العربية والدولية

موسكو الصاخبة تغفو مع مسكنات كورونا

موسكو التي استطاعت أن تواجه الغزاة عبر التاريخ، تقف اليوم في اختبار جديد للتصدي لفيروس كورونا الذي أصاب البشرية.

فالمدينة الصاخبة بضجيج ليلها ونهارها وسكانها وزوارها وفعالياتها، بدت وكأنها تأخذ غفوة بعد سهر طويل، بعد أن خلت شوارعها من تفاصيل يومية كانت تُسمع القاصي والداني ببريق “مولودة نهر موسكوفا”.

مترو الأنفاق شبه خالٍ إلا من بعض الذين لا شيء يردع إصرارهم على جني قوتهم اليومي، والشوارع تقتفي أثر المارة وحركة السيارات، والساحة الحمراء تبكي على أطلال زوارها، والمطاعم والمتاجر تودع زبائنها.. هكذا هي موسكو مع قرب دخول إجراءات مواجهة كورونا حيز التنفيذ.

تعليمات أكثر حدة

وكانت السلطات الروسية أعلنت، مؤخرا، سلسلة إجراءات احترازية ووقائية أكثر حدة من سابقاتها، جعلت سكان موسكو يستشعرون خطرا قادما ربما تعجز دفاعات العاصمة عن التصدي له إذ لم يتشارك الجميع المسؤولية.

والخميس الماضي، عُرض مشروع قانون جديد في مجلس الدوما، لتشديد المسؤولية عن عدم الامتثال للحجر الصحي.

وبموجب مشروع القانون سيواجه المخالف غرامة قدرها نصف مليون إلى مليوني روبل (6500-26000 دولار)، أو السجن لعدة سنوات قد تصل لسبع.

واعتبارا من ليل الأحد-الإثنين، ستقيد روسيا الحركة مؤقتا، عبر كل معابرها الحدودية البرية والبحرية وسككها الحديدية، من أجل منع دخول إصابات جديدة بالفيروس إلى أراضيها.

وبالمقارنة مع دول غرب أوروبا والولايات المتحدة، فإن تفشي كورونا يتسارع في روسيا، بحسب الأرقام الرسمية التي يتم الإعلان عنها.

وأمس السبت، سجلت روسيا 228 إصابة جديدة في 24 ساعة ما يرفع الحصيلة إلى 1264 بينها 817 في العاصمة.

كذلك سجلت روسيا أربع وفيات حتى الآن بفيروس “كوفيد-19”.

وفي خطاب متلفز الأربعاء الماضي، ناشد الرئيس فلاديمير بوتين، مواطنيه البقاء في منازلهم لتخفيف انتشار الفيروس، قائلا إن الأسبوع المقبل سيكون أسبوعا بلا عمل.

هدوء “غير مزعج”

وأمس السبت، بدت شوارع موسكو التي تعج بالمتسوقين مقفرة، بينما ارتدى نحو نصف المارة أقنعة واقية.

لكن لا يبدو الهدوء غير المعتاد مزعجا للبعض، فالمتقاعد فلاديمير ليونوف يقول لإحدى وكالات الأنباء العالمية: “لا خوف من الخروج، بل على العكس يبدو أفضل مع هذا العدد القليل من الناس. نذهب للتنزه من دون أي إزعاج”.

أما أناستاسيا فكان لها نظرة أخرى، إذ تريد أن تكون القيود أكثر صرامة، قائلة إن “الناس لا يفهمون تماما ما الذي يحصل”.

وأضافت: “يعتقد العديد من الناس أننا بعيدون عما يحدث في إيطاليا أو إسبانيا، لكن قد يحدث هذا لنا أيضا بنفس الدرجة”.

وفي اليوم نفسه، أرسل رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين رسالة بريد إلكتروني موحدة إلى المقيمين في موسكو يحثهم فيها على البقاء في منازلهم.

وفي رسالة عنونها بـ”ابق في المنزل” ونُشرت عبر وسائل النقل العام في موسكو، قال سوبيانين إن عطلة الأسبوع “ليست حفلة بل هي إجراء مهم في الحرب على الفيروس”.

متابعة / الأولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى