العربية والدولية

إيران تسقط في”بئر كورونا”.. روحاني ينذر بالأسوأ

تستعد السلطات الإيرانية إلى فرض إجراءات عزل جديدة مع زيادة إصابات كورونا في البلاد، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى منح السلطات المحلية تفويضا لفرض إجراءات عزل “أينما اقتضت الضرورة” لاحتواء انتشار الوباء.

والتفشي السريع والمرعب لفيروس كورونا في إيران، أكده روحاني، في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني السبت، حين قال “نحن مضطرون لتشديد الإجراءات والرقابة”بدءا بالعاصمة طهران.

وأضاف روحاني أن مكاتب الفرق المكلفة بمكافحة المرض في أنحاء البلاد سترفع توصيات بشأن القيود وما إذا كان ينبغي فرض عزل عام وإغلاق لمدة أسبوع.

وقال روحاني “ستضطر هذه المراكز إلى الإغلاق إذا ارتأى حكام الأقاليم ذلك”.

وقد تشمل الإجراءات فرض “قيود أو إغلاق” بالمدارس والجامعات والندوات والمساجد والمقاهي والمنشآت الرياضية والثقافية وصالونات تصفيف الشعر.

ومن جهتها قالت سيما سادات لاري، المتحدثة باسم وزارة الصحة للتلفزيون الإيراني، إن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في إيران ارتفع بواقع 172 وفاة اليوم السبت إلى 25394 حالة كما زاد عدد المصابين 3204 إلى 443086 مصابا.

وأبدى مسؤولو الصحة في إيران قلقهم بشأن زيادة الإصابات، وحثوا الإيرانيون على احترام القواعد الصحية للسيطرة على انتشار المرض.

أسباب تفشي الفيروس

يبدو أن انعدام الثقة بين النظام الإيراني الحاكم بقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي والشعب، علاوة على سوء إدارة الأزمة من البداية أسقط إيران في “بئر كورونا”

ولعل أبرز أسباب هذا السقوط الذي ينذر بخراب الاقتصاد الإيراني ويؤرق الإيرانيين بجانب العقوبات الأمريكية هو سوء إدارة النظام لتلك الأزمة المتافقمة التي زادت الغضب الشعبي بالبلاد ضد نظام يدفعهم إلى الهاوية.

ومنذ بداية الأزمة لفت موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، خلال تقرير له، إلى أن الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني أصبح مثل” القشة التي قسمت ظهر البعير” بعد مذبحة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 والتي راح ضحيتها نحو 1500 متظاهر.
وأضاف أن “جائحة فيروس كورونا المستجد تعصف بالإيرانيين من جميع الطبقات، بينما تتغيب قيادة النظام برئاسة المرشد علي خامنئي عن المشهد، فضلاً عن أن قادة إيران يواصلون كذبهم حول أعداد الوفيات جراء الوباء”.

وأكد موقع “بيزنس إنسايدر” أن هناك قراران ساهما في الانتشار المبكر لفيروس كورونا في إيران.
وأوضح أن أول تلك القرارات: هو إصرار النظام الإيراني على عقد الانتخابات البرلمانية، وإقامة احتفالات ذكرى الثورة الإيرانية دون الإعلان عن أي تدابير تتعلق بالتباعد الاجتماعي، بالرغم من دارية النظام بتفشي”كوفيد-19″.

ولفت الموقع أن قرارات عقد تلك الفاعليات العامة جاء رغم تحذير وزير الصحة السابق حسن غازي زاده هاشمي للرئيس حسن روحاني من الجائحة في ديسمبر/كانون الأول.

وأضاف التقرير الأمريكي أنه :”بعد انكشاف رياء الحكومة، تفجر الغضب الشعبي عبر الشبكات الاجتماعية”.

أما القرار الثاني، بحسب الموقع الأمريكي، هو تجاهل القيادة الدينية في إيران التحذيرات الصحية وإبقاء الأماكن الدينية مفتوحة؛ مضيفاً أنه:” في مدينة قم ورغم اكتشاف حالات الإصابة بكورونا ظل ضريح فاطمة مفتوحًا”.

وذكر التقرير أن محمد سعيدي، ممثل المرشد الإيراني في قم لم يجهد نفسه في البحث عن حلول واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة إغلاق المدينة والتأكيد على أنهم لن يسمحوا للعدو بتصوير مدينة قم على أنها غير آمن”.

وتابع:” سعيدي تمادى في تقاعسه وذهب إلى قول إن المرضى يجب عليهم الذهاب للضريح وهو مكان الشفاء”. 

دفن الضحايا سرا

ورغم أن دول العالم تعلن عن عدد إصابات وضحايا فيروس كورونا المستجد إلا أن إيران تغرد خارج السرب العالمي في هذا الشأن وتقوم بدفن الضحايا سرا وعقب الحصول على إذن من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.

هذا الأمر أثار حالة من الجدل بين الإيرانيين منذ أبريل/ نيسان الماضي، حيث وجهت السلطات الصحية في إيران لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد بتنسيق عمليات الدفن مع مليشيا الحرس الثوري.

وبالتزامن مع ذلك كشف موقع “راديو فاردا”، المعني بالشأن الإيراني، عن أن خطابا لمسؤول صحة تم تسريبه عبر شبكات التواصل الاجتماعي في 8 أبريل/نيسان أظهر أنه من أجل استخراج شهادات وفيات لـ”ضحايا كورونا” أو الأشخاص المشتبه في وفاتهم جراء الفيروس يتوجب على العائلات التواصل مع الحرس الثوري الإيراني.

ومع تفشي الوباء في إيران لاحقت نظام طهران اتهامات بإخفاء الأعداد الحقيقية للمصابين والضحايا.

في 10 أبريل/ نيسان، قال مستشار وزير الصحة علي رضا وهاب زاده، لوكالة فارس، إن عمليات الدفن يجب أن يشرف عليها قوات “الباسيج” (قوات شبه عسكرية مكرسة للتعبئة العامة)، وإن هذا السبب في وجوب إبلاغ الحرس الثوري وإصدار شهادات الوفاة.

وكانت مقاطع فيديو نشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي في إيران أظهرت أعدادا من قوات “الباسيج” تترك جثامين ضحايا فيروس كورونا، في مقابر على عمق نحو أربعة أمتار.

وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية نقلت عن الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، الذي يدرس الشؤون الإيرانية، أمير أفخامي، قوله إنه بالنظر لحقيقة أن طهران طلبت قرضًا بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، فهذا يوضح مدى خطورة الوضع، وإدراكهم أنه خرج عن السيطرة.

وأوضح أن دولة مثل إيران تتحكم في كل وسائل الإعلام ويواجه الصحفيون قيودًا لا يزال فيها كثير من الأمور غير معروفة بشأن هذا التفشي، أبرزها شخصية “المريض رقم صفر” – وهو أول شخص مصاب بفيروس كورونا في البلاد – والمكان.

ومع بداية الموجة الثالثة لفيروس كورونا أعلنت رئيسة اللجنة الصحية بمجلس مدينة طهران ناهيد خداكرمي، اليوم السبت، تسجيل 12 ألف شخص توفوا في العاصمة الإيرانية بعد إصابتهم بفيروس كورونا “كوفيد-19” حتى الآن.

وقالت خداكرمي لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية، “مع الأسف، منذ بداية الموجة الثالثة من فيروس كورونا في طهران، تستمر حصيلة الوفيات في الارتفاع”.

وتابعت: “منذ بداية الموجة الثالثة من كورونا، وصل عدد الوفيات يوميًا إلى 90 شخصا، لكننا لم نصل بعد إلى ذروة الموجة الثالثة وهناك احتمال لزيادة الوفيات أكثر من الموجتين الأولى والثانية”.

وأضافت رئيسة اللجنة الصحية بمجلس طهران أن “جميع المستشفيات الخاصة والعامة امتلأت الآن بسبب زيادة عدد حالات الاصابة”، مشيرة إلى أن علاج كورونا معقد، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الصحية والتباعد الاجتماعي.

الأولى نيوز _متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى