مقالات

رمضان ولصوص العراق

بقلم/د.ناظم الربيعي

خص الله جل وعلا شهر رمضان بانه شهر مبارك وفضيل وذكره في القرآن الكريم لخصوصيته الدينيه والروحية لمعاني سامية وراقية ليسود العدل الاجتماعي بين الناس ويتذكر الغني الفقير ويحس بجوعه وعطشه وفقره لإن الغاية من الصوم هي دينية وصحيه وإنسانية من خلال مساعدة الناس بعضهم بعضا في هذا الشهر المبارك وقد وصل تأثير الصيام الى الغرب فتاثروا فيهحتى إن المستشارة الألمانية السابقة ميركل كانت تقوم خلال شهر رمضان المبارك بزيارات تفقدية للمسلمين وعوائلهم ومطاعمهم وتقوم بأعفاء تلك المطاعم من الضريبة لتخفيض الاسعار بالنسبة للمسلمين خلال هذا الشهر الفضيلإلا في العراق فلا يفكر أحد من المسؤولين سواء في الحكومة أو في البرلمان باتخاذ مايلزم من قرارات لتخفيض الاسعار ومعالجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه المواطن العراقي سواء في الوسط او الجنوب او في الشمال فمع بداية شهر رمضان الفضيل ارتفعت مبيعات البنك المركزي العراقي من الدولار في مزاد العملة الصعبة لتسجل اكثر من 174 مليون دولارفقد شهدت نافذة بيع العملة الصعبة ارتفاعا كبيرا في مبيعاتها حيث بلغت 174 مليوناً و268 الف دولار غطاها البنك بسعر صرف أساس بلغ 1460 ديناراً للدولار الواحد مقارنة بالأيام السابقة حيث بلغت المبيعات 156 مليوناً و683 ألف دولاروذهبت المشتريات البالغة 193 مليوناً و478 الف دولاراً لتعزيز الأرصدة في الخارج على شكل حوالات واعتماداتفيما ذهبت البقية الباقية البالغة 19 مليوناً و210 الاف دولار بشكل نقديوان اكثر من 13 مصرفاً قامت بتلبية طلبات تعزيز الارصدة في الخارج ومصرفان قاما بالشراء النقدي وهي باب من ابواب الفساد على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بانه قضى على فساد بيع العملة الصعبة مما جعل الدولار يقفز الى اكثر من1480دينار وبالتالي ارتفعت اسعار المواد كافة الى اكثر من 50 ‎%‎ والتي انعكست بشكل سلبي على حياة المواطن الفقيرخصوصا المواد الغذائية والاستهلاكية التي تدخل في حياة ومعيشة المواطنين بشكل مباشراما وزارة التجارة فلا تزال بعيدة عن الواقع رغم الوعود والبيانات التي تطلقها دون تنفيذفقد وعدت باطلاق حصة إضافية من المواد الأربعة التي تقوم بتوزيعها وهي السكر والزيت والطحين والرز لغرض تخفيض الاسعارلكن لم يرى المواطن البسيط على ارض الواقع اي شيء ملموس وعملي فالاسعار لم تخفض بل إرتفعت بشكل جنوني وحاديجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرار جريئ وشجاع باعادة الاسواق المركزية الى العمل فورا لتوفير المواد الغذائية والاساسية التي تدخل بصلب معيشة المواطنين وفتح نوافذ البيع المباشر للمواد الغذائية للمواطنين من خلال أسطول وزارة التجارة من الشاحنات خصوصا في الاحياء والمناطق الشعبية التي يعيش فيها الفقراء والمعوزين وإصدار أوامر عاجلة بتخفيض الرسوم الكمركية على السلع والخدمات الأساسية والاولية التي تدخل في صناعة المواد الغذائية اضافة الى الزيت والسكر والطحين المستورد والخضروات والفاكهةاما سعر الدولارالذي هو سبب الغلاء والبلاء فأعتقد ان معركة الأنتخابات المقبلة كانت ولاتزال السبب الرئيس في ارتفاعه على حساب المواطن البسيطاللهم لا تتقبل صيام كل مسؤول فاسد لا يهتم بالشعب واموره وحياته ومعيشته وتوفير إحتياجاتهسواء كان تنفيذيا او تشريعيا او من اصحاب المصارف الذين يقومون بتبيض الأموال وسرقتها ونهبها ليزداد الفقراء فقرا ويزدادون غنااللهم فرق شملهم واجعلهم طرائق قدداوالبسهم ثوب الخزي والعار والشنار واجعل اموالهم وبالآ عليهم ونار تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة بحق شهر رمضان لان كل فقير صام ولم يجد ما يفطر عليه بسبب ارتفاع الاسعار سيكون شاهدا عليهم يوم القيامة وسيكونون مسؤولون عن فقره امام اللهاسرعو وسارعوا لتخفيض الاسعار لعل رحمة الله تدرككم في هذا الشهر الفضيل قبل فوات الاوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى