المحلية

مرجع ديني : الأستهانة بخطورة فيروس كورونا والدخول في تجمعات يوازي “القتل العمد”

اعتبر المرجع الديني محمد تقي المدرسي، الجمعة، أن فيروس “كورونا” أظهر حجم “سوءات” العالم، محذراً من أن الاستهانة بخطورته عبر دخول التجمعات قد توازي القتل شبه العمد.

وقال المرجع المدرسي في كلمته الأسبوعية اليوم (20 آذار 2020)، إن “البأساء والضراء من رسل الرب إلى البشرية ليستيقظوا من سباتهم ويتضرعوا إلى الله سبحانه لرفع البلايا، مستشهداً بالآية (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى‏ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون‏)”، فيما حذّر البشرية من “الاسترسال في غيّها لأن ذلك قد يستتبع العذاب الأكبر لا سمح الله”.

وأضاف أن “فيروس كورونا كشف عن سوءات العالَم كله بعد أن كانت وسائل الإعلام المأجورة وعلماء السوء وأبواق الفتنة يسعون إلى تغطيتها عبر مختلف وسائل غسيل الدماغ، كالحروب العبثية التي تطال عشرات الألوف من الأبرياء سنوياً، و سباق التسلّح الذي كانت الدول تصرف مليارات الدولارات في سبيله بلا هوادة لقتل الآخرين”.

وتابع أنه “من تلك السيئات التنافر بين الشعوب والدول الذي ظهر أيضاً في بداية هذه الفتنة، حيث راحت دول العالم تتشمت بالصين حين أصابها الفيروس أول مرّة، ولكنها اليوم تعاني من سرعة انتشار الفيروس في بلدانها والحال أن الصين بدأت تتعافى من المرض، في حين أن المطلوب استبدال التنافر بالتعارف والتعاون، كما أمر الله سبحانه”.

وحذّر المرجع المدرسي قادة العالم من “تداعيات استمرار تفشّي الفيروس”، مؤكداً أن “هناك خطراً عظيماً يواجه العالم، وهو الانهيار الاقتصادي الذي بدأت تظهر معالمه، الأمر الذي سيرجع العالم إلى قرونٍ إلى الوراء”.

وقدّم المدرسي نصائح عن “دور المؤمنين كأفراد، في هذه الظروف تمثلت بـ:

أولاً: ضرورة الأخذ بسبل الاحتياط والحفاظ على سلامة النفس والأسرة، التي هي من مسؤولية الأفراد لا الحكومات وحدها، وعدم الاستهانة بهذا الفيروس، ومن هنا إذا كان في دخول التجمعات (خوفاً عقلائياً) من انتقال العدوى، لزم اجتنابه، أما من يستهين بذلك وكان سبباً في انتقال العدوى متعمداً، وأدى ذلك إلى موت الآخرين، فذلك قد يكون من القتل شبه العمد وعليه دفع الدية.

ثانياً: التوجه إلى الله سبحانه والتضرّع إليه، ومحاسبة النفس وإصلاحها، داعياً إلى جعل قسمٍ من البيت كمصلىً لإقامة الصلوات وتلاوة القرآن، وإحياء مجالس عزاء أهل البيت عليهم السلام، لا سيما إقامة مجلس عزاء صاحب الذكرى في هذه الأيام، الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.

ثالثاً: الاندماج مع الأسرة، واستغلال فرصة البقاء في البيت في هذا السبيل، لتشكيل نواة صلبة للأسرة مع الزوجة عبر مزيدٍ من التفاهم ونقل التجارب، وكذلك الاندماج بالأسرة الكبيرة وصلة الرحم عبر وسائل الاتصال الحديثة.

رابعاً: الاستفادة من فرصة المكوث في البيت، في تحقيق الطموحات المختلفة، كمطالعة الكتب أو تعلّم العلوم، أو غير ذلك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى