافظة وحسب، بل تستقبل أيضاً مسنين من المحافظات الأخرى، منها بغداد وذي قار وكربلاء المقدسة وواسط وغيرها”.

تحديات ومعوقات

وتابع، أن “بعض المسنين وصلوا إلى درجة العجز بعد مكوثهم سنوات طويلة في هذه الدار، وتعرضوا لوعكات صحية مختلفة خلال السنوات الماضية”، مطالباً بـ”توفير دار للعجزة في محافظة النجف الأشرف والمحافظات الأخرى”.

ونبه، بأن “أغلب المتواجدين في الشوارع العامة من كبار السن ليس لديهم مستمسكات ثبوتية، وان إدارة الدار تواجه معوقات عدَّة لاحتوائهم”.

تقول المسنة حرية جبر كاظم من محافظة بغداد، للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز )، إنها “تحمد الله لأنها وجدت مكاناً تلتجئ إليه بعد خلافاتها مع الأهل”، مشيرة إلى أنها “لم تتواصل مع أحد من ذويها وأولادها منذ نزولها في دار المسنين”. 

وأضافت: “لدي ثلاثة أوﻻد وجميعهم متزوجون ولديهم أوﻻد، وقد لجأت إلى دار المسنين ولم يتواصل معي أي أحد من أولادي وأحفادي”، مشيرة إلى أنها “تتمنى الحصول على راتب من شبكة الحماية اﻻجتماعية من أجل توفير مستلزماتها، لأن المنحة الشهرية التي تتسلَّمها من الدار لا تسد حاجتها”.

وأكدت أنه “يسمح للمتواجدين في الدار بالخروج من أجل الزيارة أو التبضع، وأنها ذهبت الى بغداد مرات عدَّة”.

أما المسن حامد حزام عبد الرزاق السعدون من محافظة البصرة، فقد أثنى على “تعامل موظفي الدار معهم وعلى الخدمات الجيدة التي يتم توفيرها في الدار من الطعام والثياب والخدمات الأخرى”.

ويوجز المسن السعدون، قصته قائلاً، إنه “لم يتزوج بسبب الظروف اﻻقتصادية”، مؤكداً أنه “لايملك راتباً تقاعدياً يعيله”.

ولفت إلى أنه “كان يعمل موظفاً في الميناء، لكنه لم يحصل على راتب تقاعدي عن خدماته رغم مطالبته بذلك مرات عدَّة”.

وتابع: “بعد معاناة طويلة تم شمولي براتب شبكة  الحماية اﻻجتماعية”، لافتاً إلى أنه “فضَّل السكن في دار المسنين لأن لديه شقيقان، أحدهما ﻻ يعمل، والآخر لديه عائلة كبيرة، ولايكفي راتبه لسد حاجاته وحاجات عائلته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى