مقالات

فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا – براعم علي العكيدي

منذ الازل وبقاء الامم مرهون باخلاقها..اول وصف للرسول الكريم من رب العزه كان(وإنك لعلى خلق عظيم)..الاخلاق هي اساس بناء الامم ..هي اساس نهوضها وتقدمها..كما انها اساس استمرارهاوخلودها..وقد ابدع امير الشعراء حين جعل بقاء الامم مرهوناً ببقاء اخلاقهم..قد يقول قائل بالامكان ان تهدم امة ان حاربتها اقتصادياً،او دينياً او حتى نفسياً وعسكرياً…ما فائدة الاخلاق لامة تعاني حصاراً اقتصادياً او حرباً عسكرية دمرت امجادها ويتمت اولادها وازهقت ارواح شبابها؟؟؟ مافائدة الاخلاق لامة ابنائها جياع ؟؟!!!! و من يطرح هذا السؤال ادعوه دعوة عربي كريم أن يجول بأسماعه وانظاره حاضرنا اليوم..حيث التطور والتكنلوجيا..حيث ابراج ناطحت السحاب وصواريخ وصلت القمر..حيث تقنية اللمس وفتح الابواب واغلاقه ببصمة ذاتية… حيث كل يومٍ يصدر كتاب،وكل دقيقة يولد طفل… لو نضرنا اليوم الى عروبتنا سنجد اننا نتقدم كل يوم الاف الخطوات في طريق العودة الى الصفر…الصفر الاخلاقي..نحن اليوم نبني ابراجاً تناطح السحاب لتصل الى ابعد نقطة من الرياء،صواريخنا تصل اقمار الكذب ،وتقنية اللمس وبصمة الوجه نفتح بها اجهزة زرعت بنا ما اتلف عقولنا وقلوبنا واخلاقنا…حين كان العراق غارقاً في مأساة الحروب ،وبين انتهاء حرب وبداية أخرى استراحة مابين الشوطين ،كان عراقنا بأتم الصحة الخلقية والعافيةالانسانية… كان الجار لا ينم اذ جاره مريض،كان الأخ يحمي بسلاحه اموال جاره قبل امواله واولاده،كان الجندي يدافع عن شرف الوطن،والطبيب يداوي جرح الوطن،والمعلم يحارب من اجل تعليم جيل سيكون درع للوطن…في قمة الحصار الاقتصادي كنا نتقاسم رغيفاً من الخبز،وقطعة من التمر،وكأساً من الحليب…كان نخيلنا يمطر خيراً وحقولنا تنبت من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى… كنا نبكي اقتصادنا وشبابا..متناسين ان الحياة بخير مادام في عروقنا خلقاً وطيبة… اليوم في زمن اللا( اخلاق) نجدنا بلا اقتصاد،وبلا تعليم،وبلاثقافة وبلا سلام..فالحرب قامت منذ ان شهرنا سيوفنا بوجه بعض ،وتقاتلنا مع بعض لا لأجل بعض ..حينها فقدنا تاريخنا،فقدنا عروبتنا، فقدنا امتنا وفقدنا انفسنا بالفعل ف(انما الامم الاخلاق مابقيت..فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا)..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى