مقالات

الكتلة العابرة

بقلم :- هادي جلو مرعي

التجربة العراقية مريرة وفقا لمقياس العذاب الذي تجرع مرارته مواطنون كثر كانوا يرون في النظام السياسي الجديد فرصة لصناعة التاريخ، لكن الأمور أخذت تسير في الإتجاه الخاطئ تماما، وليس ذلك إتهاما لأنه يرتبط بوقائع عشناها على الأرض، وكنا نحن من دفع الثمن، ومايزال ذلك الثمن يتجدد وكأنه دين دائم لاخلاص منه.واحدة من أسوا الخيارات التي عرضت في عراق مابعد 2003 هو التشكيل السيايي، وإدارة العملية الديمقراطية وفقا للمحاصصة الطائفية والعرقية التي جعلت المواطنين أسرى لافكاك لهم لقومياتهم وطوائفهم مع نزاعات طائفية مقيتة، وإستثمار غير أخلاقي للصراع، وتحول السياسيون والمواطنون الى أدوات لتنفيذ أجندات خاصة لاتتعدى الى ماوراء حدود المنفعة والمكاسب المصطنعة وهو ماأنتج فشلا سياسيا وضياعا وتخبطا وصراعا فوضويا، مع إمكانية أن يتحول الى مواجهة مع الشعب الذي لم يعد يثق بشئ، وليس لديه الرغبة في مواصلة ذات اللعبة سيئة الصيت التي أحبطت المواطنين والقوى الفاعلة التي تحتاج الى ديناميكية في التعامل مع الأحداث، وبالتالي صار لزاما الخروج من دائرة التحزب والتكتل الطائفي الى الوطنية الكاملة التي تستوعب القوى الحقيقية والأشخاص المهمين والمؤثرين.الكتلة العابرة توصيف متقدم للحالة التي يجب أن نذهب إليها وهي حال إيجابية لأن المعنى الحقيقي للكتلة العابرة إنها خروج من التكتلات الراهنة التي فشلت في إدارة الدولة، والذهاب الى حوار عميق مع كتل سنية وشيعية وكردية وتركمانية لتشكيل نظام حكم متوازن لاعلى أساس الولاء للطائفة والعشيرة بل للوطن والشعب بأكمله، وبالتالي تحديد أولويات الحكم. ومايمكن أن يستقر عليه، وتكريس أدوار معارضة حقيقية في البرلمان، لكن المهم هو أن لايأتي المرشح بعنوان طائفي إقصائي، بل يأت كمواطن فاعل، واثق من نفسه، ولديه الرغبة في البناء والنهوض بالدولة على أساس المواطنة، لاعلى أساس الهويات الفرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى