مقالات

الأوبئة واحياء هذه الكوكب

الكاتب أ.د عبودي جواد حسن
ترد في الاعلام بين الحين والأخر اخبار عن هلاك المئات بل الاف من الحيوانات من مختلف الاجناس وخاصة الأسماك التي تجلبها الأمواج الى الشواطئ دون ان يمعن المرء او لا يبالي أحيانا بجسامة وابعاد خطر هذه الظواهر واستخلاص الدروس منها. وهذا بالتأكيد يدفع البعض للاعتقاد حدوث انهيار مهلك في الخريطة الجنية لهذه المخلوقات نتيجة فعل خارجي لا يقاوم عادة. هذا الهلاك الجماعي يمثل دعوة للبشر للإيفاق (Wake-up call) دعوة لأخذ الحيطة والحذر مما قد تسببه الكوارث للإنسان الذي أكرمه الله بنعمة العقل والتفكير وابتلي باللامبالاة نتيجة رغد العيش وهناء الحياة. ولنا في ثقافتنا الكثير من الأمثلة حول اللامبالاة والعناد كما ورد ذكر الكثير من ذلك في القران الكريم والابرز منها ما حدث لابن النبي نوح (ع) .
كما ان مرجع هلاك هذه الاحياء يعود الى فقدانها للقدرة على التفكير التي يحظى بها الانسان. لو كان لهذه الاحياء القدرة على التفكير والتميز لتمكنت فعلا من الاستمرار في الحياة واستهدت بمخالص من هذه الكوارث. هذا بعض ما يمكن استنباطه من هلاك هذه الاحياء. وكذلك يمكن القول ان للإنسان درجات من الذكاء (Intelligence) والذكاء هو القدرة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة احداث قبل او بعد وقوعها (Being alert) وبهذا سيستطيع الانسان الحد من اثارها.
الانسان عموما مخلوق اجتماعي بطبعه يحب التقارب الاجتماعي ويمقت التباعد الاجتماعي ( social distancing ) ويزدريه والذي فرض عليه بسبب هذه الجائحة. ولكن للحياة و للاستمرار في البقاء ضرورات تستوجب التباعد الاجتماعي الذي في كثير من الأحيان يرفضه المرء من اجل ارتياح وقتي وعدم القدرة على او العجز عن كسر قيود التعود. فنرى المرء يتذمر وفي كثير من الأحيان يثور ويتحدى المخاطر. كما ان هناك من يغالي ويبالغ بخرافات قدرته وقدرة قادته من المعتوهين من ذوي العقول المضطربة الذين يدعون اتباعهم الى الجمع بين متناقضتين اثنتين كالتحدي (Defiance) واتخاذ الإجراءات الاحترازية (Protective Measures) وهناك من يدعو الى التسلح بخرافات مدعيا ان ممارستها وتقبلها كافية للانتصار على الكوارث الطبيعية والبشرية.
في بداية انتشار كارثة الكورنا هذه الكارثة الطبيعية كان يظن الناس انها مزحة او نزهة وقتية لا تستوجب التباعد الاجتماعي وأنها مجرد نوع من أنواع الزكام يمكن الشفاء منه بدون تطبب ويصيب اعداد محدودة تستوعبها المستشفيات في حالات الضرورة القصوى. ولكن تبين انه مرض خطير ومدة الإصابة ليست قصيرة وتستوجب وجود مستشفيات قادرة على استيعاب اعداد كبيرة جدا. وهذه المستشفيات غير متوفرة في الفترة الحالية مما أدى استفحال هذه الكارثة وان بلدان العالم كلها تقريبا تعرضت لهذه الكارثة مما قلل مساعدة الدول بعضها لبعض. والاسوأ من ذلك كله هناك حكام او رؤساء صدفة استخفوا بهذا المصاب وقد يكون أحدهم او بعضهم من صناع هذه الكارثة وان صح ذلك فهي كارثة من صنع الانسان وليست طبيعية وإذا ثبتت التهمة لابد من الإدانة بجريمة الإبادة الجماعية (Genocide).
هكذا كان يعيش العالم في بداية عهد الكورنا حيث اعتاد البشر على التحشد الفطري او التقليدي في كثير من الاحداث والمواقف منها مثلا المسابقات الرياضية كالمونديالات والحفلات الغنائية والموسيقية ومناسبات الافراح والاحزان والطقوس الدينية والمذهبية والاعياد الدينية والوطنية والكثير الكثير من مناسبات التحشد الفطري والطوعي. وسيصبح عام 2020 عاما مميزا بشكل مؤلم بسبب وجود قادة معتوهين وفشل الأنظمة الصحية للدول حتى في الدول المتقدمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى