مقالات

فرح‭ ‬العالم‭.. ‬مقلق

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬العراق‭ ‬مقلق‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬لكي‭ ‬يهرع‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالترحيب‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الجديدة‭ ‬ناقصة‭ ‬العدد‭ ‬حتى‭ ‬الان‭. ‬هل‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬رحب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬دولي‭ ‬بتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬جد‭ ‬نادرة‭ ‬او‭ ‬الحلات‭ ‬الميؤوس‭ ‬منها‭. ‬هناك‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬مَن‭ ‬هو‭ ‬فرحان‭ ‬بهذا‭ ‬الترحيب‭ ‬بوصفه‭ ‬تأييدا‭ ‬دوليا،‭ ‬لحكومة‭ ‬محاصصة‭ ‬ولدت‭ ‬ولادة‭ ‬متعسرة‭ ‬وغامضة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬دلالة‭ ‬التوصيف‭ ‬الدولي‭ ‬لخطوة‭ ‬عادية‭ ‬تجريها‭ ‬اية‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬او‭ ‬آسيا‭ ‬او‭ ‬افريقيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يلتفت‭ ‬اليها‭ ‬أحد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحظى‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬جديد‭ ‬باهتمام‭ ‬دولي‭ ‬خاص‭ ‬كونها‭ ‬منجزاً‭.‬الترحيب‭ ‬الدولي‭ ‬بالحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬ليس‭ ‬مدعاة‭ ‬للفرح‭ ‬وانّما‭ ‬للقلق‭ ‬والالتفات‭ ‬الى‭ ‬قراءة‭ ‬جديدة‭ ‬لوضعنا‭ ‬التعبان‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬العالم‭ ‬غير‭ ‬مصدق‭ ‬ان‭ ‬يسمع‭ ‬عن‭ ‬البلد‭ ‬قيام‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬فيه‭ ‬بعد‭ ‬مخاض‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬أدوات‭ ‬محلية‭ ‬تمثل‭ ‬كيانات‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬ذاتها‭ ‬وليس‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬او‭ ‬حروب‭ ‬او‭ ‬أزمات‭ ‬إقليمية‭.‬‭ ‬هنا،‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يلتقط‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬سياسي‭ ‬معنى‭ ‬الدلالات‭ ‬والعلامات‭ ‬الجاذبة‭ ‬التي‭ ‬انبعثت‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬لتكسب‭ ‬قلوب‭ ‬العواصم‭ ‬الكبرى‭ ‬وبيتها‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطوة‭ ‬إجرائية،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬انتاجها‭ ‬اصلاً‭.‬الفرح‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬والمعزز‭ ‬بأسباب‭ ‬وعلامات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية،‭ ‬انما‭ ‬هو‭ ‬فرح‭ ‬بطعم‭ ‬النظر‭ ‬بعين‭ ‬السخط‭ ‬والريبة‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬العراق‭ ‬كبلد‭ ‬متكامل‭ ‬تتداول‭ ‬شؤونه‭ ‬نفس‭ ‬الهيكلية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬تنفيذية‭ ‬تعتمد‭ ‬إعادة‭ ‬تجريب‭ ‬المجرب‭ ‬وتوزير‭ ‬المحظوظ‭ ‬بالحصة‭ ‬الطائفية‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭. ‬‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬لها‭ ‬حيز‭ ‬زمني‭ ‬ضيق‭ ‬جدا‭ ‬أمام‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬لاجتراح‭ ‬طريق‭ ‬أكثر‭ ‬استقامة‭ ‬نحو‭ ‬بلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬كل‭ ‬عراقي،‭ ‬وأظن‭ ‬انه‭ ‬سيظل‭ ‬يتمناها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬السقف‭ ‬الخفيض‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬التغيير‭.‬اخي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الانسانية‭ ‬،‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش،،‭ ‬انت‭ ‬على‭ ‬شنو‭ ‬فرحان؟اخبرنا‭ ‬سيادة‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الاقل‭ ‬لكي‭ ‬نفرح‭ ‬معك‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى