مقالات

مشكلتنا في ثبوت الرؤية لا في رمضان

مشكلتنا في ثبوت الرؤية لا في رمضان – منقذ داغر

“ليست مشكلتنا مع محمد رمضان في شخصه بل في فنه الهابط” ،” لم ننتقد سواد لونه بل سواد مضمونه ومخبره” ،” لا نقمع الحريات ولكننا نريد حماية ثقافتنا وحضارتنا” ، ” عبرنا بطرق ديموقراطية سلمية عن احتجاجنا ولم نقمع أحد”! هذه هي الحجج التي ساقها أصحاب “الفضيلة” وحرّاسها في حملتهم الشعواء التي أجبرت أحد مراكز الترفيه على أيقاف برامجه رغم انه استحصل الموافقات الرسمية الأصولية عنها. الحجة الاولى: ليست مشكلتنا مع محمد رمضان في شخصه بل في فنه الهابط! هل أصبحتم بديلاً عن نقابة الفنانين ووزارة الثقافة وسواهما؟ هل تريدون تنصيب خبراء وفقهاء دينيين في الفن كما وضعتم خبراء في الفقه كمراقبين على المحكمة الدستورية؟الحجة الثانية: لم ننتقد سواد لونه بل سواد مضمونه ومخبره! هل تنوبون عن الله في الكشف عن بواطن البشر ومحاسبتهم عليها؟ الا يمكن ان يكون(رمضان) أشرف من الكثيرين من مدعي الفضيلة؟ هلّا شققت عن قلبه يا أسامة؟الحجة الثالثة: لا نقمع الحريات ولكننا نريد حماية ثقافتنا وحضارتنا! هي نفس الحجة التي ساقها غلاة العلمانية و(حماة) المدنية في فرنسا وسواها من الدول التي شهدت دعوات واسعة لتقييد حرية المسلمين كونها تنتهك مبادىء الثقافة العلمانية والحضارة الغربية،فلماذا اعترضتم على تلك الدعوات في الغرب وتريدون تطبيقها في العراق؟!الحجة الرابعة: عبرنا بطرق ديموقراطية سلمية عن احتجاجنا ولم نقمع أحد! حينما يخرج الشقوة للشارع ويطالب المحلات “بالكلام وبطريقة سلمية حضارية” باغلاق محلاتهم فأن الجميع يمتثل ليس احتراماً للديموقراطية والحرية والسلمية،بل خشيةً من ال(توثية) التي يحتفظ بها الشقاوة خلف ظهره،أو ال(قامة) التي يغمدها على جنبه وهو يمارس طقوسه السلمية.حجج الفقراء من عباد الله ممن يرفضون القندهارية بأسم اللهفن هابط-نرفض مثلكم كل فن هابط يسيء للذوق العام،لكننا لا نملك منعه فهذا ليس واجبنا. كما ان الممنوع مرغوب دوما لذا فمن الافضل ان نرتقي بذائقة الناس بالترويج للموسيقى الراقية والغناء المبدع والفنون الجميلة،فهل ستعينوننا في ذلك أم ستعتبروه رجز من عمل الشيطان؟-مارسوا الحريات،لكن دون هراوات.-بدلاً من التركيز على الفن المنفلت لماذا لا تبدأون بالفساد وكذلك السلاح المنفلت؟ أليس ذلك في فقه الاولويات؟-لأننا نحب ديننا ونجلّه فلا نريد تنفير الناس منه. هل تعلمون ان أحتلال داعش لأجزاء من العراق جعل شبابها ينفرون من الدين وترتفع بينهم نسبة من لا يؤمنون بالله؟!-بأختصار فليس لدينا مشكلة في مقاطعة،(فن) رمضان،بل مشكلتنا في ثبوت الرؤيا لدينا بأنكم مثل طالبان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى