مقالات

كي‮ ‬لا‮ ‬يدب الخلاف مجدداً‮ ‬بين رئيس المجلس ونائبه

كي‮ ‬لا‮ ‬يدب الخلاف مجدداً‮ ‬بين رئيس المجلس ونائبه : عبد الخالق الشاهر

كنت قد نشرت مقالين بهذا الموضوع تحدثت فيهما عن اهمية النظام الداخلي‮ ( ‬اللائحة الداخلية‮) ‬لمجلس النواب ولغيره من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية‮.‬قبل ان تحرر امريكا‮ (‬وإسرائيل‮) ‬ومؤتمرو مؤتمر لندن ارضنا السليبة كان الضابط عندما‮ ‬يلتحق الى كتيبة ما‮ ‬يعطوه نسخة من‮ (‬سياقات العمل الثابتة‮) ‬للكتيبة‮ ‬،‮ ‬ونسخة من‮ (‬الاوامر الثابتة‮) ‬لنفس الكتيبة‮ .. ‬الأولى تتعلق بالقتال والثانية تتعلق بالسلم‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬تعادل‮ ( ‬النظام الداخلي‮) ‬الذي‮ ‬وضعته الأحزاب الحاكمة والتابعة والحاكمة التابعة على طريقـــــــة‮ ( ‬fire and forget‮) ‬أرم وانسى‮.‬النظام الداخلي‮ ‬هو دستور داخلي‮ ‬تضعه المؤسسة‮/ ‬المنظمة‮ ‬،‮ ‬وكما ان الدستور‮ ‬يوضع كعقد بين الدولة والمواطن هدفه الأساس تنظيم العلاقة بينهما‮ ‬،‮ ‬فإن النظام الداخلي‮ ‬لمجلس النواب او‮ ‬غيره‮ ‬يوضع للغرض نفسه ويدخل الى تفاصيل دقيقة في‮ ‬مجال الآليات والسلطات والصلاحيات‮ ..‬هناك فهم شعبي‮ ‬وبرلماني‮ ‬خاطئ لدور رئيس مجلس النواب ونائبيه‮ ‬،‮ ‬ولعل من‮ ‬يتصفح الدستور‮ ‬يستوعب ذلك الخطأ المتمثل بآن السادة الثلاث لديهم مهمات خطرة‮ ‬،‮ ‬وسيجد ان الحقيقة تقول ان تلك الاهمية ليست للرئيس ونائبيه حيث لم‮ ‬يشر الدستور لهم اصلا بل‮ (‬للمجلس‮) ‬فيقول للمجلس عمل كذا ولا‮ ‬يعط للرئيس ونائبيه شيئا‮.. ‬ففي‮ ‬صنع اي‮ ‬قرار‮ ‬يتحولون الى نواب صوتهم لا‮ ‬يزيد عن صوت اي‮ ‬نائب بشعرة واحدة‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فأن كل هذه البهرجة حول الرئيس ونائبيه ومعها الخلافات تشكل امرا‮ ‬غير مبررا‮ .. ‬وهذا بالطبع لا‮ ‬يعني‮ ‬انهم بلا واجبات فمثلا‮ (( ‬رئيس المجلس هو الذي‮ ‬يمثله ويتحدث باسمه‮)) ‬و‮ (( ‬العمل على تطبيق الدستور والقوانين والنظام الداخلي‮)) ‬والنائب الاول لديه مثلا مهمة‮ (( ‬متابعة اعمال اللجان الدائمة وتقديم التقارير بشأنها‮)) ‬أي‮ ‬لديهم مهمات وصلاحيات تتعلق بإدارة المجلس فقط‮ .. ‬غير ذلك كالاستدعاء والاستضافة وتشريع القوانين فهي‮ ‬مهمة‮ (‬نواب المجلس‮). ‬خلال الدورة السابقة للبرلمان خرق النائب الاول السيد حسن الكعبي‮ ‬النظام الداخلي‮ ‬بتشكيله لجنة جديدة ووقعها شخصيا باسم رئيس المجلس ونصب نفسه عضوا فيها‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬الدورة الحالية استدعى النائب الاول السيد حاكم الزاملي‮ ‬السيد وزير المالية خلافا للائحة الداخلية للمجلس وأوعز للسلطات الأمنية‮ (‬غير المرتبطة بالمجلس‮ ) ‬بمنع سفره‮.‬الدستور‮- ‬القوانين‮ ‬– الانظمة الداخلية تكمل احدها الآخر ولا تتخيلوا امكانية قيام دولة حقيقية‮ ‬غير فاشلة دونها‮ .. ‬لذلك نجد ان حتى عمنا بريمر وضع ما‮ ‬يشبه الدستور‮ (‬قانون ادارة الدولة العراقية‮ ‬،‮ ‬ان هذه كلها على علاتها لا بد لها ان تقيد او تخفف من طغيان الطغاة ونزواتهم الفردية وخلفياتهم‮ ‬،‮ ‬وتحد من الرغبة في‮ ‬الهيمنة والتي‮ ‬هي‮ ‬غريزة بشرية قبل ان تكون ثقافة‮ ‬،‮ ‬وعندما نجد حاكما ديمقراطيا فلا‮ ‬يعني‮ ‬ذلك انه تخلص من‮ (‬غريزة الهيمنة الفردية‮) ‬فالغريزة لا تزول ولكن ذلك الحاكم فرضت عليه الدساتير والقوانين والأنظمة والتي‮ ‬لها ضمانات حقيقية وليس كدستورنا وقوانينا وأنظمتنا التي‮ ‬تتوسل بالمسؤولين كي‮ ‬يسيروا بموجبها‮ ‬،‮ ‬والمسؤول حر في‮ ‬تنفيذها بعيدا عن الحساب وسأعطيكم مثلا بسيطا‮.‬نص الدستور على‮ (( ‬وضع نظام داخلي‮ ‬لمجلس الوزراء‮ )) ‬،‮ ‬وقاد السيد المالكي‮ ‬مجلس الوزراء لدورتين ولم‮ ‬يضع النظام ويمكنكم تصور كيف كانت آلية صنع القرار تجري‮ ‬في‮ ‬اعلى سلطة في‮ ‬الدولة‮ ‬،‮ ‬اذا السيد المالكي‮ ‬خرق الدستور ولنفترض اننا اقمنا الدعوى عليه لدى القضاء‮ ‬،‮ ‬فهل سنربح الدعوى ؟؟ كلا بالتأكيد لأن الدستور والقوانين تؤكد على‮ (( ‬لا جريمة ولا عقوبة الا بنص‮…)) ‬ولا‮ ‬يوجد نص‮ ‬يعط ضمانة او‮ ‬يقرر عقوبة لعدم تنفيذ الدستور،‮ ‬او‮ (( ‬لا‮ ‬يجوز سن قانون‮ ‬يتعارض مع احكام هذا الدستور‮)) ‬ويشرع ممثلو الشعب قانون المساءلة والعدالة على سبيل المثال والذي‮ ‬تعارض مع الدستور وثوابت احكام الاسلام والاعلان العالمي‮ ‬لحقوق الانسان ووثيقة العهد الدولي‮ ‬،‮ ‬وكأن شيئا لم‮ ‬يكن؟؟ وعليه ليس المهم سن دستور كوثيقة مكة التي‮ ‬اكلتها الأرضة‮ ‬،‮ ‬او كوثائق المصالحة في‮ ‬العراق التي‮ ‬اكلها الحقد الأعمى‮ ‬بل المهم ان‮ ‬يكون ملزما قبل ان‮ ‬يكون عادلا‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى