مقالات

العراق والكويت:العلاقات الصحيحة

العراق والكويت:العلاقات الصحيحةد. فاتح عبدالسلام

ينبغي‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬والكويت‭ ‬علاقات‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأوصاف،‭ ‬صحيحة‭ ‬وقوية‭ ‬ومفيدة،‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين‭. ‬وحين‭ ‬لا‭ ‬يستشعر‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬انَّ‭ ‬ذلك‭ ‬متوافر‭ ‬في‭ ‬العلاقة،‭ ‬تكون‭ ‬العثرات‭ ‬قابلة‭ ‬للتوالد‭ ‬والنمو‭ ‬والاعاقة‭. ‬ما‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬يجلس‭ ‬على‭ ‬كرسيه‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬إلا‭ ‬وطار‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬فرصة‭ ‬ليحلّ‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ضيفاً‭ ‬على‭ ‬قيادتها،‭ ‬ويخرج‭ ‬للإعلام‭ ‬متحدثاً‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬الطرفين‭ ‬المشتركة‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وحسم‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة‭. ‬ولكن‭ ‬منذ‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬لم‭ ‬تتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬كما‭ ‬ينبغي،‭ ‬ولا‭ ‬نزال‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬ملفات‭ ‬عالقة‭ ‬وهناك‭ ‬غيوم‭ ‬تحلق‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬ومستوى‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬يقترب‭ ‬أحياناً‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬ولا‭ ‬يرتفع‭ ‬عن‭ ‬أسوأ‭ ‬درجاته‭. ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬الجانبين‭ ‬أصوات،‭ ‬تعلو‭ ‬وتنخفض،‭ ‬تتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬تحريضية‭ ‬احياناً،‭ ‬ونجد‭ ‬حدتها‭ ‬أعلى‭ ‬لدى‭ ‬نوّاب‭ ‬كويتيين‭. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬ان‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يدفع‭ ‬تعويضات‭ ‬الغزو‭ ‬وبقي‭ ‬مليارا‭ ‬دولار‭ ‬تقريباً،‭ ‬وهو‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬ازاءه‭ ‬مبادرة‭ ‬مالية‭ ‬الاجراء‭ ‬وعميقة‭ ‬الدلالة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الكويت‭ ‬لإيصال‭ ‬صوت‭ ‬حسن‭ ‬النيات‭ ‬وصفاء‭ ‬القلوب‭ ‬الى‭ ‬ابعد‭ ‬نقطة‭ ‬عراقية،‭ ‬وذلك‭ ‬شأن‭ ‬كويتي،‭ ‬لهم‭ ‬التصرف‭ ‬فيه‭ ‬بحسب‭ ‬قراراتهم‭ ‬ورؤاهم‭ ‬في‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬العراقية‭ ‬كلّ‭ ‬فلس‭ ‬من‭ ‬التعويضات‭ ‬الدولية‭ ‬المفروضة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬حكومة‭ ‬صدام‭ ‬تدفع،‭ ‬ولا‭ ‬مفاضلة‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬آثمة‭ ‬وحكومة‭ ‬بريئة‭.‬‭ ‬‭ ‬الى‭ ‬متى‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬ملفات‭ ‬عالقة‭ ‬تبدو‭ ‬مثل‭ ‬الاشباح‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نحدد‭ ‬معالمها؟‭ ‬‭ ‬يدور‭ ‬الكلام‭ ‬حول‭ ‬الوثائق‭ ‬الكويتية‭ ‬المسروقة،‭ ‬وحول‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬جثث‭ ‬الاسرى‭ ‬الكويتيين‭ ‬المفقودة،‭ ‬وكذلك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود،‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يظهر‭ ‬العراق‭ ‬اقصى‭ ‬درجات‭ ‬الشفافية‭ ‬فيها،‭ ‬ويعلن‭ ‬في‭ ‬برلمانه‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬النهائي‭ ‬بشأنها‭ ‬ويبلغ‭ ‬الكويت‭ ‬بذلك،‭ ‬لكي‭ ‬تنتهي‭ ‬اية‭ ‬مسألة‭ ‬عالقة‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬لغم‭ ‬موقوت‭ ‬ذات‭ ‬يوم،‭ ‬تتغير‭ ‬فيه‭ ‬القياسات‭ ‬والازمنة‭ ‬والكراسي‭. ‬ليس‭ ‬مريحاً‭ ‬ان‭ ‬يتحدث‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬عراقي‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وكأنه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬غزا‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الظرف‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬اشتركت‭ ‬أطراف‭ ‬عربية‭ ‬ودولية‭ ‬في‭ ‬خلطته‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬العراقيين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يواجهون‭ ‬الاستفزاز‭ ‬في‭ ‬تسمية‭ ‬الغزو‭ ‬بالغزو‭ ‬العراقي،‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬يعرف‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬الكويت‭ ‬نفسها،‭ ‬انه‭ ‬غزو‭ ‬صدّامي‭ ‬بحت،‭ ‬وقع‭ ‬بقرار‭ ‬فردي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬شيئاً‭ ‬أقرب‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬ببغداد‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى