مقالات

هل توجد ثقافة تآخٍ؟

د. نزار محمود

منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬ونحن‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬فرق‭ ‬تسد،‭ ‬سيئة‭ ‬الصيت‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬المستعمر‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الهيمنة‭ ‬علينا‭ ‬واستغلال‭ ‬ثرواتنا‭. ‬

كما‭ ‬نردد‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬الشامي‭: ‬فخار‭ ‬يكسر‭ ‬بعضه،‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬التدمير‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬يستفيد‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الخير‭ ‬لنا،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬نجهل‭ ‬أو‭ ‬ننسى‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬وفعل‭ ‬التناحر‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لتلك‭ ‬السياسة‭ ‬ووقف‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬التدمير‭.‬

اننا‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يمارس‭ ‬الآخرون‭ ‬سياسة‭ ‬فرق‭ ‬تسد‭ ‬تجاهها‭ ‬ويهيمنون‭ ‬عليها‭ ‬ويبتزونها‭ ‬وينهبون‭ ‬ثرواتها‭ ‬تمارس‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تدميرها‭ ‬الذاتي‭ ‬ويكسر‭ ‬فخارها‭ ‬بعضه‭.‬

كيف‭ ‬بحصل‭ ‬ذلك؟ان‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬احزابنا‭ ‬السياسية‭ ‬مبتلاة‭ ‬بعصبية‭ ‬قبلية‭ ‬عمياء،‭ ‬وقادة‭ ‬تحكمهم‭ ‬العنتريات‭ ‬والأنانيات‭ ‬وترجيح‭ ‬المصالح‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تبعية‭ ‬البعض‭ ‬للاجنبي‭ ‬ذي‭ ‬الاهداف‭ ‬والمطامع‭.‬

وليست‭ ‬ادياننا‭ ‬ومذاهبنا‭ ‬الدينية‭ ‬بالمختلفة‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬احزابنا‭ ‬السياسية‭.‬أما‭ ‬انحداراتنا‭ ‬الاثنية‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬لها‭ ‬سبيلاً‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬ونفوس‭ ‬قادتها‭ ‬فتمسكت‭ ‬بخصوصياتها‭ ‬هدفاً‭ ‬ووسيلة‭ ‬الى‭ ‬مكاسب‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭

.‬ازاء‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬للثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬هام‭ ‬وأساسي‭ ‬في‭ ‬اعادة‭ ‬الامور‭ ‬الى‭ ‬نصابها‭ ‬الوطني‭ ‬السليم،‭ ‬واقامة‭ ‬أعمدة‭ ‬الخيمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬يستظل‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭.‬اننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬زرع‭ ‬قيم‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬ممارسات‭ ‬تدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬التآخي‭ ‬الوطني،‭ ‬مثل‭:‬‭- ‬

الترويج‭ ‬لثقافة‭ ‬ابراز‭ ‬انجازات‭ ‬ومحاسن‭ ‬اعمال‭ ‬الاطراف‭ ‬الاخرى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬نقائضها‭ ‬الهدامة‭.‬‭-

‬نبذ‭ ‬الالقاب‭ ‬والصفات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الآخر‭ ‬ويزيد‭ ‬في‭ ‬طين‭ ‬الفرقة‭ ‬بلة‭

.‬‭-‬تكريم‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬اعمال‭ ‬التآخي‭ ‬الثقافي‭ ‬الوطني‭

.‬‭- ‬تشجيع‭ ‬الاعمال‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬انجاه‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬التنافر‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشد‭ ‬ازر‭ ‬التحابب‭ ‬الوطني‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى