السياسية

الكاظمي: منطقتنا اليوم تعيش ظروفاً معقّدة وهناك تأثير للخلافات السياسية على نهضة هذه المنطقة

أرحّب بكم في العراق، متمنياً النجاح لهذا المؤتمر في تحقيق غاياته وأهدافه، وأن يكون منطلقاً للمزيد من التعاون والشراكة في مجالات الأغذية والزراعة، وبما يحقق أهداف منظمة (فاو) في خدمة المجتمعات.

حضوركم ومشاركتكم اليوم، تعزيزٌ لدور بغداد كعاصمة للسلام، وعاصمة للقاء، وعاصمة للتعاون والشراكة، بين دول المنطقة والعالم.

منذ آلاف السنين، استثمر أجدادنا القدماء هذه البقعة الجغرافية الاستثنائيّة، التي تمتعت بتربة خصبة، وحباها الله بنهري دجلة والفرات، وبمناخ ملائم، واستطاعوا أن يحوّلوها إلى سهول منتجة مثمرة، حتى صار يطلق عليها أرض السواد كناية عن خصوبة أرضها وانتشار الزراعة فيها.

إن مؤتمركم الذي يحمل عنوان (التعافي ومعاودة التشغيل)، الذي يبحث في تطوير نظم غذائية وزراعية قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يفرض علينا تشخيص التحديات واستراتيجيّات الحلول؛ للوصول إلى نتائج مرجوّة، استناداً إلى الإمكانات المتاحة، وتشخيص التحدّيات، والاستفادة من التجارب الإنسانية الرائدة في هذا المجال.

يواجه العالم اليوم تحديات الجفاف والتصحّر والتغيّر المُناخي، وهذا النوع من التحديات مضاعف في العراق؛ بسبب غياب التحديث في منظومات الزراعة الحديثة والري لسنوات طويلة سابقة، بسبب الحروب العبثية، وبسبب الفساد وسوء الإدارة، ونعمل اليوم على تحويل هذه التحديات إلى فرص إبداع، وكذلك نعمل وضع استراتيجيات مكافحة التصحر، وإيجاد الحلول لأزمة المياه.

في العراق، وعلى مستوى المنطقة والعالم، نواجه أسئلة جوهرية: كيف سنواجه هذه الأزمات؟ كيف نحقّق الأمن الغذائي والمائي في بلداننا؟ وكيف نواجه التغيّرات المناخيّة؟ بل كيف سنسلّم أوطاننا إلى أجيالنا المقبلة؟

إن المسؤوليات الملقاة على عاتق الأجيال الحالية كبيرة، فالأزمة تطال الجميع بلا استثناء، وعلينا العمل بروح جماعية، وأن نترفّع عن مصالحنا الضيّقة وحساباتنا الخاصّة، ونتمسّك بروح التعاون والشراكة والانطلاق إلى التكامل؛ لتحقيق أمن مائيّ وغذائي شامل، سيقود بالضرورة إلى تطوير نمط حياة مجتمعاتنا، وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة.

تعيش منطقتنا اليوم ظروفاً معقّدة، وتحديات كبيرة، وهناك تأثير للخلافات السياسية على نهضة هذه المنطقة التي تمتلك كلّ مقومات النهوض، والحلّ يبدأ من تحييد مشاريع التنمية المستدامة، خصوصاً على مستوى الأمن الغذائي والمائي لشعوبنا.

يجب أن نتحلّى بروح فريق العمل الواحد، لأننا أبناء هذه الأرض، باقون فيها، والتعاون والشراكة هما الخيار الطبيعي لنؤمّن مستقبل أجيالنا القادمة.

لغة الحوار والتفكير المشترك وتجنب الحلول الذاتية التي لا تراعي مصالح الجوار، هي الحجر الأساس للتعاون والشراكة، فلا يمكن لمجتمع أن ينمو على حساب مجتمع آخر، والتجربة الإنسانيّة تقودنا إلى هذه الخلاصة، وإلى هذه النتيجة.

نحن نسعى في العراق إلى تحقيق التكامل مع جيراننا، لدينا مشاكل على مستوى المشاريع المقامة في منابع دجلة والفرات، يجب أن نعتمد مبدأ المصالح المشتركة والحوار لحلّها بشكل يضمن مصالح الجميع.

هناك مشتركات كثيرة في منطقتنا، وعلينا أن نُحسن إدارتها، حتى نكرّس مفهوم التعاون والشراكة، بالعمل الحقيقي على الأرض.

أشكركم، وأرحّب بكم مجدداً في بغداد التي هي بغدادكم، وأشكر منظمة (فاو) على جهودها في العراق، وتعاونها مع وزارة الزراعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى