الأقتصادية

صعوبة المازق الذي يواجه صندوق التداول بالعالم

يواجه أكبر صندوق للتداول في النفط الخام بالعالم (United States Oil Fund) مأزقا صعبا، كأحد توابع زلزال انهيار أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر مايو/أيار 2020.

وهبط سعر عقود مايو/أيار بنسبة 310% مسجلا سالب 38.45 دولار خلال تعاملات الإثنين الماضي، وهو كان اليوم قبل الأخير لانقضاء أجل هذه العقود.
ووسط هذا الانهيار، كان في حوزة صندوق USO نحو 25% من العقود المتداولة لخام تكساس لشهر مايو/أيار، بحسب بيانات بلومبرج.

تأسس صندوق USO في 10 أبريل/نيسان 2006 من قبل شركة Victoria Bay Asset Management، ويتداول في بورصة نيويورك على أساس تتبع تحركات الأسعار اليومية للنفط الخام الخفيف غرب تكساس في المقام الأول.

ويستثمر الصندوق في العقود الآجلة للنفط الخام والغاز والبنزين وزيت الديزل وغيرها من المشتقات النفطية، لا سيما قصيرة الأجل منها.

ويتيح USO للمستثمرين التعامل على العقود الآجلة للنفط من خلال شراء أسهم الصندوق.

ال قرار من ترامب لإنقاذ النفط الأمريكي بعد الانهيار التاريخي

سيناريو التخمة النفطية في الثمانينيات ..هل يتكرر؟

ويتم تقييم أسهم الصندوق يوميا من خلال حساب صافي قيمة أصوله وقسمتها على عدد الأسهم.
ووسط المستجدات التي طرأت على العقود الآجلة لخام تكساس، يواجه صندوق USO صعوبات كبيرة، إذ يقول موقع “Oil price” المتخصص في متابعة مستجدات سوق النفط إن الصندوق امتلك كمية كبيرة من عقود مايو/أيار 2020 في ظل مراهنة مسبقة بين المضاربين بأن أسعار النفط ستنجح في تكوين قاع يكون بمثابة حد أدنى للأسعار، مع تقديرات بسرعة السيطرة على جائحة كورونا.

وأشار الموقع إلى أن الأصول التي يديرها الصندوق تضاعفت الأسابيع الماضية سريعا من 2 مليار دولار إلى أكبر من 4.2 مليار دولار، وذلك قبل زلزال الإثنين الماضي.
وبحسب Oil price فإن هذه الاستثمارات الضخمة في عقود مايو/أيار عمقت من معاناة الصندوق عند تلاشي طلبات الشراء على العقود، ومن ثم كان عليه التخلص من هذه العقود الورقية لعدم قدرته على الاستلام الفعلي لملايين من براميل النفط.
وعلى إثر ذلك تراجعت صافي أصول USO إلى 2.35 مليار دولار، وفقدت أسهم الصندوق نحو 33.3% من قيمتها منذ بداية الأسبوع حتى تراجع سعر السهم إلى 2.8 دولار.
ولكن الأزمة الكبرى التي تواجه الصندوق هي وجود التزام عليه بالاستثمار في عقود خام غرب تكساس للشهر الأول، وتجديدها على مدار أسبوعين قبل نهاية الشهر، أي أنه يجب الاستثمار في عقود يونيو/حزيران.
هذا الالتزام الاستثماري يضع الصندوق تحت رحمة ما يعرف بحالة “كونتانجو” التي تجتاح أسواق النفط حاليا، حيث تنخفض أسعار عقود الشهر الأول مثل يونيو عن أسعار العقود المستقبلية، أملا في ارتفاع الطلب مستقبلا مع انحسار وباء كورونا.
وفي محاولة للسيطرة على الأزمة الحالية، أعلن USO أنها ستوزع أصولها بين 40% في عقود النفط الخام الآجلة لشهر يونيو/حزيران، و55% في عقود يوليو/تموز ، ونحو 5٪ من محفظتها في عقود النفط الخام لشهر أغسطس/آب 2020.

ومن جانبه، أوضح إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، أن البورصات العالمية تتيح مجالات متنوعة للاستثمار في النفط، أبرزها شراء أسهم شركات النفط المتداولة، والاستثمار في وثائق الصناديق المتخصصة في العقود الآجلة للنفط.

وأضاف أن USO هو عبارة عن صندوق مؤشرات متخصص في العقود الآجلة، حيث يستثمر بنسب معينة في هذه العقود، بحيث يعكس حركة الأسعار اليومية لعقود النفط.
وأشار رشاد إلى أن وجود تخمة في المعروض النفطي سواء في الوقت الحالي أو المستقبل المنظور سيؤدي إلى خروج الكثير من الشركات المتخصصة بالقطاع، لحين وضوح رؤية بشأن انتهاء أزمة كورونا.
وتابع: “في ظل هذه الأجواء ستظل العقود الآجلة طويلة الأجل بقطاع النفط هي الملاذ للمستثمرين، نظرا لأن الأوضاع الحالية ستؤدي إلى خفض الإنتاج، مع الأمل في عودة النشاط الاقتصادي تدريجيا مع انتهاء أزمة كورونا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى