مقالات

نظرة تحليلية لمعوقات الإتصال الإعلامي

نظرة تحليلية لمعوقات الإتصال الإعلامي – حقي الراوي

لاشك ان الاصل القيمي لحقيقة الاعلام بمختلف جوانبه يرتبط ارتباطاً فاعلاً بمخاطبة العقل البشري للمتلقي واثرائه بالحقائق المعرفيه فضلاً عن اعتماده لعنصر الصدق في الحوار الفكري القائم على نقل ما يستحدث او يستجد من صور للمواقف والاحداث الحياتيه ومشكلاتها الطارئة بمواقفها المختلفه كافه .فهو يحاكي العقل ويخبره دون ان يستهدف العواطف الانسانية في التاثير الغريزي الذي قد يسهم في اغلب الاحيان الى تكوين الانحرافات الحقيقية للاهداف التي جاء من اجلها ، فهو لا يقيم اي من السياسات المختلفة للاهداف المرسومه للدوله ولا يسهم برسمها والتخطيط لها كما يحلوا له ولكنه يستطيع ان يعبر عنها بحقائق تجسد اهدفها .– وفي ضوء ما تقدم من مفهوم قيمي لحقيقة ظهور الاعلام ومستقبله النابض بالحق فان هنالك اسباب كثير قد تنقطع خلالها السبل للوصول الى الرساله الاعلاميه وتستكشف عندها الظنون والتساؤلات غير المنطقيه و تظهر حولها الكثير من علامات الاستفهام كنتيجة للاسباب الاتية :-– الادراك غير المقصود لمعنى الرسالة الاعلاميه وذلك للاختلاف والتباعد الثقافي القيمي والمجتمعي بين الكاتب او ( المرسل ) والمتلقي للرساله الاعلاميه .– حالة الطقس السائده كارتفاع او انخفاض درجات الحراره والرياح والاعاصير والامطار والتي قد تشكل ضغطاً نفسياً تستبعد خلالها قدرات المتلقي في الاستقبال والفهم والتركيز لمحتوى الرساله الاعلاميه .– التداخل في الادارك والمعنى للمفاهيم والمصطلحات المستخدمه او ما يسمى ( بالتشويش الفكري ) اي بمعنى اخر الاكثار من الاضافات غير المقصوده على اصل الموقف او الحدث بغية اخراجه بمفهوم واقعي ولغة اقرب تتناغم مع المستوى الثقافي لعموم المتلقين والمثقفين لاسيما في الاعلام الاكثر انتشاراً ( الاعلام الدولي ) فيمكن ان تسهم في تغيير مفهوم الرساله ومعانيها الحقيقيه وكذلك الحال اختلال مفهوم التوازن الامين في النقل وذلك لعدم تحقيق الاستيعاب والادراك او ضعف قدرة المتلقي على التفسير والفهم المتوافقين مع الحدث .– قد يكون في بعض المواقف نبرات الصوت المنخفض المرتجف المهموس للمرسل يسهم في عدم وصول الرساله الاعلامة بشكل فاعل للمتــلقي .– الضغوط النفسية المحيطة بالمتلقي سواءً تكونت كنتيجة لضغوط العمل او المشاكل الاسرية او ضعف التوافق النفسي والتي توثر بشكل فاعل على عملية التفكير فقد يحصل لديه ضعف في القدرة على التركيز (ADD) او الضعف العالي في القدره على التركيز (ADHD) وهذا يسهم بدوره في التردد والانسحاب او عدم الرضا والاكتراث لما تتضمنة الرسالة الاعلامية .– عيوب النطق بتفاصيلها كافة على سبيل المثال عدم سلامة نطق مخارج الحروف او الكلمات المستخدمة من قبل المرسل اثر فاعل في الحكم على ضعف الرسالة الاعلامية بل عدم تحقيق وصولها للمتلقي بسلام .– ضعف التوازن في العلاق بين معتقدات المتلقي وميوله واتجاهاته بمسمياتها كافه وطبيعة التربيه للقيم والاعراف الذاتي والاسرية. ومضمون الرسالة الاعلامية وقد تتكون في ضوء ذلك شخصية مزاجية انتقائية ( المزاج البرتقالي ) تحول دون فهم الرسالة الاعلامية فهو لا يكترث لقراءة نص او مشاهدة ما او الاصغاء والاستماع لما يقدم دون تطابق واضح وصريح مع ما يستشعره من مؤشرات سبق الافصاح عنها .رسالة اعلامية– غموض الملامح العامة للرسالة الاعلامية وقد يؤدي هذا الى ضعف قدرة المتلقي على الفهم للحقيقة المقصودة لطبيعة المتضمنات وما يهدف اليه المرسل في ان يصل فينشأ الاستيعاب غير المتوافق في الادراك الحقيقي للمعنى والهدف والمضمون .- عدم التريث او التسرع في اختيار العنوان الرئيس للرساله الاعلامية وضعف الاهتمامات في دراستها ومراجعتها فضلاً عن عدم التدقيق لسلامة كلماتها الاملائية من خلال النظره الفاحصة ولمرات متعددة لمفرداتها قبل نشرها او تقديمها . – الاستخدام غير المقصود للمصطلحات غير المتداوله قد يحقق قطوعات محتملة في عملية الترابط المنطقي لمنظومة السلسلة الفكرية للمتلقي في استيعاب الرسالة الاعلاميه بشكل يتحقق المعنى التكاملي في الفهم والاهتمام .– ضعف الالتزام بمبادئ الدقة والوضوح والموضوعية في استخدام الالفاظ ودلالاتها المعنوية الموجبة الخاصه بالنقد او في طرائق استظهارها للمواقف والاحداث او المشكلات بعناصرها وابعادها التكاملية .– قد يكون هنالك مؤشر اخر الا وهو الفجوه القائمه بين اطراف العملية الاتصالية الاعلامية في عدم الانسجام او التقارب او التوافق والرضا والاهتمام فيما بينهم كمؤشرات فاعلة تحول دون تحقيق اهداف الرسالة الاعلامية .– الاهتمامات المتعدده للمتلقي قد تقود الى عدم وصول الرسالة الاعلامية وقد يشكل عاملاً اخر في عدم الفهم والرضا والقبول .– ضعف التنسيق والتنظيم والتصميم والمونتاج والاخراج الذي ينبغي ان يتلائم وحداثة التقديم للرسالة الاعلامية المعاصرة في الشكل والمضمون والاثارة والتاثير والتفاعل والتقبل اللامشروط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى