فلسفة القشور!!
مازن صاحب
لا ارغب في التداخل مع الفكر الديني الإسلامي وفرقه المتعددة في تفسير شريعة دين الله ، لكن استخدام ( فلسفة القشور) في التفسيرات من قبل الإسلام السياسي لإحداث الشرخ الاجتماعي بعناوين طائفية متشددة تجعل الموضوع اقرب الى تحليل إدارة الراي العام الجمعي منه الى تحليل الفكر الإسلامي ذاته ،ما حدث ويحدث في جاهلية القرن الحادي والعشرين لإدارة الراي العام الجمعي في عراق اليوم، يظهر من يردد عبارات يفهم منها شتم صحابة رسول الله في مناسبة مفترض انها احياء لذكرى امتثال الانسان لإرادة الإصلاح المطلوبة في شريعة الله سبحانه وتعالى في بذل العطاء والتضحية بالنفس والعائلة في سبيل اعلاء كلمة الحق على الباطل .
مثل هذا الاستخدام الفج لمناسبة استشهاد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تكرر حالة الفرز الطائفي التي تقدم لجمهور واسع من العراقيين ان الإسلام السياسي بمفهوم ولاية الفقيه انما جاء ليدافع عنهم ، بتكرار التفسير الهيغلي للتاريخ كما سبق وان حدث في الاحتلالين الصفوي والعثماني للعراق طيلة 5 قرون مظلمة من تاريخ هذه المنطقة، فما زال واعتقد ستبقى مثل هذه الاستخدامات لإدارة الراي العام الجمعي العراقي بمفهومي البيعة والتقليد ، ما يمكن أحزاب الإسلام السياسي اليوم من تسويق اجنداتهم المتضاربة تحت حد سيوف الافتراء على حقيقة الإسلام باستخدام مثل هذه القشور فيما دين الله الحق ، دين الانسان، دين العدالة والانصاف .مرة أخرى ، لست بصدد التداخل مع تفسير النص الديني المقدس، بل اتوقف عند الاستخدام السياسي المدنس لهذا النص، يحتاج من وجهة نظر متواضعة، مواقف متجددة داخل الحوزات والمجمعات العلمية لكل المذاهب الإسلامية للانتهاء من هذه التفسيرات الوصفية لوقائع تاريخية تسترجع كل عام نقاط الاختلاف بين المذاهب الإسلامية وتحويل ذكرى استشهاد أبا الاحرار الى مناسبة حقيقية للجمع الإسلامي عند اهداف الإصلاح التي انطلق منها في اعلاء كلمة الحق على الباطل وهذا لا يعني بالضرورة عدم استذكار الوقائع التي حصلت في الطف بل التوقف عند النقاط التي تضيء التاريخ الإنساني ومنه العراقي في ان دم الشهادة قد انتصر على سيف الباطل وان دم جياع عراق اليوم لابد وان ينتصر على سيوف مفاسد المحاصصة من اجل مستقبل اجيالنا ، فلا نموذج الذهاب مشيا الى أيا الاحرار يمكن ان يقدم البديل لسياسي مفاسد المحاصصة ولا نموذج (صورني واني ما ادري) وهم يوزعون الطعام لزوار الحسين من عامة الناس، لان عراق اليوم يواجه اخطر التحديات في جفاف أراضيه وتهديد موارده المائية بأفعال الواقفين وراء تطبيقات هذه المفاسد بالتكليف الشرعي لمفهومي البيعة والتكليف حيث لا يستطيع من يقول انه ينصر الحسين اليوم في الدفاع عن عبارات تنضح بالطائفية ان يطالب من يعتبره (الولي الفقيه) بإطلاق الأنهر نحو العراق والملايين من مواطنيه في ضيافة عطش متجدد للحسين عليه السلام ، كما لا يستطيع من يعدل مواقفه السياسي وفق نتائج اجتماعاته مع مدير المخابرات التركية ان يطالبه بإطلاق نهري دجلة والفرات بعد ان اصبح عبور كلا النهرين ممكنا مشيا على الاقدام !!الانعكاس الاخر عند فهم ( فلسفة القشور) أهمية ظهور خطباء من داخل الحوزات والمجمعات الدينية لرجال دين متنورين، بذات منهج الاعتدال الذي عرف عن المرحوم الشيخ احمد الوائلي، يعالجون حقيقة ان البيعة والتقليد، موروث في التفسير للمذاهب الإسلامية ، واهمية التعامل مع متغيرات العصر في القرن الحادي والعشرين مع مفهوم ارض الحرب وارض السلام ، لان الواقع الدولي قد استبدل ذلك بميثاق الأمم المتحدة ، ولابد من مقاربة القانون الدولي مع حيثيات التفسير لحقوق الانسان في فرض الجزية على غير المسلمين في عراق اليوم ، فما هو الفارق في التفسير ما بين ما فعلته عصابات داعش كتطبيق لهذا التفسير وبين تلك النصوص التي يتم تناولها على المنابر شرحا لاستخدام الرق في التفسير الديني ، لابد من تصاعد وتائر الرفض الصارم من داخل الحوزات والمجمعات الدينية لمثل هذه الأصوات التي ربما تعتبر نشازا اليوم فيما كانت قبل قرون خلت حالة اعتيادية .الامر الثالث، مطلوب في نفاذ القانون الوضعي العراقي التعامل مع أي صوت نشاز خارج ضوابط السلم الأهلي الوطني وان كان بعنوان ديني، فالدين الإسلامي يبقى الحافظ لوحدة الوطن، عراق واحد وطن الجميع، حينما يتحول الى السكوت على مثل هذه الأفعال فان نذر الحرب الاهلية تخرج من تحت رماد المغرضين الطامعين بثروات العراق وهدر دماؤنا بلا نتائج الا ربح اجندات إقليمية ودولية الخاسر الوحيد فيها مستقبل أجيالنا المقبلة، هل من مستمع ؟؟، ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!