مقالات

برلمان ام بلاط لويس السادس عشر؟

برلمان ام بلاط لويس السادس عشر؟ – نوزاد حسن

شاهدنا جميعا دهشة المعتصمين في البرلمان العراقي بعد دخول اتباع التيار الصدري ومن معهم اليه.

دهشة واضحة,وأسف كبير لما شاهده المعتصمون من وسائل الراحة التي كان يتمتع بها ممثل الشعب.

مشاهد صدمت الجميع بالتاكيد.فكل ما نعيشه من حرمان,وضع تحت ايدي النواب لانهم يمثلون الفقراء الذين انتخبوهم.

ومن الطريف ان احدا لم يتحدث عن جمال وابهة البرلمان من قبل.الناس المحرومون هم من نقل الينا الصورة لذلك الكوكب البرلماني المزود بكهرباء لا تنقطع,ومقاعد قيل ان لها امتيازات خاصة لان من سيجلس عليها هو كائن ذو امتيازات خاصة اسمه البرلماني.

اضف لهذه اللوحة مرايا تعمل باللمس لا اعرف حكمتها.وحمامات مزودة باجهزة تكييف تعطي للمكان احساسا اخر.هل هذا كل شيء.؟بقي هناك الامتياز المادي الذي يحصل عليه عضو البرلمان ثم تقاعده بعد ان تنتهي الدورة البرلمانية.في الواقع نقل المعتصمون لنا صورة اهانت الشعب العراقي المحروم,وذكرتني ببلاط الملك لويس السادس عشر.

ذلك الملك الذي جمع في بلاطه اثرياء,وعاطلون ذوي نفوذ,ورجال دين فاسدون,وطبقة حاكمة سخرت من الفرنسي الجائع.احسست بان المواطن غائب تماما من حساب دفتر البرلماني.وعدت بذاكرتي الى ابيات كتبها الرصافي وهو يشتم الملك فيصل الاول لانه كان يتخذ لنفسه بلاطا فيه من فيه.وحين التقى الرصافي بالملك فيصل الاول عاتبه,وقال له:اين هو البلاط الذي تحدثت عنه في شعرك.

ولم يكن هناك سوى بناية صغيرة اتخذت مقرا للملك فيصل الاول,وكان الجواهري يعمل في مكتب الملك.لو عاش الرصافي وشاهد حال البرلمان لربما اعتذر من الملك فيصل الاول.

فكل شيء متوفر في ذلك المكان الذي دخله المعتصمون,وما زالوا فيه.ولا بد ان يقول الشعب كلمته في عمل البرلماني,وامتيازاته غير المنطقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى