المحليةslide

دار ثقافة الاطفال تقيم اصبوحة استذكارية لقامتيين بارزتين “شفيق مهدي” و “بسام فرج”

اقامت دار ثقافة الاطفال اصبوحةً استذكاريةً وحفلاً تأبينيا برحيل قامتين بارزتين ومؤثرتين في مشهد ثقافة الأطفال منذ ستين عاماً ، وقد افتتحت الاصبوحة بكلمة وكيل الوزارة د.نوفل ابورغيف التي اكد فيها بأن:(خسارتنا كبيرة برحيل رمزينِ مؤثرين خلّفا إرثاً زاخراً وانجازاتٍ نوعيةً ستبقى مشرقةً على مرّ الأجيال) ويأتي هذا الحفل التأبيني والندوة الاستذكارية وفاءً واحتفاءً بالفقيدين الكبيرين الكاتب والمترجم الموسوعي (شفيق مهدي) ورسام الطفولة والكاريكاتير (بسام فرج) وتكريساً لقيم الجمال والعطاء الانساني الذي شكل سمةً ملازمةً للفقيدين بشهادة المثقفين والاصدقاء من جمهورهم ومعاصريهم وطلاب مدرستهم.
وقد أُثريت فقرات الاصبوحة بمشاركة نخبة من رواد ثقافة الاطفال من الكتاب والأدباء والاعلاميين وعوائل وأصدقاء ومحبي الفقيدين وزملائهما وممثلين عن عدد من المؤسسات والاتحادات والمنظمات غير الحكومية وكوادر(مجلتي)و(المزمار) .


حيث ابتدأ الأحتفال بعزف السلام الجمهوري وتلاوة من الذكر الحكيم للقارئ المميز علي الخفاجي ثم الوقوف لقراءة الفاتحة ترحماً على ارواح شهداء العراق والراحلين الكريمين.
بعدها ألقى وكيل وزارة الثقافة والسياحة والأثار والمشرف على دار ثقافة الاطفال د.نوفل أبو رغيف كلمته التي أكدت بأن: (الحديث عن شخصيتين ابداعيتين وقامتين ثقافيتين بحجم د.شفيق مهدي و بسام فرج سيبقى قاصراً في هذه المساحة الحزينة العجلى ولايمكن أن يفي حق من أسهما لعقود متصلة في إغناء الساحة الثقافية بالعمل المتواصل والعلامات الفارقة والأثار القيمة التي تركها كل منهما ،ولعل جزءاً من منجزهما ينعكس في المعرض الذي أقمناه بهذه المناسبة ليكون شاهداً حيّاً وخالداً على حجم العطاء الابداعي الذي قدمه الراحلان ، واذا لم تكن ظروف المنفى تسمح أن يكون بسام فرج قريباً من وطنه وملاذاته الثقافية والابداعية الاولى فإنه كان حاضرا بين اصدقائه وانجازاته عبر تجربته النوعية وسيرته المشرقة ، وأما العزيز شفيق مهدي فقد كان قريباً منا وحميماً على مدى 19عاما من الطيبة والعذوبة والاجتهاد المتواصل، وكانت لنا معه صداقة مميزة أثَّرت بنا بنحوٍ نادر ، لنبقى في تخوم مدرسته المعطاء التي تزخر بمؤلفاته الترجمية والقصصية وجهوده في توثيق التراث وملاحقة العلوم والمعارف حتى غدا الحديث عنه مقروناً بالذاكرة العراقية المكتنزة التي نحتها د.شفيق مهدي في تاريخ الثقافة العراقية عموماً وتأريخ دار ثقافة الاطفال بنحوٍ خاص،
وقد كان لنا شرف تبني طباعة خمسة كتب من مؤلفاته ضمن مشروع عاصمة الثقافة العربية، وكان رحمه الله منذ اللحظة الأولى للتحول الديمقراطي متقدماً بوعيه وحضوره ، وكان محباً للحياة وهو في ذروة مرضه ، وكنا قد اتفقنا أن نحتفي به على رأس رواد ثقافة الأطفال لكن القدر لم يمهله ولم يمهلنا).
ورحب الدكتور ابورغيف بشكل خاص بالطبيب حسن شفيق نجل الراحل شفيق مهدي الذي حضر التأبين ونقل وصية والده بإهداء مكتبته الى دار ثقافة الاطفال، كما وعد الدكتور ابورغيف بتسمية القاعات الأساسية ودورات المهرجانات القادمة بأسماء هذين الراحلين وسواهما من رموز ثقافة الاطفال تثميناً لعطاءاتهم الشاخصة .
• بعد ذلك تم عرض فلم وثائقي عن المسيرة المميزة للراحلين شفيق مهدي وبسام فرج وكانت الاحتفالية بإدارة مميزة من قبل الشاعر والصحفي المعروف(منذر عبد الحر) الذي تطرق الى سيرة الفقيدين وأثرهما الطيب كما تحدث باعتزاز عن تجربته مع الشاعر د.نوفل ابورغيف في إدارة المؤسسات الثقافية الأبرز والأهم في العراق وحرصه في جميع المحطات على تأكيد ثيمة الوفاء والتكريم والاحتفاء لتأتي اصبوحة اليوم في هذا السياق المميز.
بعدها جاءت مشاركة نوعية للدكتور جمال العتابي المدير العام الاسبق للدار الذي أكد أنه :(ممتن أن يكون حاضراً لرثاء صديقين عزيزين وقريبين الى القلب شهد معهما البدايات من هذه الدار مؤكداً بأنها أولى من يحتفي بهاتين القامتين الثقافيتين وأن الدكتور نوفل أبورغيف كان ومازال بارّاً وفياً للمبدعين الكبار والمتميزين سواءً الحاضرين منهم أومن غيبهم الموت،
متوقفاً بحسرةٍ عند ابتسامة بسام فرج التي ظلت ماثلةً إمامه قرابة اكثر من نصف قرن منذ اللقاء الاول في مجلتي عام 1971 حتى اللقاء به في بودابست عام 2018، لينتقل الى شفيق مهدي مؤكداً بأن الكتابة كانت بالنسبة له مثل الهواء الذي يتنفسه، فسلاما لهما ولما خلفاه للأجيال).
ثم تحدث الزميل الباحث والاعلامي طالب الأحمد وابدى شكره وامتنانه للدكتور نوفل ابو رغيف على رعايته لهذه التقاليد النبيلة ، وعلى دعوته للمشاركة في الاحتفاء بقيم الجمال التي انتجها الراحلان الكبيران في بلد الفن والجمال بالرغم من المحن التي مرت بالمبدعين والمثقفين ، مبيناً:(نحن مدينون لهما وللدار على وجه الخصوص لانهم من صنعوا لنا براءة متميزة مازالت تلازمنا حتى اللحظة ، فضلاً عن يقضة الضمير والإحساس بكل ما هو نقي وجميل) .
وتزاحمت العبارات مع العبرات والمشاعر باستذكار المواقف والذكريات الممزوجة بالشجن والرثاء
ومع دموع محبيهم تواصل الحديث بوقفةٍ لشاعر الطفولة جليل خزعل الذي قال:(كنا نعتقد أننا -نحن ادباء الاطفال- في الظل ولكن رحيل الكبيرين وضعنا في الواجهة والمقدمة مثلما نشعر اليوم في هذا التأبين الكبير لهاتين القامتين ، وقد تعلمنا من بسام العطاء المتميز ومن شفيق التواضع والتسامح ونبذ الكراهية والطائفية ، وانقل لكم تعازي أدباء الوطن العربي بالراحلين لما تركاه من أثر في الوسط الثقافي والأدبي الرصين ) وعلى لسان طفلٍ محزون القى جليل خزعل قصيدة بالمناسبة عنوانها (المكتبة المتحركة).
واخيراً تحدث الرسام والإعلامي لؤي امين رئيس تحرير مجلة(شمس الصباح)عن الاديب شفيق بوصفه الأكثر قرباً منه وملازمةً له، قائلا:(كان رحمه الله طفلاً كبيراً مفعماً بالحياة يشجع الاخرين على الابداع ويحب المغامرة ، فهو عالم متكامل من البراءة والنقاء، ولم يمت بل سيبقى حياً في الذاكرة بما تركه من أرث معرفي وجمالي وله كتاب قيد الانجاز كنتُ اعيش معه تفاصيل انجازه في أيامه الاخيرة يحمل عنوان (نصف قرن في دار ثقافة الاطفال)، وفي هذه الوقفة النبيلة أدعو الى ضرورة مشاركة النخب من الكتاب والادباء والفنانين المعنيين بثقافة الطفل في مثل هذه الاصبوحات والفعاليات والانشطة الثقافية الرصينة للاطلاع على المستجدات والإنجازات وتبادل الاراء ووجهات النظر لتعزيز ادوارهم بالتواصل والثراء) ،
واختتم ابو رغيف الأصبوحة بكلمة شكرٍ وجهها الى الحاضرين ولاسيما عائلتي الفقيدين وخصوصاً عائلة المرحوم د.شفيق مهدي،
وعلى هامش الحفل التأبيني افتتح وكيل وزير الثقافة والسياحة والاثار د.ابورغيف معرضاً لجانب من الانجازات الثقافية والأدبية في(السيناريو والقصص والنشرات العلمية وعالم الطيور والحيوانات والرسم) للمرحومين د.شفيق مهدي والرسام بسام فرج بمجاورة معرض آخر لاغلفة مجلتي والمزمار والسلسلة القصصية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى