مقالات

العراق‭ ‬والكويت‭..‬ المكاشفة‭ ‬المطلوبة‭

فاتح عبدالسلام

لا‭ ‬يمكن‭ ‬دفن‭ ‬الرؤوس‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬وعدم‭ ‬مواجهة‭ ‬الواقع‭ ‬عبر‭ ‬الحقائق‭ ‬والأدلة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ترك‭ ‬ملفات‭ ‬خطيرة‭ ‬نهبا‭ ‬لتوقعات‭ ‬وتكهنات‭ ‬وأمزجة‭.‬‭ . ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬زار‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬يترأسه‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬وتباحث‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬بمَن‭ ‬يمثلها،‭ ‬بعد‭ ‬نقل‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬امير‭ ‬الكويت‭ ‬الى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭. ‬

موضوع‭ ‬المباحثات‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ‬حدودي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬معلقاً‭ ‬وعالقاً‭ ‬بحسب‭ ‬الجانب‭ ‬الكويتي‭ ‬على‭ ‬الاغلب،‭ ‬استكمالاً‭ ‬لما‭ ‬فرضه‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬انتجت‭ ‬قوانين‭ ‬ملزمة‭ ‬عقب‭ ‬حماقة‭ ‬غزو‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬الكويت‭.‬

الأجواء‭ ‬فيها‭ ‬حساسيات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهناك‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬شتى‭ ‬حول‭ ‬تحمل‭ ‬تبعات‭ ‬نظام‭ ‬زائل‭ ‬ارتكب‭ ‬أخطاءً‭ ‬ودفع‭ ‬العراقيون‭ ‬أموال‭ ‬جيل‭ ‬كامل‭ ‬وازكى‭ ‬دمائهم‭ ‬ثمناً‭ ‬لتلك‭ ‬الحرب‭ ‬الكارثية‭.

بين‭ ‬يدي‭ ‬شكوى‭ ‬من‭ ‬نائب‭ ‬عراقي‭ ‬الى‭ ‬المدعي‭ ‬العام،‭ ‬يتحدث‭ ‬مضمونها‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬إيضاحات‭ ‬حول‭ ‬المباحثات‭ ‬الحدودية‭ ‬مع‭ ‬الكويت،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وجهه‭ ‬الى‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬التي‭ ‬اعتذرت‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تلبية‭ ‬طلبه،‭ ‬كونها‭ ‬ليست‭ ‬جهة‭ ‬الاختصاص،‭ ‬وانّ‭ ‬الخارجية‭ ‬مكلفة‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬ويقول‭ ‬النائب‭ ‬انّ‭ ‬الخارجية‭ ‬لا‭ ‬تجيب‭ ‬على‭ ‬تساؤلاته،‭ ‬لذلك‭ ‬اضطر‭ ‬الى‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬ضدها‭ ‬عند‭ ‬رئيس‭ ‬الادعاء‭ ‬العام‭ .‬هناك‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تصريحات‭ ‬مثيرة‭ ‬حول‭ ‬اشتراك‭ ‬العراق‭ ‬بملف‭ ‬خلافي‭ ‬هو‭ ‬حقل‭ ‬الدرة‭ ‬الغازي‭ ‬الذي‭ ‬تقول‭ ‬ايران‭ ‬انّ‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬التنقيب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اتفاق‭ ‬واضح‭ ‬مع‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬كونه‭ ‬حقلاً‭ ‬متنازعاً‭ ‬عليه،‭ ‬وتصر‭ ‬الكويت‭ ‬انه‭ ‬ملكها‭ ‬وحدها‭. ‬

وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬حدودية‭ ‬أيضا،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬بشأنها‭.

‬في‭ ‬سماء‭ ‬الشائعات‭ ‬او‭ ‬التسريبات‭ ‬هناك‭ ‬كلام‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الكويت‭ ‬رشى‭ ‬لمسؤولين‭ ‬عراقيين‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الان‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬حكومية‭ ‬سابقة‭.‬‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يخلق‭ ‬مناخاً‭ ‬شعبياً‭ ‬ضاغطاً،‭ ‬قد‭ ‬تنتابه‭ ‬تشنجات‭ ‬وتداعيات‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مثل‭ ‬العراق،‭ ‬هناك‭ ‬عشرون‭ ‬جهة‭ ‬فيه،‭ ‬ليس‭ ‬بينها‭ ‬الحكومة‭ ‬،‭ ‬تستطيع‭ ‬تحريك‭ ‬الشارع‭ ‬وصناعة‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬تجاه‭ ‬اية‭ ‬مسألة‭ ‬تخص‭ ‬شأناً‭ ‬عراقياً‭ ‬كبيراً‭ .‬من‭ ‬هنا،‭ ‬الأوضاع‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬تأجيل‭ ‬كشف‭ ‬الحقائق‭ ‬والذهاب‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬مجال‭ ‬وتكرم‭ ‬على‭ ‬البلاد،‭ ‬لمناقشة‭ ‬ماذا‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬دقيق‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬والكويت‭ ‬،‭ ‬واذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حقوق‭ ‬عراقية‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها،‭ ‬واذا‭ ‬كان‭ ‬للأخرين‭ ‬استحقاقات‭ ‬معينة‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬الإيفاء‭ ‬بها،‭ ‬بدل‭ ‬ان‭ ‬يحتمل‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬والضغوط‭ ‬اكبر‭ ‬من‭ ‬طاقته،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحدث‭ ‬انهيارات‭ ‬تضر‭ ‬الجميع‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى