مقالات

مخاطر التلوث البيئي

صباح محسن كاظم

لا ريب أن تحسين الاهتمام بالبيئة له انعكاسه الصحي وآثاره الإيجابية في ظل جائحة كورونا، يعتمد ذلك بدرجة أساس على وعي المواطن أولاً، وتوفير الخدمات البلدية ثانياً، وفق ستراتيجيات العمل بتطوير الأداء الحكومي بهندسة الطرقات، وزيادة المساحات الخضراء، وعدم رمي المخلفات للمجاري بالأنهار الصالحة للشرب بل بمعالجتها، واستخلاص النفايات، كذلك عدم حرق النفايات بمداخل المدن؛ فمن المؤسف حقاً أن نرى مداخل العاصمة، ومدننا تحيط بها النفايات المحروقة وتصاعد الدخان!!، لقد تخلص العالم المتحضر من هذه الطريقة البائسة بتشغيل معامل تدوير النفايات لاستخلاص الطاقة الكهربائية، أو تشغيل مصانع متنوعة حسب فرز المواد الأولية.. كذلك معالجة المياه للانتفاع منه زراعياً بعد شح المياه، والأزمات العالمية المحدقة جراء بناء السدود بدول المنبع، وبذلك تحرم دول المصب من حصتها المائية كما يحصل بتركيا وايران واثيوبيا، حينما تعاني دول الجوار فيها من أزمة حادة بتوفير المياه، وانتشار التصحر، وقلة الإنتاج الزراعي فضلاً عن أن الحال وصل بالعراق الى جفاف الأهوار وهي الفردوس الأرضي وجنة عدن بالمنطقة للطيور المهاجرة، وللسكان الأصليين أبناء الرافدين والحضارة السومرية، بالطبع نحتاج صحوة كبيرة للحفاظ على النهرين من وزارة الخارجية والبيئة والزراعة والصحة وكل المؤسسات الحكومية والإعلامية لتحريك الساكن بجانب الجوار.. فحصة العراق المائية هي الضمان لأمنه الغذائي لايمكن مطلقاً التفريط بحقوقنا المائية من دول الجوار، فالتصحر هو المرعب المقبل إن لم يتحرك الجميع، إن التلوث بالأنهار صعد من كلفة الإنتاج الزراعي لانتشار الملوحة وتمدد الموسم الحراري بالتغيرات المناخية العالمية بسبب ثقوب الأوزون وعملية التبخر مع قلة الأمطار، وللأسف حتى بالأعوام التي تزداد بها النسبة لايتم الخزن الصحيح للحفاظ على الكميات لزمن الصيهود، يرافق الاضطرابات المناخية وارتفاع الحرارة استهلاك الطاقة الكهربائية التي تعاني من التردي، مع تصاعد ثاني اوكسد الكاربون والغازات من المخلفات للمصانع وحرق الغاز الدائم وعدم وجود المحميات، والغابات، والمساحات الخضراء، والحدائق.. من الضروري جداً الاهتمام بزراعة النخيل بين المدن، والطرق العامة كما شاهدته بتونس بزراعة الزيتون، أو بلبنان شجرة الأرز، وبسلطنة عمان تجد النخيل على جانبي الطرق بين مسقط وصلالة لمسافة أكثر من ألف كيلومتر بين المدن، فالنخلة رمز بلاد مابين النهرين فالمحافظة عليها من الواجبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى