مقالات

الحل العملي الوحيد : توحيد صفوف المعارضة في جبهة انتخابية واسعة

بقلم مهدي قاسم

التظاهرات الجماهيرية و التضحيات البشرية الجمة بحد ذاتها لا تكفي ، لتغيير حكومة أو نظام سياسي نحو بديله المطلوب و المنشود ، ما لم تصاحبها جملة أمور ومسائل في وضوح أهداف وبرامج ، ضمن رؤية مستقبلية للتغيير والإصلاح المنتظرين ، ولكن قبل ذلك يتطلب الأمر السعي الحثيث و المخلص نحو توحيد صفوف المعارضة أو الساعية للإصلاح الجذري والشامل بمختلف تياراتها و فئاتها وتوجيهاتها المدنية بل وحتى الإسلامية المعتدلة ــ أن وجُدت إطلاقا ــ توحيدها في بوتقة جبهة وطنية واحدة و متحدة ، متراصة ، و لكن متفقة على أولويات التغيير والإصلاح الجذريين ، في كل الأحوال ، كهدف أساسي ورئيسي قبل أي تفكير أو ميل و رغبة في تقسيم المناصب والمواقع السياسية المتنفذة بعد الفوز بالانتخابات المفترضة ، فنحن على يقين أن مَن أراد التضحية بحياته في المتظاهرات من أجل التغيير نحو الأفضل والأحسن فأنه يستطيع التضحية بالمناصب والامتيازات أيضا من خلال رفضه لإغراءات السلطة و ذلك بعدم الانزلاق إلى بيع نفسه للأحزاب والتيارات والتنظيمات السياسية الفاسدة ليلعب دور حصان طروادة لصالح هذه الأحزاب بغية إفشال أهداف التغيير والإصلاح أو لعرقلة توحيد صفوف المعارضة ..إذ الآن…فأن أعظم خدمة وطنية يمكن أن يقدمها أي متظاهر أو حركة تشرينية للمظاهرات هو لعب دور مرن و إيجابي وفعّال لرص صفوف المعارضة في ساحات التظاهر والحراك المدني ، إلى جانب التنسيق والعمل المثابر مع كل هذه الحركات والفئات لأجل إقامة أو تأسيس جبهة وطنية عريضة ذات قواعد جماهيرية انتخابية واسعة متهيئة للانتخابات القادمة ــ طبعا في حالة توفر أجواء أمنية ملائمة تضمن سلامة حياة المرشحين الإصلاحيين ــ للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية ، لتشكيل حكومة إنقاذ وطنية تستطيع إنقاذ البلاد من تداعيات الانهيار والفشل والإفلاس والضياع الوشيك نحو الإصلاح الحقيقي والشامل ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى