مقالات

أتمتة أم رفاهية وأزمة البطالة الإلكترونية؟

سرور العلي

تعرف الأتمتة على أنها تحويل كل الأعمال الروتينية التي يقوم بها الموظفون في الشركات الضخمة، والدوائر الحكومية إلى إجراءات رقمية بعد ما كانت تأخذ منهم جهداً ووقتاً كثيراً، وبذلك فهي رقمنة للنشاط اليومي، وتتم هذه العملية من خلال تطبيقات وبرامج، تتسم بالجودة العالية والدقة الفائقة، ووقت أقل، وتدفع تلك العملية إلى تقليل اليد العاملة البشرية، لذلك سبب مصطلح الأتمتة في بعض الدول إلى إصابة بعض العاملين بالخوف، والهستيريا من اجتياح التقنيات، والتطور التكنولوجي والروبوتات لحياتهم، إذ ستسهم تلك الآلات في الاستحواذ على مستقبلنا الوظيفي، لاسيما مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات التي تقدم خدماتها في المستشفيات والمطاعم، بخاصة في وقت ظهور الأوبئة، والفيروسات في العالم. ومن أهم الوظائف التي بدأت الآلات بالقيام بمهامها، هي الطب والطبخ والفن، وحتى الصحافة، مع أن هناك من يشكك في اقتحام تلك المهنة من قبل الآلة، لأن اللغة عسيرة، وكونها تحمل معاني ومشاعر وعواطف لا تترجم رقمياً، ويعمل المتخصصون اليوم على تطوير المهارات العاطفية والمعرفية لديها، للتعاطف والتفاعل مع البشر أثناء تقديم خدماتها.غير أن فقدان كثير من الموظفين للخبرة والمعرفة بتلك التقنيات الرقمية، سيؤدي إلى ضياع الكثير من فرص التقدم والنجاح في سوق العمل، وظهور البطالة الإلكترونية، والتخلف والتراجع، ومن التحديات الأخرى التي تقف عائقاً أمام تطوير الأتمتة، هي عدم وجود وعي لدى الموظف والمسؤول بأهميتها والدور الذي تلعبه في حال إتقانها، وارتفاع اسعار بعض البرمجيات والأجهزة الحديثة، وخوف العاملين من أن تحل هذه التقنية بدلاً منهم، ويتم بذلك استبدالهم. ويمكن تحقيق نتائج إيجابية من هذا التحول، عن طرق تدريب العاملين في القطاعات المختلفة، وتطوير البنى التحتية، لاستيعاب التقنيات المتعددة، والتأقلم معها من دون مواجهة التحديات والمعوقات، ومواكبة التطورات الحاصلة في التكنولوجيا والعولمة المتسارعة، وجعل الموظف على إطلاع دائم بالتحولات الرقمية، وتعلم مهارات جديدة، وأكتشاف أخرى تساعده على مواكبة تلك القادمة من المستقبل، والقيام بالدورات والورش للعاملين، لتطوير مهاراتهم ومهامهم، وتكوين لديهم خبرة ومعرفة عنها، وتوفير المعدات والآلات والاهتمام بصيانتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى