مقالات

“سطرة” جديدة يمن علينا بها الواقع العراقي الخَبِل!

لـ تمام عدنان حسين

الاولى نيوز / مقالات

بعد أن اعتقدت بانني قد لن أصدم باي حادث سيكون في هذا البلد بعد اللحظة التي طالب فيها قاض مخبول بتطبيق شرع الله قبل أشهر.. أتفاجأ اليوم بإنتشار خبر اعتقال السيد فاقد الموسوي بدعوى “المغالاة والإساءة للشعائر الحسينية”!

ولمرة أخرى “يسطرني” الخبل العام، ويدهشني ما في جعبة السياسة والثقافة والقانون العراقيين من جنون ليقدموه الينا.. وينهلو به على خيباتهم السابقة (واللاحقة). هي حالة من الجنون تدهورت حتى وصلت لأن تدفع فئة من الناس لإعتقال شخص لم يؤد شيئا سوى ممارسة هوايته بشعائره العقائدية التي يراها مناسبة! ولا يعلم احدهم أي قانون مدني يوافق على ذلك، وتحت اي تشريع دستوري يمت للعراق بصلة تم ذلك؟ الله أعلم!

قد لا أوافقه، وقد استسخف ما يقدمه، وقد اراه_من وجهة نظر شيعية_ مخالفا للعقيدة التي أؤمن بها، وقد اراه مسيئا للقضية الحسينية، ولكن، هل يعني ذلك أن الجأ للقمع لمواجهة إساءاته؟ وهل أكون بردة فعلي هذه قدمت رسالة جيدة عن منهج الحسين (كما تدعون)؟ ذاك الحسين الذي جاءوا باللبن لأبيه بعد ان غدر به إبن ملجم ليشربه وقد كان طريح الفراش.. فشرب منه قليلاً ثم نحاه عن فيه وقال: “إحملوه إلى أسيركم” (أي ابن ملجم). اتقصدون الحسين ابن هذا الرجل؟

معنى أن نوافق على اعتقال شخص لا نتوافق مع طرحه وإسلوبه وفكره هو اننا نعطي الشرعية المنطقية والأخلاقية لمن لا يوافقنا بأن يعتقلنا ويقمعنا اذا ما خالفنا شيئا يعتقده! وليس ذلك الا خبلا يستحيل تطبيقه!.. اما اذا ازداد خبلنا لدرجة أننا نطبق المعادلة من طرف واحد فسيتحول الخبل لداعشية مؤكدة، وتتعاظم المصيبة اذا كان تطبيقها من جهة رسمية تمثل القانون! ألم اقل لكم بانه خبل؟!

واخيرا ومن باب التنفيس عن تلك “السطرة” اسأل: أي تناقض وسخافة تدفع العلماني العراقي، والمداعي بحرية ممارسة العقيدة والفكر، للسخرية والفرح بإعتقال شخص مارس حريته الفنية، او الفكرية او الإبداعية او الجنونية او سمها ما شئت!؟

#الحرية_لسيد_فاقد الذي لا أوافقه بكل شيء تقريبا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى