مقالات

ملاحظات‭ ‬في‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول

نزار محمود

ان‭ ‬قضية‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬هي‭ ‬حقاً‭ ‬قضية‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭

! ‬آباءً‭ ‬واصدقاء،‭ ‬ساسة‭ ‬وقضاة‭ ‬وقادة‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬واصحاب‭ ‬فكر‭ ‬ورأي،‭ ‬وكذلك‭ ‬بشر‭ ‬انعم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بأسباب‭ ‬المتعة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬ومنانا‭ ‬بها‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬في‭ ‬ملذات‭ ‬ونعيم‭ ‬جنته‭.‬تابعت‭ ‬مقطعاً‭ ‬لحديث‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬والاستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬البصيلي،‭ ‬وهو‭ ‬يتكلم‭ ‬حول‭ ‬سلبية‭ ‬الموبايل،‭ ‬وكناه‭ ‬بالصنم‭ ‬الذي‭ ‬يلهي‭ ‬الانسان‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬يفيده‭ ‬ويغنيه‭

. ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أمراً‭ ‬صحيحاً‭. ‬ومن‭ ‬الطريف،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وهو‭ ‬يروي‭ ‬حكاية‭ ‬رد‭ ‬الصحابي‭ ‬جعفر‭ ‬بن‭ ‬ابي‭ ‬طالب‭ ( ‬رض‭) ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬النجاشي‭ ‬بخصوص‭ ‬ما‭ ‬يؤمنون‭ ‬به،‭ ‬وكيف‭ ‬أنهم‭ ‬نبذوا‭ ‬عبادة‭ ‬الأصنام‭ ‬والتعلق‭ ‬بها،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬مشغول‭ ‬بالموبايل‭ ‬وغير‭ ‬منتبه‭ ‬لمحاضرة‭ ‬الدكتور‭ ‬البصيلي‭!‬ولكن‭:‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬وسيلة‭ ‬ذهبية‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬وحتى‭ ‬اكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬البدنية‭ ‬والذهنية‭. ‬هذا‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يساهم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ترويح‭ ‬روحي‭ ‬وعاطفي‭. ‬انه‭ ‬جهاز‭ ‬عملاق‭ ‬في‭ ‬امكاناته‭ ‬في‭ ‬وصولك‭ ‬الى‭ ‬اكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬تريد‭ ‬وتهوى‭. ‬

انه‭ ‬كالسيف‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تدافع‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬نفسك،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تنتحر‭ ‬به‭!‬لقد‭ ‬كان‭ ‬بالأمس‭ ‬يكلف‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬معلومة‭ ‬ساعات‭ ‬وايام‭ ‬وأشهر‭ ‬أحياناً‭. ‬اليوم‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تصل‭ ‬اليها‭ ‬برمشة‭ ‬عين‭!‬،‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬والتعامل‭ ‬بوعي‭ ‬معها‭ ‬ومنطق‭.‬وهذا‭ ‬فقط‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭!‬اننا‭ ‬في‭ ‬حكاية‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭! ‬تحد‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬نتابعه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهاتف،‭ ‬وبما‭ ‬نستخدمه‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالأوقات‭ ‬التي‭ ‬نقضيها‭ ‬معه‭!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى