قصص من الواقع

وحيد

يكول : جان عدنا محل انشائية (سكله) بنفس منطقتنه … المحل مال ابوية يبعد عن بيتنا ١٠ دقايق مشي … أمي جانت تسوي غده لأبوية و تدزه بيدي يوميا … و تنطيني وي السفرطاس مال الغده بطل مي بارد مجمد … الصيف بالعراق نار … جنت مرات اروح بالحذاء الرياضي (مكرم القارئ) .. و مرات اروح بالنعال (مكرم القارئ) … من جنت اروح بالنعال رجلي جانت تعرك من الحر و النعال يزلك من رجلي … مره بالغلط رجلي زلكت و صارت عالشارع يعني عالكير .. انجويت جوية كلش قوية و حتى فركست رجلي … من يومها كمت اروح بالحذاء الرياضي .. فد يوم شايل السفرطاس و شفت واحد يصيحوله وحيد المخبل و طبعا اني سامع عليه بس مشايفه … وحيد لابس دشداشة و حافي .. دشداشته لونها مينعرف و تقريبا اذا اريد اوصف لون الدشداشة بالضبط .. نفس لون السيارات القديمات كلش من واحد يتمدد جواهم .. نفس لونهم .. و طبعا هي لونها غير شي بس خطية ينام بالشارع و تحديدا بالهياكل .. يشوف وين اكو هيكل فارغ يروح ينام بي .. شعره طويل و حتى بي نشارة وتراب خطية .. و وجهه هم مبين صارله فترة ممغسول .. اضافيره طوال … شفته واكف بحديقه خارجية صغيرة مال بيت من البيوت الي عالشارع … واكف و صافن .. طلعو اهل البيت طردوه و هو ركض عالشارع .. طبعا من شفته هيج افتهمت هو ليش واكف هناك .. لان ميكدر يمشي عالشارع بسبب الحراره و طبعا بيومها جانت الدنيا نار … خطية جان يريد مكان بارد لرجليناته .. و ركض شاف تراب بالكاع يم بيت بي بناء .. وكف عليه .. طبعا اني من شفت الموقف بجيت .. بجيت بحركة … كلت هالمسكين لو يحجي ولو يفتهم جان كال للناس رجليا دتوجعني من الحر … طبعا اني بدون اي مقدمات رحت عليه و فتحت بطل المي و بللت رجله وهو ابتسم بوجهي و انطيته البطل .. خطية كام يمشي البطل مال مي بارد على وجهه و على جسمه و يشمر مي على راسه .. بجيت .. و طبعا هو رجله جبيره لو بيدي انطي الحذاء مالتي .. عفته و ركضت على ابوية و جان المحل مال ابوية كلش قريب من المكان الواكف بي وحيد … حجيت لأبوية جان ينطيني ابوية شحاطة و كالي وديله الاكل هذا اني حتغده فلافل .. رجعت ركض جان اصيحه و كعدنا اني وياه بالكاع يم بيت من البيوت بس فارغ جان البيت .. طلعت الاكل وكلته و لبسته الشحاطة … بيومها ابوية سأل العمال الي يشتغلونه وياه .. كالهم هذا وحيد ابن منو .. كالوله منعرف فتحنا عيونه بالمنطقة لكيناه هنا ..
بس الي نعرفه هو ينام بالهياكل .. ابوية بيومها كال لأمي بعد دائما سوي اكل زايد و جمدي بطالة مي حتى اذا اشوفه او حسن يشوفه ننطي هالقاسمة الله … و صدك والله كمت كل ما اشوفه انطي اكل و بطالة مي بس المشكلة هو ماعرف ليش ميبقى لابس الشحاطة و يمشي حافي .. طبعا رجله مجرحه .. لان من يركضون وراه الجهال يفوت بمكانات بيها كزاز و قواطي مال معجون فارغة لو قواطي مال سمج و خطية المسكين يتجرح .. رحنا اني وابوية اكثر من مرة بدلناله ملابسه و ابوية انطاه دشاديش من عنده … هو ميحجي .. بس يضحك لو يبتسم .. و بقينا نساعدة و حتى بالمنطقة اكو ناس كامت تساعدة … شوية تغير شكله و طبعا ابوية و صديقه اكثر من مره سبحوه .. و فد يوم اني و جماعتي واكفين بالركن و شفنه سيارة شرطة و سيارة اسعاف جوي يم الهياكل .. رحنا هناك و شفناهم مطلعين جثه مغطيها .. سألنه الملتمين شكو منو .. كالو ديلعبون طوبة بالساحه هنا بنص الهياكل .. و الطوبة بالغلط واكع ببيت من البيوت .. رايحين يجيبوها و شايفي ميت بالهيكل … طبعا بيومها بجيت بجي .. و لمت نفسي هواي و حتى ابوية لمته كلتله المفروض يوميا نروح نشوف وضعه … كالي يا ابني هو يوميا بمكان و حتى لو مدورين عليه مستحيل نعرف هو نايم بالهيكل هذا الي يم الساحة .. لان دائما جان ينام بذيج الصفحة الي يم المستوصف … و عاش و مات وحيد و هو وحيد و اصلا يمكن مو اسمه وحيد …
و لليوم ما نعرف هو ابن منو و منو هو و شلون صار هيج … بس دائما اتذكره و ابجي .. و اكثر اوقات اتذكره بيها من اشوف واحد مثل حالته بالشارع و حتى لو اكون بسيارتي كبل انزل حتى اساعده بأي شي … لان يذكرني بوحيد … الف رحمه على روحه …

المصدر / صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى