مقالات

المقاومة والعملاء والخونة!

بقلم: مثنى الجادرجي

لم تکن عملية المداهمة التي حصلت للميليشيات العميلة لإيران فجر الجمعة المنصرم، عملية طارئة بل إنها قد أثلجت صدور أبناء الشعب العراقي وبشکل خاص الشيعة منهم والذين ضاقوا ذرعا بهذه الميليشيات التي تدعي الانتماء لهم وللعراق ولکنها کانت ولازالت مجرد أدوات وآلات وبنادق تحت الطلب للنظام الايراني يستخدمها وقتما وکيفما يشاء، وإن الدور الخياني لهذه الميليشيات قد تعدى وتجاوز کل الحدود فإنها وعلاوة على إنها تخدم أجندة النظام الايراني وتوجه وبصورة مکشوفة طعنات للسيادة الوطنية العراقية وتحط من قدر إستقلال العراق کدولة ذات سيادة، متورطة في عمليات الفساد والسرقة والنهب والاختلاس وإستغلال الاوضاع الشاذة للعراق من أجل الاثراء غير المشروع وسرقة ثروات الشعب وقد کانت هذه الميليشيات ولازالت تشکل خطورة وتهديدا على الاقتصاد العراقي.الحد من دور وتأثير هذه الميليشيات العميلة ونزع أسلحتها ومنعها من التدخل في الامور والشٶون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، صارت ضرورة ملحة جدا لأن الاوضاع في العراق قد وصلت الى مفترق بالغ الخطورة ويجب وضع حد لهذه الميليشيات التي تعمل کأداة ووسيلة من أجل الضغط والتهديد والنشاطات الارهابية من تفجيرات وإغتيالات لکل من يقف بوجه دور ونفوذ النظام الايراني أو يفکر بإتجاه مخالف لذلك، خصوصا وإن قادة هذه الميليشيات الذين مافتأوا يدلون بتصريحات أکبر من حجمهم وتنال من السيادة الوطنية للعراق وتظهره ضعيفا وعاجزا أمام الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني، ولعل التصريح المثير للإشمئزاز والصادر من الأمين العام لميليشيا النجباء أكرم الكعبي، الذي كرر اتهامات التخوين، ملوحا بتحركات مقبلة، على غرار ما صرح به مسؤول أمني في حزب الله سابقا، يمکن إعتباره واحدة من التصريحات الصلفة جدا والتي تحدد الوطنية ومصداقية المواقف على أساس الموقف من الدور والنفوذ السرطاني للنظام الايراني، وإن الکعبي يتجاوز الحدود عندما يزعم في تغريدة له على موقع تويتر من إن هناك محاولات للإيقاع بما سماها “المقاومة من قبل العملاء والخونة” في إشارة إلى الكاظمي وجهاز مكافحة الإرهاب الذي نفذ عملية المداهمة . ذلك إنه يعلم جيدا موقف الشعب من کافة الميليشيات العميلة للنظام الايراني عموما ومن ميليشياته بشکل خاص.إننا نتساءل أية مقاومة هذه التي تسرق وتنهب ثروات وممتلکات الشعب العراقي وتشکل أداة ووسيلة لنظام مکروه ومرفوض ليس على الصعيد الدولي فقط بل وحتى من جانب الشعب الايراني الذي قام بأربعة إنتفاضات عارمة من أجل إسقاطه وإن إحتجاجاته ضده مستمرة الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة وإن الکعبي يثير القرف بأسوأ أنواعه عندما يعتبر أن”الأمور تتجه للخطورة، فالاحتلال لا يريد الخروج .. ويحرك عملاءه الأذلاء للغدر والإيقاع بالمقاومة”، ذلك إن الذي لايريد الخروج من العراق وترکه لشعبه هو سادته وأولياء نعمته من النظام الايراني في طهران والذين لم يعد لهم من أنصار ومعينين سوى أذنابهم من العملاء من أمثال قادة الميليشيات العميلة في العراق ولبنان واليمن وسوريا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى