تقارير وتحقيقات

درونز أردوغان.. فشل في السماء واستهداف للمدنيين على الأرض

مع الكشف عن مشغليها، وسقوطها واحدة وراء الأخرى في ليبيا وسوريا، لم تعد بروباجندا نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن (الدرونز) من طراز بيرقدار، تجدي نفعا، بعد أن بات ضعفها وسهولة استهدافها جليا، وتزايد أعداد ضحاياها من المدنيين، ما قتل حلم الرئيس التركي في السيطرة العسكرية.

وبين 8 دول تستخدم الدرونز المسلحة في العالم، تتصدرها الولايات المتحدة، تعد تركيا الدولة الوحيدة التي تستخدمها لاستهداف شعبها قبل أن توجهها للعدوان على الشعوب الأخرى. 

وبصفة عامة، تملك تركيا ما يقرب من 100 طائرة بدون طيار طراز (بيرقدار 2)، تقوم إجمالا بـ6 آلاف ساعة طيران شهريا، وتستخدم داخل الأراضي التركية في تتبع واستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني. 

ووفق تقارير تركية رسمية، فإن هذا النوع من الدرونز قتل 449 شخصا شمال غربي سوريا في الفترة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2018، كما قتل العديد من الأشخاص في شمال العراق.  

وتذيع القنوات التلفزيونية الرسمية مقاطع فيديو لعمليات الدرونز التركية، وبعض هذه الطائرات تحمل توقيع أردوغان نفسه.

وفي الداخل التركي، قتلت الدرونز أكثر من 400 شخص، أعلنت أنقرة مرارا أنهم أعضاء بحزب العمال الكردستاني، لكن في الحقيقة، كان العديد منهم من المدنيين، وفق موقع “انفوشبيبار” السويسري المعني بالتوثيق المستقل للمعلومات في المجالات السياسية.

وذكر الموقع السويسري في هذا الإطار “في دولة تفتقر للشفافية واحترام حقوق الإنسان أو حتى حق مواطنيها في الحياة، فإن تواجد مثل هذا النوع من الطائرات، يعد خطرا كبيرا، ومصدرا جديدا لانتهاك الحقوق الأساسية”. 

BB5AA121 253A 4CC7 9227 E3DFF2838D3A

ففي 31 أغسطس/آب 2017 على سبيل المثال، قتلت طائرة مسيرة شخص وأصابت 3 آخرين في مقاطعة هكاري التركية، وادعت السلطات أنهم “إرهابيين تابعين لحزب العمال الكردستاني”، إلا أنهم كانوا مجموعة قرويين عاديين في الطريق لقريتهم لقضاء بعض الوقت مع الأهل بمناسبة إجازة عيد الأضحى، حسب الموقع ذاته. 

إرهاب يصل سوريا وليبيا 

لم يتوقف الأمر عن استخدام النظام التركي الدرونز ضد شعبه، وقتله العديد من المدنيين دون رحمة، بل وسع استخدامها في عدوانه على الأراضي السورية خلال الثلاثة أعوام الماضية، ما تسبب في مقتل العديد من المدنيين في منطقة شمال غرب البلاد، وفق الموقع السويسري.

أما في ليبيا، قامت أنقرة بتهريب طائرات “بيرقدار 2” إلى العاصمة طرابلس عبر البحر منذ أبريل/نيسان 2019، وفق ما نقلته مجلة “دير شبيجل” الألمانية عن مصادر في حكومة فايز السراج. وبحسب المصادر ذاتها، فإن خبراء أتراك في تسيير هذه الدرونز منتشرون في طرابلس.

وكشفت مصادر عسكرية ليبية رفيعة أسماء الطاقم التركي المسؤول عن جلب الطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، إلى ليبيا، وبرز في هذا الإطار اسم “الباي تاراكان” وهو مقدم بالجيش التركي من القوات الخاصة المسؤول الحالي عن مدافع الهاون الموجه والدرونز. 

إمكانيات محدودة وصيد سهل

وفي سماء سوريا وليبيا، تتعرض الدرونز التركية باستمرار لنيران دفاعات جوية ليست متقدمة بأي حال من الأحوال، ويسقط العديد منها، ما يبرز فشلها ومحدودية إمكانياتها.  

ثم في فبراير/شباط الماضي، سقطت في يومين متتالين 3 طائرات بدون طيار تركية، اثنين في ليبيا، وواحدة في سوريا.

وكشف موقع “نورديك مونيتور” في مايو/أيار 2019، عن رسائل عسكرية سرية تعود لعام 2016، تظهر وجود عيوب في طائرات “بيراقدر” تتعلق بأنظمة الاتصال والقدرات الهجومية. 

4EB01064 5D70 44B7 BE77 B1D45A803521

كما تعاني الدرونز التركية من مشاكل فنية مثل محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحملها، سواء طائرات “بيرقدار” التي تشغلها تركيا في ليبيا أو سوريا، أو الأنواع الأخرى.

ويتراوح وزن القذيفة التي يمكن للدرونز التركية تحملها من 45 إلى 65 كيلوجراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومتر، مما يجعل الطائرة محدودة المناورة والفاعلية للغاية. 

ومقارنة بطائرات هجومية أخرى، مثل “جراي إيجل” الأمريكية، التي يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومترا بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ 300 كيلوجرام، تعد الدرونز التركية متواضعة جدا. 

بدورها، قالت الخبيرة الألمانية في الطائرات المسيرة، أورلكه فرانكي، لمجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية “خاصة” إن نقاط ضعف الدرونز التركية ظهرت بوضوح مؤخرا في سوريا، ورغم أنها كانت قادرة على استهداف الجيش والمدنيين الأكراد، كانت هدفا سهلا للدفاعات السورية، وسقط العديد منها بإمكانيات دفاعية ضعيفة.

وتابعت “لذلك لن تكون تركيا قادرة على الاعتماد على هذه الدرونز كميزة عسكرية قوية”، موضحة أن “الطائرات بدون طيار ليست حلا سحريا للمشاكل العسكرية التركية.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن “درونز بيرقدار” لن تمنح القوات المسلحة التركية سيطرة عسكرية أو حتى ميزة إضافية مقارنة بدول الشرق الأوسط، لأنها ليست بالقوة التي تروج لها أنقرة. 

متابعة / الأولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى