مقالات

مسرح الرشيد ومحاولة إغتيال فاشلة

مسرح الرشيد ومحاولة إغتيال فاشلة – براعم علي العگيدي

قبل عدة ايام تسرب خبر ليس بالغريب في عراق اليوم..فبعد ان اصبح كل مرغوب مرفوض،وكل مطلوب مسلوب،بات العراق مسرحاً للفعاليات التي ماأنزل الله بها من سلطان، آخرها خبر تسريب وثيقة من وزارة (الدمار والهجمان)كما يجب ان تُسمى، فتسمية(الاعمار والاسكان) لا تليق بعمل تلك الوزارة البتّة !الوثيقة تنص على هدم الاثر الثقافي الفني الاشهر في العراق المتمثل بمسرح الرشيد، وذلك بسبب عدم ملكية الأرض لوزارة الثقافة، لذا وجب هدمها واعادتها الى صاحبها!ورغم تدارك وزارة الثقافة بمعجزة إلهية للموقف واستردادها للأرض الا ان الخبر يبقى خبراً تقف العقول عاجزة عن استيعابه، فهل استعدنا كل حقوقنا ولم يبق سوى مسرح الرشيد ذلك الارث الثقافي الذي يتعكز عليه الفن العراقي الاعرج في ضل الاوضاع التي هدمت الفن والفنانين حتى غدونا ساحة للجهل وملعباً للبلادة!هل بنينا مسارحاً وصروحاً علمية وحان الوقت لنهدم جزءاً منها لأن(الزيادة كالنقصان!) هل غدى دور وزارة الاعمار هو الهدم والتخريب؟!اي اعمار هذا الذي يهدف الى هدم صرحاً ثقافياً يبلغ من العمر اكثر من اربعة عقود؟!مسرح الرشيد ذلك المبنى الثقافي الذي شهد اجمل الاعمال المسرحية العراقية والعربية والعالمية، تاريخ الفن العراقي يغفو تحت قبة ذلك البناء الذي لم تصدروا قراراً بإعمار حجراً فيه منذ ان وضعتم اقدامكم النحس في ارض الرافدين، واليوم انتم تمارسون نحسكم لتميتوا اجمل معالم الفن والثقافة في العراق …كفاكم يا أحفاد سومر واشور كفاكم هدماً وخراباً، بالله كفى..لم تتركوا حياً ولا ميتاً، لم تتركوا ليناً ولا يابساً،عثتم في الارض فساداً حتى اشتكت الارض الى بارأها..كفاكم فلم تبنوا الا خراباً،ولم تزرعوا الا فساداً، ولم تقدموا الا موتاً وعاراً وحرمان ..الى اين الوصول الى اي خراب اكبر ودمار اكثر،فقد هدمتم تاريخنا وامجادنا وارواحنا ،كل يوم تأمرون بخراب جديد،وكل ساعة تصدرون قراراً لا يرنوا الا للدمار والأذية…حسبنا الله ونعم الوكيل، فبعد ان يتمتم الاولاد ورملتم النساء ها أنتم تتعهدون الاموات بالموت،لتهدموا التاريخ..لم يكفيكم حاضرنا الذي بات كابوس ومستقبلنا الذي لن تشرق له شمس ولن يرى النور ،بل طمعتم بالأكثر ومددتم ايدي الشر الى الماضي لتقتلوا التاريخ وتدفنوا اي اثر لنا على مر العصور…رحماك يارب ،،ندعوك بأن تكف البلاء عن بلادنا فما عاد في العقل متسع للتصديق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى