مقالات

أدعوا لبوش الابن بطول العمر

فاتح عبدالسلام

كنتُ‭ ‬قريباً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أُصطدَم‭ ‬بالخبر‭ ‬الحزين،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لو‭ ‬نجحت‭ ‬خطة‭ ‬العراقي‭ ‬المدعو‭ ‬شهاب‭ ‬أحمد‭ ‬شهاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقت‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬السلطات‭ ‬الامريكية‭ ‬وهو‭ ‬بصدد‭ ‬الاعداد‭ ‬لاغتيال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬صاحب‭ ‬حرب‭ ‬تدمير‭ ‬العراق‭ ‬استناداً‭ ‬الى‭ ‬أكاذيب‭ ‬ساقها‭ ‬مع‭ ‬كولن‭ ‬باول‭ ‬وبتغطية‭ ‬من‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬وبعض‭ ‬اقطاب‭ ‬الحكم‭ ‬الرسمي‭ ‬والثانوي‭ ‬بالعراق‭ ‬اليوم،‭ ‬بشأن‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬المزعومة.‭

غبي‭ ‬وجاهل‭ ‬وإرهابي‭ ‬مَن‭ ‬يفكرُ‭ ‬باغتيال‭ ‬بوش‭ ‬الابن،‭ ‬وصمة‭ ‬العار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُمحى‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولا‭ ‬تجاريها‭ ‬جريمة‭ ‬القاء‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬على‭ ‬ناكازاكي‭ ‬وهيروشيما‭ ‬في‭ ‬اليابان‭. ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬فعل‭ ‬بوش‭ ‬من‭ ‬الفظائع‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬الهجوم‭ ‬النووي،‭ ‬معلوم‭ ‬التأثير‭ ‬بمديات‭ ‬يقيسها‭ ‬العلم،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬تدمير‭ ‬جيلين‭ ‬في‭ ‬الأقل،‭ ‬ونسف‭ ‬مرتكزات‭ ‬أقدم‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وتركه‭ ‬للمجهول‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لمدياتها،‭ ‬مهما‭ ‬كنّا‭ ‬متفائلين‭.‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يطيل‭ ‬عمر‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬ليشهد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬بل‭ ‬ساعة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى،‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬زرع‭ ‬بذوره‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬العسير‭ ‬وربّما‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬الإدارات‭ ‬الامريكية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬ان‭ ‬تصحح‭ ‬ما‭ ‬خطّه‭ ‬رئيس‭ ‬كان‭ ‬أداة‭ ‬واضحة‭ ‬بيد‭ ‬خلاصة‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬دماغه‭ ‬ذرة‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬تدبر‭ ‬أمر‭ ‬العالم‭ ‬وسلامه،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أرسل‭ ‬لتوه‭ ‬جيشه‭ ‬الى‭ ‬حرب‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬هزة‭ ‬كونية‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬اعتداءات‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭.‬ليكن‭ ‬أمام‭ ‬ذاكرة‭ ‬الامريكيين‭ ‬دائماً،‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬ساق‭ ‬ابناءهم‭ ‬الى‭ ‬مذبحة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ثم‭ ‬جرى‭ ‬تسليم‭ ‬البلد‭ ‬لقوى‭ ‬أخرى‭ ‬أفادت‭ ‬من‭ ‬غباء‭ ‬بوش‭ ‬وزادت‭ ‬في‭ ‬توريطه‭ ‬حتى‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬البلد‭.‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تُطوى‭ ‬صفحة‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬بهذه‭ ‬السهولة،‭ ‬فالرصاصة‭ ‬التي‭ ‬أراد‭ ‬ذلك‭ ‬العراقي‭ ‬أن‭ ‬يرديه‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬رحمة‭ ‬لا‭ ‬يستحقها‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انها‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الإنساني‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي،‭ ‬لأنّ‭ ‬أبناء‭ ‬العراق‭ ‬ليسوا‭ ‬إرهابيين‭ ‬ومَن‭ ‬يشذ‭ ‬بينهم‭ ‬فوزرُه‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬اليوم‭ ‬وغداً‭.‬ليكن‭ ‬عمر‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬طويلاً،‭ ‬وكذلك‭ ‬عمر‭ ‬أداته‭ ‬السيئة‭ ‬بول‭ ‬بريمر،‭ ‬ليتعذبا‭ ‬بالفشل‭ ‬الأمريكي‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬نتاجهما‭ ‬حصرا،‭ ‬ولا‭ ‬تتحمل‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬لاحقة‭ ‬أية‭ ‬مسؤولية‭ ‬لما‭ ‬اقترفته‭ ‬يداهما‭ ‬الآثمتان‭.‬ليكن‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬نكسة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬نتائجه‭ ‬تشبه‭ ‬العاصفة‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬يتسلل‭ ‬تحت‭ ‬جحيمها،‭ ‬حين‭ ‬تهب‭ ‬على‭ ‬بغداد،‭ ‬الارهابيون‭ ‬واللصوص‭ ‬والقتلة‭ ‬والمجرمون‭ ‬وقطّاع‭ ‬الطرق‭ ‬والعملاء،‭ ‬وحين‭ ‬تنحسر‭ ‬وتزول،‭ ‬يكون‭ ‬أولئك‭ ‬المارقون‭ ‬جميعاً‭ ‬قد‭ ‬استقروا‭ ‬في‭ ‬أماكنهم‭ ‬و‭ ‬راقت‭ ‬لهم‭ ‬الأجواء‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى