مقالات

الأحمق وحده يصدق أحمق أخر واثقا به !

بقلم مهدي قاسم

ما أن أعلن مقتدى الصدر مقاطعته للانتخابات ، حتى كتبتُ أنا ما معناه أنه لا تأخذوا إعلانه هذا بجدية ، فهو كطفل مدلل و نزق يقول شيئا اليوم ليناقضه في اليوم الثاني أو الشهر الآخر ، و فعلا فها هو يعلن تراجعه عن وعده بمقاطعة الانتخابات ، ويقرر المشاركة بها ، بذريعة حصوله على خريطة الإصلاح !! ، ممن ؟ ، من قبل قادة وزعماء وساسة متنفذين لا يقّلون فشلا وفسادا عنه ..هؤلاء الذين عجزوا عن القيام بإصلاح مع وجود فرص متاحة ، طيلة 18 عاما ، الآن يزعمون القيام ى بعملية إصلاح !، بعد كل هذا الخراب والدمار؟ ..بالطبع أنا لم أقل شيئا جديدا بهذا الخصوص ، فلستُ أنا الوحيد الذي عبر عن قناعته على صعيد تراجع مقتدى الصدر عن موقفه الرافض للانتخابات ،أنما هذه قناعة كثير جدا من العراقيين الذين تعوّدوا منذ سنوات طويلة على المواقف المتذبذبة و المتراجعة والمتغيرة دوما وأبدا ، أو بالأحرى هو الذي عوّدهم على هذه القناعة وبالتالي لم يأخذوا مواقفه وتصريحاته النارية بجدية لعلمهم الجيد بأن ما يتبناه أو يعلنه اليوم فإنه حتما سيتخذ موقفا معاكسا تماما في اليوم الآخر ..إلا أن غالبية قاعدته الصدرية الساذجة والمتعصبة عقائديا هي وحدها التي تأخذه بجدية وتصدقه وتسير خلفه بسبب هذا التعصب الفئوي والانصياع العبودي الروحي و القطيعي ،بالرغم من مهزلة هذه التناقضات و التأرجحات والتذبذبات بالمواقف السياسية، وهويعلم بذلك ، ولهذا فهو في الحقيقة يخاطب هذه القاعدة وحدها فقط ، لكونها وحدها تجعل منه قائدا مقدسا و تعده زعيما وطنيا وسياسيا نزيها و صادقا .بينما غالبية الشارع من ذوي عقول راقية يعلمون جيدا أن مقتدى وتياره الصدري كان ركنا ثابتا ، راسخا على الدوام بغية ديمومة واستمرارية نظام وسلطة الفساد والمحاصصة اللصوصية في المنطقة الخضراء منذ البداية وحتى الآن..إذ نحن نعلم أنه بلا مال لايمكن القيام بعملية إصلاح وأن زعماء وقادة الأحزاب المحاصصتية وعلى رأسهم مقتدى الصدر ، قد نهبوا مئات مليارات دولارات من المال العام فليرّجعوا هذه المبالغ الطائلة ، ك عربون ثقة ،ليثبوا بأنهم قد تغيروا حقا ويريدون الإصلاح ليس بالقول فقط وإنما بالأفعال أيضا ، وليس مجرد الضحك على عقول الساذجين والمخدوعين مثلما فعلوا حتى الآن ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى