مقالات

لقاح حسن الخلق لا يعتليه لقاح

لقاح حسن الخلق لا يعتليه لقاح – حقي الراوي

يتسارع العالم اليوم من حولنا لاكتشاف اللقاحات التي تحمي البشر وتقيهم من الاصابه بالامراض والأوبئة الفتاكه ولكننا لا نجدها تتسارع في ذات الوقت بنشر القيم الانسانيه في التسامح ونبذ الفتن والخلافات والسعي الى السلام العادل واحترام الحقوق الانسانيه وحمايتها ودرء الفتن ما ظهر منها وما بطن كي يبقى الخير كله ولانها هي الاساس الفاعل في قيام مؤسسة الارض بشكل يرتضيه الله جل في علاه حيث قال الرسول محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وقال ان من أحبكم الي واقربكم مني مجلساً يوم القيامه احاسنكم اخلاقاً ).وقول الشاعر ( انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هُمُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) وقال ( صلاحُ امرك للاخلاق مرجعهُ فقوم النفس بالاخلاق تستقمِ).انتماء حقيقيلذا فان عملية الانتماء الحقيقي لاي من المجتمعات والارتقاء بها لابد من مراقبة النفس باستمرار وبمنطق التفكير للعقل العلمي في اعتماد السلوك اللائق المتوافق مع القيم الجمعيه السائده بهدف تحقيق معنى الحياة الانسانية .ومن خلال الملاحظه اليومية للمواقف الحياتيه قد نجد بعض من السلوك القيمي غير المرغوب به عند معظم الشباب من حولنا قاد الكاتب الى الفضول في ان يسترجع ذكريات الماضي لمرحلة الطفولة وكيف تعلمنا القيم والاعراف التواصلية الانسانيه آنذاك ممن كانوا هم قدوتنا في ذلك فكنا نسمع وننصت ونصغي لحديثهم القيمي الشيق و نرضا عنه بوديه مهما كان وقعه النفسي لانه حقاً يجنبنا اللوم والسخريه ويشعرنا بالسعاده ويقودنا الى ان نرتقي بشخصياتنا تجاه ما يرضي الله ثم يرضي اولياء امورنا و المجتمع الذي ننتمي اليه وقد تمحورت الاصول التربوية القيميه في جزء منها بالاشاره الى اننا ينبغي ان نعرف الله ونقدم اسمه جل في علاه في كل شيء ( حديث ، طعام ، تواصل ، شراب ، قراءة ، عمل ، تقديم مساعده لاحد ) وان نستدرك بان الله انعم علينا نعم كثيره فينبغي ان نحمده ونشكره كثيرا على ما قدم واخر وانعم، وكذلك الحال ان نتذكر انه لا ينبغي علينا ان نطرد احد اذا جاء بطلب العون والمساعده او ان نقلب المواجع لضيوف قاموا بزيارتنا في البيت وان نحمل عن جارنا في الطريق ما ثقل حمله و نرافقه الى باب داره . وان نتجنب مقاطعة الاخرين حين يتكلمون حتى ينتهوا من حديثهم ولا نصافح ونحن جالسين ولا نضع احد الارجل فوق الاخرى عندما نجلس بمجلس مع من هم اكبر منا عمراً ومكانة اجتماعيه . وان نفشي السلام اذا مررنا في الطرقات على من نعرفه او لا نعرفه او اي مكان نجد انفسنا فيه ونبادر بالاعتذار او التاسف عندما نخطأ بحق احد من الخلق لان في ذلك قوه تزيدنا فخراً وارتقاءً وان ننظر الى الاخرين مهما كانت انتماءاتهم وعقائدهم واتجاهاتهم والوانهم بمنظار انفسنا ولا نختلس بنظراتنا من وراء باب عند طرقه لاسيما الجار حتى يخرج الينا اصحابه ونتجنب رمي الاوساخ او النفايات في الشارع او ان نضعها عند عتبة دار جارنا لان ذلك يمثل انتماءً حقيقياً للوطن والمواطنة وان نحافظ على الهدوء داخل البيت ولا نرفع صوت الراديو او التلفاز لننال ممن حولنا وان نحترم الاخ الكبير ونعطف ونحافظ على من هم صغار في العمر ونسارع في المحافظه على ممتلكات البيت وتلبية احتياجاته الممكنه ان تطلب ذلك وان نحترس في الطريق على عدم السير خلف امراة وان نتجنب النظر بتفحص في اعين الناس حتى نستبدله بابتسامة وسلام وينبغي ان نتمسك بقول الحق ولو على انفسنا ونتخذ من السير المتوازن بين السرعة والبطء اساس في التواضع ولا ياخذنا الظن فنزيد من التفاتتنا للخلف او ان نكرر ذلك دون سبب واضح او مقنع وان نعمل على تقديم العون لمن يحتاج ذلك دون تمييز وان نكن امينين مؤتمنين في كل شيء ونحافظ على عيوب الناس واسرارهم ونتذكر جيداً اننا لسنا احسن من احد ولا الذين من حولنا احسن منا فالتوازن في ذلك والتفضيل هو خلق الله وارادته التي ينبغي ان تكون ولا نطرق ابواب بيوت الناس في اواخر الليل او اوقات راحتهم (الظهيرة ) او ان نكرر طرق الباب مرات متعددة مزعجة واذا ركبنا حافلة للنقل الجماعي نبادر لِنُجلس من هو يحتاج الجلوس قبلنا من كبير في السن او امراة وان نصل رحمنا عن طريق المبادرة بالزيارة ونكرر ذلك ونعتمده عند كل مريض نعرفه وان نقدم الهدايا بشكل اكثر لمن سبقنا بواجب من قبل ونشارك الاخرين بافراحهم واحزانهم وان نكن عوناً لهم وان يكون التعاون مع الاخرين اساس في ذلك وان نخفض من اصواتنا ونحن في الطرقات ولا ننطق بكلمات اللعن والشتائم والسخريه والإساءة وان لا ننطق بكلمة انت عندما نخاطب من يحاورنا بل ننطق بكلمة جنابكم الكريم او حضرتك ولا نتقدم الى مائدة الطعام قبل غيرنا ممن احاطوا بنا اذا دعينا ولا نكن اخر المغادرين عنها واذا كنا نحن من دعوناهم فلا نبادر بالاكل حتى يدعوننا اليهم لمشاركتهم ولا نتحدث وفمنا مملوء بالطعام ولا نخرج اصوات عند مضغنا اياه وان ناخذ كفايتنا من الطعام ونهتم بمن يجالسنا و نفضلهم ونعتز بمكانتهم في ذلك ونسمع وننصت لحديث من هم اكبر منا في العمر ولا نجادل في غير معرفتنا عن الشيء ولا نتكلم عن الناس بما لا يسرهم و يبغضهم وان نتجنب النظر الى اعراض الناس لاسيما الجار من حولنا وندرك معنى كلمة عيب ادراكاً حقيقياً في كل ما لا يستسيغه الناس فينا من قيم وان نحافظ على نظافة المكان الذي نحن فيه وان نعتني بنظافة اجزاء بدننا وملابسنا ونخصص في ذلك ايهما للبيت وايهما في مواجهة الاخرين ولا نجلس خارج البيت او الطرقات الا للضروره او ان نبقى لساعات متاخرة من الليل وان نحافظ على دراستنا العلميه واداء واجباتنا اليوميه وان نحترم ونقدر من يعلمنا وان نكن عوناً للبيت وحريصين على ممتلكاته ولا ناخذ اي شيء منه ما لم يكن ملكاً لنا حتى نستاذن او ان نُعْلم ولي امرنا وان نستقبل الضيوف استقبالاً يليق بهم ولا نعتدي على ممتلكات الاخرين وحقوقهم وينبغي ان نبادر بقول كلمة نعم ان خاطبنا احد وان نستاذن ونسلم ان اردنا ان نغادر مجلس وان لا نفشي اسراره في يوم من الايام مهما دعت الضرورة لذلك لانها اصل القيم الخفية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى