مقالات

الاغتيالات..لو انعكست

د. فاتح عبدالسلام

مثلما انَّ القصف الذي يستهدف القواعد الجوية العراقية والمنطقة الخضراء بين يوم وآخر، غير مسيطر عليه، وتجري مكافحته بالبيانات الحارقة الخارقة، يمكن أيضاً النظر من خلال نفس ذلك الخلل في التعاطي مع القصف الى عمليات الاغتيال التي تستهدف الناشطين الداعين للإصلاح ومحاربة الفساد والخيار الوطني ،من دون أمل منظور في إمكانية ايقافها. أي انّ الحل هنا يشبه الحل هناك، والاثنان لا مكانَ لهما في الوضع العراقي في اللحظة الراهنة، ويوجد مكانهما هذا التداخل بين المحلي والاقليمي والدولي وسط شلل في الموقف وحوار طرشان واضح بالرغم من انّ بغداد ترعى حوارات أخرى لذوي السمع المرهف، وهي في النهاية مسألة شائكة لها أكثر من وجه، وأكبر من أن نحمّلها مسؤولية حكومة حالية أو سابقة، بالرغم من انّ الحكومات جميعاً غير معفوة من الادانة للتقصير عن حسن نية وضعف الحال والامكانات وقلة الخبرة أو بسبب نيّات مبيتة ولمصالح آخرين. لعل الوضع العراقي، لاسيما في الجنوب يستعد لمرحلة ما بعد الانتخابات المقبلة في تشرين الاول، وليس ما قبلها. وهي فترة شهور قليلة، ويتضح خط شروع جديد في مشوار هذا العراق المتعب المرتحل في مسافات العذاب والشقاء التي لا تبدو لها نهاية منظورة. الذي نخشاه هو ان تتحول الاغتيالات بعد الانتخابات او ما حولها الى عمليات متبادلة وانتقامية، فالقتلة الذين تقيدهم السلطات على قائمة مجهولي الهوية، هم معروفون بشخوصهم واتباعهم وسياراتهم وأحياناً مساكنهم ومقارهم، وقد تنعكس الصورة ونكون أمام مشهد انتقامي كبير، يخرج عن السيطرة، ولا يبقي ولا يذر. هذا احتمال وارد، لا يستبعده إلا قصير النظر في ساحة مفتوحة على كل شيء. احتمال له مبرراته وعلاماته، ولا ندري كيف يمكن أن تدار الدولة حينها وعلى مَن سيتم القاء اللوم؟ …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى