مقالات

“يتعافى البعض بعودة الشتاء”

زينة الساعدي

عندما نفقد بعض الأشياء العزيزة علينا نفقد الرغبة في الحياة فكيف إذا كان من نفقدهم أشخاص يُعتبر امتداد لتاريخ حياتنا نتسلل من خلالها لنقتفي آثار الطريق ‏فنحن ندفن كل يوم اشياء لم نخبر أحدًا عنها ونستريح برؤية صورها كأنه الاستسلام لأبسط الحقوق أما تعويض ما فُقد بات من المستحيل والاكتفاء بالسكوت، فنصفُ جمال الإنسان في روحهِ يليهِ لسانهُ ومن ثم عقلهُ والى آخر نقطة ضعفٌ فيه “قلبهُ” أما ما بقي من شكلهُ واعتباراتٌ أُخرى فالزمن كفيلاً باظهار معدنها الأصلي فكيف إذا كانت الروح لفقد عزيزها تفقد الرغبة في البقاء.

ونستذكر قول ”لسيغموند فرويد” وجود الرأس في الجسد حقيقةٌ ثابتة، لكن وجود العقل داخل الرأس تلك مسألة فيها نقاش،،فالأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان دومًا لكن التعويض يعود دومًا بشكل مختلف فلا ديمومة كديمومة وجود الله والنظر إلى كرمهُ “عزّ وجل” يُعلمك معنى التعويض لفقدان الأشياء، يتعافى الإنسان بذكر الله مهما كان الوجع، دائما بعد الخريف شتاء يُشفي ماتساقطٓ من أوراق، إذاً الدنيا لا تستحق عناء التفكير والحزن لأجل اشياء زائفة ليس لها وجود من الأصل مجرد تعويد نتمسك به ونقنع أنفسنا على التعلق به .
يقول ”ألبرت هوبارد ” لا تأخُد الحياة بجدّيّـة كبيرة، فإنّك لن تتمكّن من الخرُوج منها على قيْد الحَياة،،أما فقدان الأشخاص فإنه حافز ليُعلمنا أن الدنيا محطة استراحه وبعدها يمضي القطار إلى نقطة الوصول التي بدأت منها، صحيح أنه ليس بوسع أحدٍ أن يملأَ مكان أحد فالأماكن في القلوب كبصمات الأصابع لا تتطابق أبدًا مع غيرها،،لكن مجرد التفكير بأنهم هم السابقون ونحن اللاحقون نعرف أن دورنا لم يأتي بعد، والأكثر رعباً من العمى، هو أن تكون الوحيد الذي يرى هذا الشئ. عَيشوا بقلب أبيض و نيّه حَسنه، فـليس على الدنيا بقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى