مقالات

صواريخ حماس وتداعيات الشرق الأوسط الكبير!!

مازن صاحب

ما زالت حرب المدن تتقاذف الصواريخ داخل إسرائيل بقرار اتخذته منظمة حماس الفلسطينية ردا على عنجهية الاستيطان الصهيوني في القدس الشريف بعد ان فهم طغاة العصر الصهيوني ان خنوع العرب بعنوان المخاوف من انفلات إمبراطورية القنبلة النووية الإيرانية بات قاب قوسين او ادنى .يقول الجنرال البروسي كارل فون كلاتوفيتز ان الحرب وسيلة لحل معضلات لم تنجح الوسائل السلمية بالتوصل الى حلول مرضية لها ..وخلال الحرب وبعدها تعود مفاوضات تلك الحلول المستعصية الى طاولة النقاش على وفق نتائج الميدان .وهكذا هناك مفاوضات في الميدان واخرى عبر الوساطات والكلام يدور عن وساطة مصرية واخرى قطرية من دون ان تكون هناك وقائع فعلية لايقاف حماس اطلاق الصواريخ.. بل هناك تهديدات بصواريخ أقوى واشد فتكا على وفق ما يطرح من اعلام حماس او من يقف في خندقها مقابل مشاورات متعددة الأطراف يمكن ان تنتهي الى اعادة فتح ملف الدولتين على وفق قرارات كامب ديفيد اولا ثم أوسلو ثانيا اكثر ما يمكن ان يحصل عليه الفلسطينين واقعيا لكن السؤال الاهم والابرز … كيف ستكون نتائج حرب الصواريخ التي تتهم بها إيران على طاولة المفاوضات المقبلة للملف النووي واستعادة الموقف الامريكي وشركاه الأوروبيين لاسيما وان الاعلام الإسرائيلي الامريكي وربما بعض القنوات الفضائية الاوروبية التزمت خلال اليومين الماضيين بابراز تهديد حرب الصواريخ( الإيرانية ) على الامن والسلم الدوليين … تلك التهمة التي وجهت الى العراق وتم احتلاله للبحث عن أسلحة الدمار الشامل !!! في المقابل ما زال الخطاب الاعلامي والسياسي حتى ضمن محور المقاومة عاطفيا يصفق لنتائج نصر منظور في اطلاق الصواريخ من قبل حماس للرد على عنجهية صهونية متعنتة ..وهذا صحيح على مستوى خطاب الشارع الشعبي ومرفوض على مستوى من يصفون أنفسهم بكبار المحللين الاستراتيجيين!! لماذا؟ لان ادارة الجبهة السياسية وضمنها الإعلامية يحتاج الى ذات معايير استثمار قوة الفعل لمواجهة ردود افعال ..لان اصل الموضوع دفاع شعب عن نفسه امام قوة احتلال ..يضاف لها دفاع شعب اعزل عن مقدساته في القدس الشريف… وما حصل في غزة رد فعل إنساني على اعوام من العنجهية الإسرائيلية وعدم التوصل الى حل الدولتين حتى ساعة اندلاع حرب الصواريخ . واستحضار ملفات توثيقية عن كل ذلك يؤكد للراى العام الدولي والاقليمي وحتى الإسرائيلي ..ان ديمومة هذه العنجهية في رفض الالتزام بقرار ٣٣٨ و٢٤٢ وما بعدها عن القدس تحديدا .. يعني مواجهة حرب الصواريخ التي لا تنطلق من الأراضي الإيرانية بل من داخل غزة .. وهذا مربط الفرس في الفرز بين مفهوم التهديد الاستراتيجي وتطبيق الحرب بالوكالة ..لمن له حق المطالبة بحقوق ترى إيران الثورة انها تتطابق مع مصالحها في إيران الدولة وصولا الى التفجير النووي المترقب لكي يقف العالم والشرق الاوسط على اصبع واحد !! اذا كان هذا ما يسوق على طاولة المفاوضات المقبلة للملف النووي الإيراني .. ما البدائل المطروحة من جميع الأطراف ؟؟ الرد في ما اقتبسته من كلام الجنرال كلاتوفيتز في كتابه ( الوجيز في الحرب ) .. لكني أخشى أن يكرر المشهد العراقي من جديد بعقوبات هذه المرة ليست امريكية .بل دولية او بقرارات من مجلس الأمن الدولي .. من يدري ..فحسابات روسيا والصين في تسعينيات القرن الماضي غير ما هي عليه اليوم … لكن يبقى السؤال دائما رد فعل إسرائيل والقوى المتحالفة معها في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي .. يواجه افعال ميدانية مثل حرب الصواريخ بحسابات استراتيجية وليس ميدانية فقط ..والايام تنتظر تداعيات الشرق الأوسط الكبير!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى