قصص من الواقع

المدالية

اقرب محل غذائية علينا جان يبعد شغلة ١٠ دقايق مشي …. المنطقة جانت ستوها مبنية …. يعني بيت هنا و بيت هناك …. من جانو اهلي يدزوني اجيب شي … اكيف و احس روحي اهلي معتمدين عليا …. احضر نفسي و اطلع … طبعا الفلوس بجيبي ملفلفها و لأن امي تكلي ديربالك لا تضيعهم ابقى مدخل ايدي بالجيب مال بجامتي و لازم الفلوس قوي .. حتى مرات الفلوس تتبلل شويوينه من عرك ايدي هلكد مضاغط عليها بجف ايدي …. اوصل للمحل اشتري الي امي موصتني عليه و اخذ حصتي من المبلغ … اشتري بي شغلات اليا … و ارجع نفس الطريق بس هالمرة شايل وياي غراض للبيت … بالروحه و الرجعه جنت اشوف مرات هياكل مال بيوت بيها شغل و عمال … و مرات اشوف سيارات جبيرة دتذب طابوك لو زميج لو رمل لو ينزلون جياسة مال اسمنت …. و جنت مرات من اشوف ناس دتنتقل جديد … شلون احنا من انتقلنا لوري و العمال و ابوية و عمي نزلو الغراض … جنت اوكف و ادور بنص العمال جهال من عمري … و ما اعرف ليش اسوي هالشي بس يمكن فضول …. الشارع مالتنا بده شوية شوية يبين … يعني صار خط مال بيوت …
و الشارع المقابيلنا هم بده ينبني … مقابيل بيتنا جان فارغ … بس ليكدام شوية اكو بيت كامل و بي عائلة … فد يوم طلعت اروح جيب شغلات لأمي … و شفت بنية بعمري تمشي … بس مبينه متندل شي و اول مرة اشوفها … يعني شايف جهال اني بس هاي مشايفها … كلتلها رايحه لأسواق النعناعه ؟
كالت اي … كلتلها اني هم امي دزتني .. و مشينا سوى .. أول سوال سالتها انتي بيا صف و طلعت اقل مني سنة … اني جنت خامس و هي رابع … سألتني على الانكليزي صدك صعب … صرت براسها مترجم مو طالب خامس ابتدائي … كلتلها صعب كلش و لغة ثانية غير اللغة العربية بس كل شي بالتركيز يهون .. كالت اني اكبر اخواني .. كلتلها اني الوحيد لأهلي …
و رحنا اشترينا الغراض و رجعنا سوى … بيومها طلبت اساعدها اشيل وياها العلاكة و هي العلاكة عصفور يكدر يشيلها لان خفيفة اصلا … بس عود اني ولد وهي بنية و لازم اسوي فعالية و ابينلها اني شجاع ..
المهم رجعنا للبيت و أشرتلي على بيتهم الي هو مقابيلنا … و اني كلتلها هذا بيتنا وقبل متسلم عليا سألتني ..
انته شنو اسمك ؟؟؟ حبيب .. كلتلها وانتي شسمج ؟؟؟ كالت داليا و سلمت عليا وراحت ….
… و من يومها كمت اراقب بيتهم من اكعد بباب بيتنا … هو شوية بعيد بس ينشاف لان ماكو بيوت مقابيلي و كاع مفتوحه … جانت مرات تطلع تلعب وي اختها برى و اني اروح اتمشى يم بيتهم حتى بس اسلم عليها و ارجع … عود فايت صدفه و جنت رايح لمكان لان مشغول و شفتها … وهو اصلا المنطقة بعدها تراب و بيوتها تنعد على الاصابع … و اجه الموسم الدراسي … و كلنا رجعنا للمدرسة و العطلة بوقتها جانت بالنسبة اليا ( مراقبة داليا و الروحه لأسواق النعناع) حتى الجهال الي العب وياهم ثنين و دائما يكونون ببيت جدهم … رجعنا للدوام … المدرسة بعيدة تقريبا ٢٠ دقيقة مشي و مو بجهة اسواق النعناع بالجهة الثانية … يعني الطريق مالتي لازم اطلع كبل على بيت داليا و اكمل طريقي كبل … بس اسواق النعناع هي تجي بأتجاه بيتنا و تكمل … يعني من الاخير المدرسة كبالي و اسواق النعناع ورايا … و كمت شسوي .. امي تطلع وياي توصلني لباب الحوش .. تنطيني جيس اللفات و تكلي يله روح .. اني اطلع وامي تسد الباب وتفوت .. بس اني ما اروح …. ابقى يم حايط بيتنا اراقب شوكت تطلع داليا … بس تطلع اروح بسرعه بحجة اني هم رايح للمدرسة و نكمل مشينا سوى … بالمدرسة نفس الشي … ادور عليها بالفرصة يم الحانوت لو بالساحة وهم اسوي نفسي صدفه فايت حتى بس نسولف سوى … و جنت دائما انطيها من لفاتي وهي هم تنطيني من لفاتها … و هلكد ما صرنا اصدقاء .. اكثر من مرة خلتني اشرب من مطارتها .. من الحلك .. وهي هم شربت من مطارتي … يجوز هالشي مو مهم .. بس احنا كأطفال و بذاك الوكت جان كلش يخوفنا … لان امهاتنه تحذرنا دائما من الامراض و ديربالكم تشربون من حلك لحلك و ديربالكم تطخون حلكم بالبوري مال مي .. و عبرت الخامس و رحت للسادس .. وهي راحت للخامس .. و خلصت الابتدائية .. خلصت سادس .. و هي ستوها صارت بالسادس .. رحت للمتوسطة …. و بالعطلة الي وراها اروح للأول متوسط .. جوي تريلات ذبو طابوك و رمل و بدو يبنون مقابيل بيتنا … يعني بعد ما اكدر اشوف داليا اذا اكعد بالباب … ضجت كلش ..
اني جنت احبها لداليا و هي تحبني بس منعرف الي دنعيشه شنو … جهال زعاطيط … و رحت للمتوسطة و هي بقت بالسادس … المصيبة متوسطتي ورى يم اسواق النعناع .. وهي بعدها هناك … يعني ماكدر اوصلها للمدرسة يوميا … و جان ماعدنا لا تلفون و لا اكدر احاجيها مثل قبل يوميا بالمدرسة و بالطريق للمدرسة … حسيت عندي نقص بحياتي … و كمت اتقرب يم بيتهم دائما ورى ما اخلص الدوام … و فد يوم شفت ولد و بنية واكفين وياها يم باب بيتهم … كبل رحت سلمت و وكفت … حتى ما عرفت عن نفسي و لا طلعت موضوع اسولف بي بس وكفت وعيني بعين هذا الولد الي واكف …. حتى هو خاف من نظرتي .. عاد هو واخته راحو و اني بقيت يم داليا … سألتها كلتلها منو هذولة … كالت هاي رنا و اخوها ماجد … هذا بيتهم … (اشرتلي على بيت يبعد عن بيتهم ميتين متر) … كلتلها و شيريدون منج … كالت ديسألوني باجر نروح سوى للمدرسة لان ميندلوها و امهم جانت يم امي هسه و راحت وبقو همه يمي … كلتلها بيا صف همه .. كالت رنا بالخامس و ماجد بالسادس … كلتلها يعني بصفج ماجد ؟؟
كالت ماعرف باجر نشوف … طبعا اني هنا كمت اتخيل هو راح يروح وياها و يرجع سوى … و يحبها وهي تحبه … و سويت نفسي زعلت و عفتها ورحت … طبعا هي مفتهمت و حتى بالجذب مصاحتني … رحت للبيت بيومها متعشيت .. وثاني يوم رحت للمتوسطة و تعاركت و انكتلت كتله تخبل … واحد بصف ثالث متوسط شكبره واني بصف اول متوسط .. اندكيت بي لان جنت معصب و ضايج من ورى سالفة داليا … لزمني و دكني دك .. بحيث عافني متمدد ورى الصفوف و راح … كمت و طلعت من المتوسطة رجعت للبيت … و رحت انتظر يم مدرستي القديمة .. و طلعو صدك .. تلاثتهم .. داليا و رنا و ماجد … و مشو سوى و اني امشي وراهم .. و صحت بصوت عالي .. داليا … عافتهم داليا و رجعتلي .. كلتلها جنت يم صديقي و رجعت هسه و شفتج … شنو راجعه للبيت ؟
كالت اي ..امشي امشي خلي نمشي سوى .. كلتلها ميروحون همه شكو واكفين ينتظروج … كالت ميندلون … هاي اول يوم يداومون شبيك اني جبتهم واني ارجعهم … و رحت وياهم امشي وبس ردت ماجد يفتح حلكه لو يسألني شي لو يضوجني حتى امسح بي الشارع .. بس الولد محجى وياي اصلا … و ثاني يوم داومت و جنت احس بيوم من الايام راح الكف شي بين ماجد و بين داليا .. بس ما لكفت .. ماجد جان كاتل روحه عالدراسة وماعنده سوالف مال صداقة … و أمنت بي و حتى صادقته .. و مشت سنين العمر سنة تركض ورى سنة … و كبرنا و دخلنا كليات .. طبعا بمرحلة الاعدادية اني اعترفت بحبي لداليا و هي اعترفت الي … و بوقتها جان عدنا تلفون ارضي و بيت ام داليا هم تلفون ارضي … جنت احجي وياها بالتلفون و ما اكتفي بس بهل الشي … جنت اكتبلها شعر … جنت اني اخترع شعر و طبعا هسه من اشوفه اضحك لان اي ربط ما بي … بس جانت تحبه هي … و جنت من اروح لتسجيلات اسوي كاسيت حسب الطلب … ما اسوي واحد … اسوي كاستين … و نفس الاغاني .. كاسيت الي و كاسيت لداليا … و كل ما اشوف شي حلو مثلا قلم حلو .. لو دفتر الجلاد مالته غريب .. لو مدالية حلوة لو مساحه شكلها حلو … كبل اشتري قطعتين اليا وحده و الها وحده … حتى قراصات شعرها جنت اني اهديها الها … و دخلت كلية اني .. و هي ورايا دخلت كلية .. هي جانت ادارة و اني جنت حقوق …
و كل واحد بينا بمكان … جنت اروحلها و التقي بيها برى الكلية …
و بيوم من الايام جنت بالبيت .. و خابرتني كالت جايني خطابة … كتلها والحل .. كالت راح ارفض … و رفضت … طبعا امها تعرف هي تحبني و اني احبها من الصغر … كال خلي يتقدملج … و حتى لو ممتخرج مو مشكلة … هو الوحيد لأهله و ابوه و امه وضعهم زين .. بس ميصير تبقون هيج هالمرة رفضتي يجوز بالمرة الجاية ابوج ميقبل … و صدك والله ما عبر شهرين و رحت تقدمت و اهلها وافقو و صارت خطيبتي … و ما طولت الخطوبة هواي و تزوجنا … طبعا هسه اذا اشرح المشاعر الي عشتها من صارت اليا و اني صرت الها … ما اعرف اعبر عنها … بس الي جنت احس بي انو اني مجبر كل ما اشوفها ابوسها لو اشم شعرها .. مجبر و عبالك اكو شي يجرني يخليني اسوي هالشي و هالشي اسمه ممصدك صارت مالتي .. صارت بأسمي .. زوجة حبيب .. و تخرجت اني و هي تخرجت … و جابتلي احلى علياء و احلى احمد …. و طبعا الجهال كبرو شوية و هي كامت تضوج لان بالبيت … و طبعا هالحجي الرواتب مال الوظائف استعدلت .. كالت اريد اتوظف ..
كلتلها ممحتاجين اني كافي ترى … كالت عفيه عفيه و قنعتني … و الجهال امي وابوية عايشين و اهلها هم عايشين و بعد شارع واحد .. يعني ما عليهم شي و اصلا علياء و احمد عقال .. يعني مو وكحيين … و داومت .. و كامت يوميا خطية من ترجع تسولفلي على علاقتها بالموظفات و مكيفه .. و تخابرهم و يخابروها … و تحجيلي قصص عن الي يصير بالوظيفة …
و بيوم من الايام راحت داليا و مرجعت … اخذها الموت .. استشهدت .. مو بس هي .. وياها موظفات ثنين …
انفجار اخذها مني .. انفجار قريب من دائرتها لان مكان دوامها بوسط بغداد .. بوقتها لمت روحي لان اني وافقت تتعين .. بس أبوية و أمي يكولون قدرها متكدر تغيره .. طبعا اني بالطب العدلي رحت و شفتها … ما اريد اتذكر الي صاير بيها من واقع الانفجار .. حديد داخل بجسمها .. همه مطلعين الحديد بس واضح مكانه … بيومها اني اتخربطت .. و بقيت كاعد بالكاع و الي يكلي امشي نرجع اكله روح و اغلط عليه غلط مال شوارع … غلط بحياتي مكايله .. غلط ماعرف شلون يطلع من لساني .. جنت اريد بس احد يتعارك وياي .. واني ابجي ..
فقدت عقلي بساعتها … بس جهالي اخ جهالي .. صورتهم صارت كبالي و كمت على حيلي …

و دفنتها لقطعتي .. دفنتها لدمعتي و ضحكتي .. دفنتها بيدي للي علمودها جنت اتنفس … دفنتها للي جانت اهلي و سندي و ظهري الي انكسر بهل الدنيا … دفنتها جوى التراب .. اصيح بالدفنه اكلهم تختنك من التراب تختنك داليا .. و يجروني .. اصيح داليا راح ارجع وحدي للبيت كومي رجعي وياي .. وابوية يضربني راشديات ميريدني اصيح اسمها … يكلي حرام ابني .. و اني الطريق كله اصيح داليا دلو مداليه … جنت ادلعها مداليه .. اكلها انتي معلكة بيا … و رجعت للبيت طلعت الغراض الي جنت اشتريها الها .. و الغراض الي هي مشتريتها الي … اشمشم بهدومها … و عشت .. عشت على ذكراها … اني اخذت كفايتي من الدنيا .. و متزوجت .. و جهالي هسه كبار .. طبعا أمي بدون علمي شالت غراضها كلهم .. لان تكلي ميصير تبقى الغراض هم تأذيها و هم تأذي روحك ..و تعاركت وي امي بس شسوي هاي امي .. سكتت .. داليا الحلم الي بديت بي و بسرعة خلص … هسه علياء جايه قسمتها .. طبعا كلتلها اني موافق بس لازم نروح لماما تكوليلها كل شي … تفرحيها .. و رحنا و حجت كلشي لداليا .. والله العظيم مو قضية اني اتخيل … بس من واكفين يم كبرها حسيت بنسمة هوى … عبالك فرحت داليا من سمعت علياء راح تتزوج … يجوز هي صدفه بس اني مصدك هاي نسمة الهوى معناها هي فرحت بالخبر … الف رحمة على روحها ..
مرات يكولون الي يفقد انسان عزيز عليه خلي يغير مكانه … بس اني ابد ما اغير مكاني .. اصلا مرات بليل اختنك من اتذكرها .. اكوم اطلع اروح يم اسواق النعناعه الي اصلا عزل صار سنين … و اتخيل اول يوم ردت اشيل الجيس منها … و ابجي احس روحي ارتاحيت … و مرات اروح يم بيت عمي (بيت اهلها يعني) اوكف يم المكان الي التقيت بي بماجد و رنا .. وابتسم .. واكول وي نفسي بصوت ناصي .. تذكرين هنا شصار حبيبتي .. اول مرة حسيت بشي اسمه غيره هنا … ما اريد اكمل خلص ..


المصدر / صفحة ابو بغداد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى