مقالات

ادارة الحلول.. منهج هيهات منا الذلة..

مازن صاحب

يستقبل العراقيون والعرب والمسلمون شهر محرم الحرام ..واستذكار العبرة من واقعة الطف .. شخصيا اقارن ما بين دعاء الامام الحسين عليه السلام في يوم عرفة في عبارات خضوعه لارادة الله عز وجل ..تلك العبارات التي تشدد على عمق الايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى .. وبين الحكم الإلهي المتكرر في القرآن الكريم عن ضلالة الانسان الذي جعله الله جل جلاله خليفته في الارض فيطلب العقاب لمن اضلوه الضعف .. فياتي الجواب القدسي بما مضمونه.. لكل منكم الضعف لو كنتم تعلمون.. هذه المقارنة بين موقف هيهات منا الذلة ..ومواقف الرضوخ لاهواء ابليس الدنيوية.. تظهر في صخب وضجيج التبجح بمظاهر ايام عاشوراء..من دون تطبيقات واقعية متجددة لادارة الحلول المجتمعية والاقتصادية لانتاج واقع جديد عراقيا .. يستمكن كل مواضع القوة ويستمدها من ثورة ابي عبد الله الحسين عليه السلام افعالا لا مظاهر واقوالا فقط .كيف يكون ذلك ؟؟ يمكن الاجابة على هذا السؤال في بعض تشخيصاته من خلال الاتي : اولا : ما دام الشعار الكلي لأيام عاشوراء(( كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء )) فإن تطبيقات التكافل المجتمعي في أرض العراق تتطلب تحويل الشعار من مظاهر العزاء الحسيني الى مأسسة هذا التكافل ..فمن يبذل الأموال على مواكب عاشوراء في أكبر مائدة إطعام عرفتها البشرية اليوم ..يمكن لهم تحويل هذه المواكب الى فرضيات حقيقية للاقتصاد الحسيني الذي يفتح المصانع والمعامل والمزراع كما تفعل العتبتين الحسينية والعباسية وربما غيرهما من العتبات المقدسة.. عندها لا اعتقد سنسمع بتظاهرات العاطلين عن العمل في عموم المحافظات العراقية. ثانيا : ادعو كافة المواكب الحسينية لإحياء مضمون الاستقلالية في قرار هيهات منا الذلة ..وأهمية تحويله الى نماذج تطبيقية لادارة موارد العراق لصالح هذا الشعب المظلوم بتفسيرات غير مستقلة تتبع النفوذ الإقليمي والدولي لاسيما الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين فيما يتبجحون في مواكب تمولها احزابهم بهذا الشعار.ثالثا : اي مشاركة في بذل الطعام باسم ايام عاشوراء من المال السياسي العام في مواكب تمولها احزاب الاسلام السياسي..تتطلب ان بتوقف عندها المؤمنون بقضية الامام الحسين الذي قال انه لم يخرج بطرا وإنما للإصلاح في أمة جده .. فما قيمة هذا الاطعام في مواكب عزاء عاشوراء وامواله (( معروفة المصدر )) اليس الأجدر بمن يحيي واقعة الطف استدراك هذا التوظيف السياسي للمال العام وسؤال منظمي مواكب الاحزاب .. من اين لكم هذا ؟؟ رابعا : عرف العراقيون هذه المواكب في تراثهم الشعبي .. وطقوسها محفورة في ذاكرتهم.. لكن.. ثمة مظاهر جديدة غير معروفة ربما عنوانها العشق الحسيني لكن واقعها إساءة حقيقية لهذا الاستذكار السنوي مثل بعض المظاهر التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي عن عواء وطين والسير عل الجمر .. أجدها مظاهر دخيلة على ايام عاشوراء يفترض بالجهات القائمة على ادارة ونظم هذه الأيام الانتباه لها والحد من آثارها السلبية. هذا غيض من فيض ما يمكن الحديث به ونحن نستقبل هذه الأيام ..ونبتهل لله عزوجل أن نبقى على درب الحسين قابضين على جمرة الحق ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى