قصص من الواقع

باجر عكبه تفرج

ابوية بتعداد اخوته الوسط … بس حتى الاصغر منه ميخافون منه ولا يسمعون كلامه … لان ابوية فقير … جان ميدور مشاكل و بس يريد يشتغل حتى يعيشنا … يعني البيت ورى متزوجو عمامي تلاثتهم … صار بي مشاكل هواي بسبب الاطفال و عركات النسوان … ابوية اول واحد عزل من بيت جدي … انتقلنا عشنا ببيت مساحته كلش صغيرة .. غرفة و صالة و ملحقاته و طبعا ايجار … جانت نومتنا احنا الجهال بالصالة .. و امي و ابوية بالغرفة …
اني جنت الجبير بين اخوتي …
اني و اخوتي دراستنه و لعبنه و ضحكنا و بجينا و اكلنا و شربنا و نومنا بهل الصالة … ابوية جان يخاف علينا و خصوصا المنطقة الي انتقلنا بيها جانت حيويه و بيها سيارات تروح و تجي و المكان الي كاعدين بي على شارع عام … و علمود هالشي جان يخاف علينا كلش و ميقبل نطلع لا تجي سيارة تدعمنا …و جانت اقوى طلعة عدنا لو للمدرسة لو وي امي ….
امي جانت طلعاتها كلش قليلة … و كل طلعاتها للسوك الي بنفس المنطقة … جانت تاخذنا للسوك بالتسلسل .. يعني مرة اني مرة اخوية الاصغر مني و مرة الاصغر وهيج … جانت عدها علاكة من هاي البلاستك ام الفتحات … من جانت تاخذني وياها جنت كل شوية اكلها يمه يمه الخضره راح توكع … هي تباوع عالعلاكه تكلي متوكع … اني مجنت اتشاقى من احجي هالشي … لان الخضره مثل الكرفس او الكراد او الريحان يطلعون من الفتحات مال العلاكة .. واني من كل عقلي جنت اتخيل المخضر راح يوكع .. و مشت الايام و كبرنا شوية و تحولنا من هالمنطقة لمنطقة ثانية و بالمنطقة الثانية ابوية طلق سراحنا و كال هنا تكدرون تلعبون براحتكم برى … لان ماكو شارع عام و سيارات رايحة و جايه … بس البيت الي انتقلنا بي ما اختلف مساحته من البيت الاول … يعني هم صالة جبيرة و غرفة نوم و طابق ثاني … نصعدله بدرج … و الباب معزول … بالبيت الجديد ارتاحينا هواي … لان براحتنا نلعب برى وي الجهال … بس العيشه بقت هي العيشه …. يعني الوضع المادي جان تعبان و هالشي جنت اعرفه من اسمع حجي ابوية وي امي … لان البيت صغير و احنا نسمع كل شي .. و فوكاها الي زاد صعوبة العيشة الحصار الي صار بالعراق … وضعيتنا المادية تعبت كلش و ابوية كام يتداين من الناس الي يشتغل يمهم …
و امي جانت تحاول تقتصد بكل شي … لدرجة فد يوم من الايام … رحت لبيت جوارينه چانو نازلين جديد و ابوهم يشتغل بلاقمشه و وضعهم المادي زين ..
ابنهم صار صديقي و صاحني بوقت الغدة ..
امه گلت النا كبة حلب ..
من اكلت الكبة حسيت طعمها غريب بس طيب …
و بيومها من رجعت و سالت امي … عرفت امي چانت تگليلنه كبة بدون حشو لان حصار و وضعنه المادي تعبان ..
و اني و اخوتي الي عمرنا ميعبر العشر سنين كلنا متعلمين على طعمها هيچ .. جنت مقتنع بهذا طعمها .. و اخوتي مقتنعين و تعلمنا و تعودنا عليها هيج … و الدليل من اكلتها ببيت الناس حسيت طعمها غريب مو مثل كبة ماما … جانت تقتصد بكل شي حتى التايت مال غسل الهدوم … جنت مرات اشوفها كاعدة بالصالة و بيدها مبراشة .. المبراشة مال خيار او جزر … جانت تبرش الصابون و تخلي بجياسة و تستخدمة لغسل الهدوم … حتى هدومي اني و اخوتي جانت ريحتها كلش قوية لدرجة الصف كله يشتمها و يحبوها .. يعني ريحة طيبة .. و كباب البتيته و حلاوة الشكر و غيره و غيره … جانت كل هالامور تساعد شوية بمصرف البيت … بس مو لدرجة جبيرة لان العيشه غالية و احنا جهال نحتاج مصرف … ابوية جان يشتغل بذاك الوقت بشارع السعدون بمحلات مال صبغ … و بنفس الوقت جان مرات يطلع يصبغ بيوت .. يعني يوميته مو كلش قوية … مرات جنت اسمعه يشكي لأمي لان ماعنده احد يشكيلها و يحجيلها همومه غير امي … يكلها مو على اساس الي يجي للدنيا يجي رزقه وياه .. امي تكله اسكت لاتحجي هيج حبيبي و باجر عكبة تفرج … و اجه باجر .. و اجتي عكبه .. بس الفرج ما اجه … و كبرنا و لزمنا نفس الشغل وي ابونه … هم صبغ بيوت على بناء على عمال بمعامل الالمنيوم الي بالسعدون … كل واحد بينا يشتغل شغلة و بعدنا بيتنا ايجار .. و بعدهم عمامي على حطتهم و عركاتهم و صخام وجوهم ببيت جدي .. و راح الحصار و راح ذاك الحكم و اجه وراه كم حكم و الوضع هو الوضع .. نشتغل على كد العيشه … صح الوضع تغير و ما كمنا ناكل كبه بدون حشو … و الصابون الي جان ينبرش كام ينعاف بمكانه الاصلي و نستخدمه استخدام واحد لغسل الايد و الوجه … بس ما اجه الفرج .. و بقى عدنا حلم واحد … نتخرج و نتوظف … كلنا اني و اخوتي ما عفنا الدراسة ابد … جنا دائما نرتب شغلنه وي الدراسة …
و اني اول واحد تخرجت بيهم لان الجبير … و كمت اروح منا و اجي منا اريد اتوظف … الي يطلب مني كومة فلوس .. و الي يربطني عالشحن … و الي يدزني على غيره و غيره هم يحولني على غيره … و الي ياخذ الفايل و بعد ما اشوفه … و كلها احلام … و اماني .. و اهداف … و كل هالامور سنة ورى سنة كامت تختفي و تتلاشى شوية شوية … خصوصا من اسمع قصص غيري الي اصلا متخرجين قبلي بكومة سنين و هم بعدهم على حطتهم …. و عفت الشهادة و كلت خلص خلي ابقى اشتغل و انسى موضوعها لان منين ما اجيبها مترهم … و اكو ناس طلبت عليا مبالغ خيالية حتى يوظفوني … و تركت فكرة التوظيف … و اشتغلت كومة شغلات لحد ما استقريت بمول من مولات بغداد اشتغل بمحل البسه … بالمول تعرفت على هواي شباب و بنات … وحبيت شغلي و بديت أطور نفسي ..
و بيوم من الايام جابو عاملة وياي .. البنية من عمري و ابد متوقعت هي هم خريجه المسكينة … صار بيني و بينها حجي .. و كمنا نسولف دائما من ماكو زبائن … و عرفت هي هم خريجة و صارلها سنين ممتوظفة .. و يوم ورى يوم الحجي الي بيناتنه كام يزيد .. لدرجة حجيتلها كل ذكرياتي و وضعنا المادي شلونه .. و هي هم حجتلي على وضعها و لكيت نفسي متشابه وياها بهواي امور عشناها سوى … و صدك طلع المثل الي يكول شبيه الشيء منجذب اليه … و فد يوم كاعدين نسولف و جبناها على التحمل و الطاقة لان هي جانت تتوقع هم مراح تتخرج تتوظف و وضعها يختلف … و كامت تحس طاقتها بدت تخلص خصوصا من ابو الشغل يسمعها كلمة .. لو ترجع للبيت و كل المواضيع بالبيت عالديون و على المصرف … كلتلها تدرين اني و انتي شايلين علاكة بس متنشاف بالعين … كالت شنو يعني و ضحكت … و وصفتلها العلاكة مال امي من جانت تاخذني للسوك .. العلاكة البيها زروف … كلتلها اني و انتي وهواي غيرنا (نفس وضعنا) شايلين هيج علاكة …

العلاكة تكون متروسة اهداف و احلام و امنيات .. بيت .. زواج .. راتب .. مصدر رزق … وسيلة نقل … اطفال … اثاث .. استقلالية … سفرات … ملابس … و و و و و و كومة امور ثانية على حسب الشخص و احلامه … بمرور الوكت و بالمشي مال السنين … تكوم الشغلات تطلع من العلاكة مثل الكرفس و الريحان .. بس الشي الي يختلف .. الخضروات الي جانت بعلاكة امي متوكع .. بس الاحلام و الاهداف و الامنيات الي عدنا تطلع من الزروف و تتطشر .. مثلا اني اول شي وكع من علاكتي حبي الاول … حبيت وحده و حبتني .. بوقت علاقتنا العلاكة مالتي زاد محتواها .. صار بيها حتى اسماء الجهال الي راح يصيرون عندي منها .. و حتى السفرات الي راح نروحها .. هي جانت تحب تروح لبيروت .. و هم خليت هالحلم و هالامنية بالعلاكة مالتي و مالتها … بس وضعي المادي ما خلاني ارتبط بيها وهي جتها قسمة احسن مني و هالحجي سمعته حرفيا من لسان امها .. كالتلي ابني اذا تحبها صدك عوفها لان انته ببقائك وياها راح تأخرها عن الزواج اولا و ثانيا تأذيها نفسيا .. لان الي راح يصير بس سنيين تمشي داير مدايركم انت وياها و مراح تدبروها و تتزوجون … و صدك هالحجي … احنا بيتنا ايجار و صغير .. و ما عدنا مصدر رزق ثابت و معتمدين بحياتنا على الشغلات الي نشتغلها بين فترة و فترة و نتنقل مثل جنود الشطرنج من مكان لمكان على حسب خبزتنا … و عفتها لحبيبتي و تزوجت و هاي جانت اول امنية او اول هدف وكع من زروف العلاكة .. و بعدين التعيين و الراتب .. هم بمرور الوكت و بنص الوعود الكاذبة و الفايلات التاليتها للزبل (مكرم القارئ) هم وكعت امنية التعيين من الزروف .. و تقريبا كمت احس العلاكة فرغت … و مرات احس تجيني امور و اريد اخليها بالعلاكة بس اخاف … و راح اعترفلج بشغلة بس لا تفهميني غلط … انتي .. من عرفتج و يوميا احجي وياج بديت احس انتي راح تدخلين بهل العلاكة ام الزروف .. و خايف تدخلين و هم تطلعين من الزروف بعد فترة .. جان عينها تدمع من داحجي و كالت تدري اني جنت احس راح يصير بيني و بينك شي … بس ما جنت متوقعه هيج شي بهيج كلمات تشك الكلب شك .. جنت اتوقع راح تغازل مثلا او تسمعني كلام او تدزلي اغنية .. بس هيج حجي صادق لدرجة انته دتحجي واني لزمتني العبره و عيني دمعت و صدك كامت تبجي البنية انوب احنا بالمحل و كامرات اكو فد خجلت و سكتتها بالكوه … و كالت اتمنى ادخل بهل العلاكة و بيدي و بكل ما املك اخلي ايدي عالزروف و اسدها ..
بس بوضعي و وضعك هم راح اطلع و غصبا ما عليا و غصب ما عليك .. كلتلها صح … و قبل شهر و ٩ ايام بالضبط .. جان عرسها .. و بطلت من الشغل .. زوجها وضعه زين … شافها بالمول صدفه و عجبته و تقدملها (لان كامله وضعيته) عنده وظيفة و شغل .. علاكته قوية و ما بيها زروف و بالخير عليه .. بعكس علاكتي فارغة …
و هسه اني على حطتي .. شايل علاكتي الفارغة و كاعد بالمول … انتظر جملة اسمعها صار سنين …
الجملة تكول :
(باجر عكبه تفرج)

المصدر : صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى